ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم – بقلم جلال البنا – مدينة الخلافات الخالدة ..!

إسرائيل  اليوم– بقلم  جلال البنا – 24/11/2021

” على القدس ان تخرج من الصراع، ولا سيما الصراع المسلح، ويفترض بها ان تصبح مكانا يشعر فيه الناس – دون صلة بالدين او القومية – آمنين جسدين ونفسيا. ملايين المؤمنين يصلون كي يصلوا وان يستكملوا فرائض فرضها عليهم الرب، في ثلاثة الاديان “.

العملية الاجرامية والنكراء في القدس هذا الاسبوع تذكر زعماء اسرائيل، الفلسطينيين وتذكرنا نحن كبشر نعيش في هذه البلاد بانه توجد هنا مسألة أليمة وعسيرة ينبغي العمل لاجل حلها، او على الاقل – لتحقيق تهدئة وهدوء للاغلبية الساحقة من الناس الذين يسكنون في القدس الشرقية. صور الدم على الارضية لا تترك مكانا للرأفة على من يقرر ان يتحول من مربٍ، رجل دين الى قاتل ولا يوجد هنا مكان للتفكير بشكل مختلف، اذ ان القتل هو قتل – دون اي صلة بالرأي السياسي، التوافق، او اي كفاح، حتى للاحتلال. ومع ذلك فان كل حدث مأساوي من هذا النوع هو تذكير بانه توجد مسألة، طالما لم تصل الى منتهاها – فان الناس لا يزال يمكنهم ان يفكروا بان هذه هي الطريقة الصحيحة لردع الاخرين والوصول او السكن في هذا المكان.

بالكيلومترات المربعة التي بين اسوار المدينة يوجد عدد من افراد الشرطة وقوات الامن هو الاعلى في العالم. كل من يتجول في المدينة لا يشعر بالراحة. ويمكن تشخيص عدم الثقة والتخوف والخوف المتبادل على وجوه اليهود والعرب على حد سواء. الكل يريد المدينة، ولكنهم غير مستعدين لان يتعاونوا من اجلها.

 الوضع الجغرافي – السياسي للقدس آخذ في التعقد فقط. دولة اسرائيل منذ خمسة عقود تدعي بان القدس هي عاصمتها الموحدة، وعمليا الامر ليس صحيحا، وللدقة غير حقيقي. بالمقابل، القيادة الفلسطينية تدعي في كل زمان وفي كل مكان بان القدس الشرقية هي عاصمة الدولة الفلسطينية، غير أن الامر ليس فقط غير صحيح عمليا، بل ليس لها ككيان اي سيطرة في  المدينة. 

الفلسطينيون سكان شرقي القدس ليسوا اسرائيليين، ويخوضون كفاحا عنيدا جدا، بلا نجاح كبير حاليا، للحصول على الاقامة والمواطنة الاسرائيلية. اسرائيل شددت في العقدين الاخيرين الشروط لتلقي الاقامة او المواطنة، بل وعملت على سحب غير قليل من الهويات الزرقاء من الافراد والعائلات الفلسطينية. وبالتوازي فان السلطة الفلسطينية، التي كما اسلفنا ليس لها اي سيطرة في الميدان، فهي عديمة كل صلاحيات لان تقرر بدلا من سكان المدينة الفلسطينيين. ينتج عن ذلك ان الاخيرين ليسوا اسرائيليين ولا يريدون اسرائيل، ولا يمكنهم ان يتلقوا المواطنة او الهوية من السلطة الفلسطينية. (التي من يصدر لها الهويات – هي على الاطلاق دولة اسرائيل). على القدس ان تخرج من الصراع، ولا سيما الصراع المسلح، ويفترض بها ان تصبح مكانا يشعر فيه الناس – دون صلة بالدين او القومية – آمنين جسديا ونفسيا. ملايين المؤمنين يصلون كي يصلوا وان يستكملوا فرائض فرضها عليهم الرب، في ثلاثة الاديان. ولكنهم جميعا – يهودا، مسلمين ومسيحيين – يتجولون بين اسوار البلدة القديمة في تخوف، وحتى في خوف. 

حان الوقت لان تكون القدس، المقدسة بذات القدر للاديان الثلاثة، فوق كل خلاف او نزاع، دون اي صلة بمسألة السيطرة او الانتماء البلدي، كي تشكل نموذجا لحياة مشتركة، للتسامح، لقبول الاخر ولمحبته.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى