ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم– بقلم عكيفا بيغمان – المشتركة تعرض : اسرائيل بعد كل شيء

إسرائيل اليوم– بقلم  عكيفا بيغمان  – 10/3/2020

برنامج القائمة المشتركة هو رؤيا شاملة ومليئة بنزع الصهيونية لاسرائيل بالمستوى الاعمق والاكثر جذرية. لا يوجد مبدأ صهيوني – قومي واحد لا  تتحداه القائمة المشتركة. وعليه، فبخلاف التعاون في مبادرات التشريع الموضعية، فان ادارة اتصالات جدية معهم عن الشراكة في الحكومة وفي  تصميم صورة الدولة هي لحظة انكسار حقيقي “.

تسكع قائمة أزرق أبيض مع القائمة المشتركة هو بلا شك الحدث الاكثر دراماتيكية لثلاثية الانتخابات في السنة الاخيرة. اهتمام شديد اعطي لتصريحات رؤساء المشتركة بالنسبة لجنود الجيش الاسرائيلي والحرب ضد الارهاب، ولكن القصة المركزية والاكثر جوهرية تتعلق بالمواقف الاساس للقائمة بالنسبة لصورة الدولة الصهيونية. فالكلمات الحادة في ذروة هذه الحرب هي شيء، والبرنامج السياسي، التشريع والمبادرات السياسية هي قصة اخرى تماما.

مثلما هو متوقع من القائمة التي تتشكل من اربعة احزاب مختلفة، فان برنامج القائمة المشتركة هو عمليا منتج محلي للقومية الفلسطينية، تقدمية اشتراكية ومناهضة للصهيونية من الصعب التقليل من قوته.

هكذا مثلا يبدأ البرنامج بالمطالبة “بوضع حد لاحتلالكل المناطق التي احتلت في العام 1967، تفكيك كل المستوطنات وجدار الفصل العنصري، تحرير كل السجناء السياسيين، اقامة دولة فلسطينيةمستقلة وعاصمتها القدس الشرقية”، وغيرها. فماذا بالنسبة لاسرائيل  “الصغيرة” التي ستبقى بعد الانسحابات الكبرى؟ أولا، ستكون  مجردة من السلاح النووي: “القائمة تدعو الى تجريد اسرائيل، ترسانة السلاح النووي  الاكبر والاخطر في  المنطقة”. ولكن اكثر من ذلك،  ستكون مجردة ايضا من الصهيونية. انتبهوا. “تشدد القائمة على أن الفلسطينيين في اسرائيل هم سكان البلاد الاصليين”، وثمة لذلك تداعيات: “القائمة المشتركة تطالب بالاعتراف بهم كاقلية قومية ذات حقوق جماعية… لكونهم جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني والامة العربية”.  من ناحية عملية، المعنى هو ان  القائمة “ستكافح ضد مصادرة الاراضي، ضد هدم المنازل، ومن أجل الاعتراف بكل القرى غير المعترف بها، وعلى رأسها قرى النقب”. كما أن حق العودة على جدول الاعمال: “تتطلع القائمة المشتركة للاعتراف بحقهم في العودة الى قراهم واراضيهم التي صودرت منهم والعودة اليها”.  كما أن ليس  للدولة اليهودية صلة بالاماكن المقدسة: “ستكافح القائمة المشتركة من اجل الحفاظ على الاوقاف، الاماكن المقدسة للمسلمين والمسيحيين، وتشدد على أنها ملك اصحابها، الذين هم سكان البلاد الاصليين”. ولمن لا يزال يعتقد انه بعد ذلك ستكون امكانية للتسليم والاندماج في المجتمع الاسرائيلي، توضح القائمة بالطبع بانها “ستعمل على الغاء القوانين وخطط التجنيد للجيش  وللخدمة الوطنية، وللدفاع عن شعبنا بكل قطاعاته”.

كما يتضمن هذا البرنامج معلومات عظيمة القيمة عن الشركاء الجدد لليسار الاسرائيلي. في مجالات التعليم، ستعد القائمة “خططا لتعزيز الانتماء الوطني للطالب العربي، لتعريفه على النكبة وعلى تاريخ الشعب الفلسطيني، تراثه وثقافته”. فضلا عن ذلك فان القائمة “ستكافح من اجل وضع حد للحصار على غزة”؛  سترد “المطلب الاسرائيلي من الفلسطينيين للاعتراف باسرائيل كدولة يهودية”؛ وستعمل على الغاء “القرار لاخراج الحركة الاسلامية (الجناح الشمالي) عن القانون”؛ ولعله أخطر من كل شيء، فان “القائمة المشتركة ستلغي قانون التجنيد الالزامي لابناء الطائفة العربية الدرزية”.

يدور الحديث عن رؤيا شاملة ومليئة بنزع الصهيونية لاسرائيل بالمستوى الاعمق والاكثر جذرية. لا يوجد مبدأ صهيوني – قومي واحد لا تتحداه القائمة المشتركة. وعليه، فبخلاف التعاون في مبادرات التشريع الموضعية، فان ادارة اتصالات جدية معهم عن الشراكة في الحكومة وفي  تصميم صورة الدولة هي لحظة انكسار حقيقي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى