ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم– بقلم عوديد غرانوت – انجاز امريكي

إسرائيل اليوم– بقلم عوديد غرانوت – 6/1/2021

في هذه المرحلة يحتمل أن يكون الإنجاز الاساس لابن سلمان من رفع المقاطعة عن قطر يرتبط بالمساعي لتحسين صورة بلاده في نظر  الرئيس الوافد الى البيت الأبيض “.

العناوين الاحتفالية التي رافقت امس انهاء النزاع المرير بين قطر  وبين عدة دول عربية وعلى رأسها السعودية، تركزت على العناق الحار الذي منحه ولي العهد السعودي للحاكم القطري في المطار في شمال غرب المملكة. وقضى المحللون: “كل الاطراف ربحت”.

مع أفول النشوى كفيل بان يتبين بان الفرحة في رأب الصدع بين الدول السُنية في الخليج الفارسي كانت مبكرة ومبالغا فيها اكثر مما ينبغي، كونه يوجد في هذه القصة منتصرون واضحون ومهزومون ايضا.

في رأس قائمة المنتصرين تقف، بلا شك، ادارة دونالد ترامب المنصرفة. فالرئيس الامريكي، كما يذكر، ايد في البداية المقاطعة التي اعلنتها السعودية على قطر بسبب العلاقات الوثيقة للاخيرة مع ايران وبسبب دعمها لمنظمات اسلامية متطرفة، ومنها حماس، ولكن سرعان ما تراجعت.

السعودية وقطر هما الحليفتان الهامتان لواشنطن في الخليج الفارسي. للولايات المتحدة توجد مصالح وتواجد عسكري في السعودية وقاعدة ضخمة في قطر. وفهم ترامب بان استمرار النزاع بينهما سيمس بالمصالح الاستراتيجية الحيوية لبلاده فبعث بجارد كوشنير وآفي باركوفيتش في مهمة المصالحة، التي تتوجت امس بالنجاح. انجاز هام للإدارة المنصرفة وكذا للكويتيين الذين عملوا من خلف الكواليس لرأب الصدع.

ولكن قطر هي التي تصل الى هذا الاتفاق كالمنتصر الأكبر. فتوق العزلة الذي احاطته حولها قبل ثلاث سنوات السعودية، اتحاد الامارات، البحرين ومصر، والذي تضمن قطع العلاقات الدبلوماسية، اغلاق المجال الجوي والبري في وجه الطائرات التي تقلع من الدوحة، وقف العلاقات التجارية وغيرها الحق بها في بداية الطريق اضرارا جسيمة، اقتصادية وغيرها. ولكن بعد وقت ما وجدت المملكة الصغيرة، التي تعتمد على مرابض ضخمة من الغاز، طريقها لتجاوز المقاطعة والنجاة.

المهم أكثر من ذلك هو أنها على مدى ثلاث سنوات لم تنته. فقد رفضت قطع العلاقات مع ايران او العلاقات مع تركيا، صدت الادعاءات لدعم الإرهاب ولم تتوقف عن دعم حركات متطرفة وبالطبع لم تغلق محطة “الجزيرة” التي واصلت ضرب خصومها بلا رحمة.

اذا تبين في نهاية المطاف بانه لا توجد بنود خفية في اتفاق المصالحة الذي وقع امس، فسيتبين ان الثمن الوحيد الذي دفعته، حاليا، قطر لقاء رفع الحصار عنها واستئناف العلاقات الدبلوماسية مع السعودية وباقي الدول التي قاطعتها هو موافقتها على ان تسحب كل الدعاوى الدولية التي رفعتها ضد هذه الدول.  وهذا كما ينبغي أن يقال هو ثمن زهيد.

من انجاز قطر تتبين خسارة ولي العهد السعودي. فالمغامرتان الكبريان اللتان خرج اليهما الزعيم الشاب في مجال السياسة الخارجية تكبدتا حتى الان بفشل ذريع: التدخل في الحرب في اليمن، والتي جبت حياة مواطنين بؤساء وانفقت عليها مليارات الدولارات من صندوق المالية السعودية، لم تجلب النصر على الثوار الحوثيين. ولم تدفع المقاطعة قطر للندم والوقوف في جبهة واحدة حيال ايران. في هذه المرحلة يحتمل أن يكون الإنجاز الاساس لابن سلمان من رفع المقاطعة عن قطر يرتبط بالمساعي لتحسين صورة بلاده في نظر  الرئيس الوافد الى البيت الأبيض.

لإسرائيل، كما هو معروف، توجد علاقات مركبة مع قطر. فالسفير القطري يأتي الى لقاءات متواترة في القدس ويخلق هدوءا في غزة بفضل الدعم المالي الدائم الذي ينقله لحماس. وبالمقابل، لا يخفي القطريون عداءهم ومعارضتهم لسياسة إسرائيل في مجالات عديدة.

اذا قرر الحاكم القطري، تميم بن حمد اجتياز الخطوط والانضمام الى الجبهة المناهضة لإيران في الخليج الفارسي، اذا ما شجع حليفه التركي، اردوغان على إقامة علاقات سليمة مع إسرائيل والتنكر لدعم الإرهاب، وبالطبع اذا ما أضاف توقيعه الى اتفاقات إبراهيم – عندها ستتمكن إسرائيل من ان تبارك بالفم الملآن اتفاق المصالحة الذي وقع في السعودية امس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى