ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم– بقلم ايال زيسر– فرحة لاهاي ؟ لا بد سيتوق الفلسطينيون لترامب

إسرائيل اليوم– بقلم  ايال زيسر – 8/3/2021

لو قبل الفلسطينيون خطة القرن لكانوا منذ الان في ذروة عملية ترسيم الحدود وتحقيق السيادة، وان كان فقط على قسم من الارض التي يطالبون بها. أما الان فمعقول الافتراض بانه باستثناء الاشواق لترامب، فانهم سيتبقون بلا شيء “.

رغم الفرح الذي استقبلت به رام الله قرار محكمة الجنايات الدولية في لاهاي فتح تحقيق ضد اسرائيل فان هذا القرار وما سبقته من قرارات لم تدفع الى الامام عمليا بل ولن تدفع الى الامام ميلمتر واحد الفلسطينيين نحو تحقيق تطلعاتهم، ولن تحسن في شيء وضع السكان الفلسطينيين في يهودا، في السامرة وفي غزة.

كما أسلفنا، منذ العام 2004 قضت محكمة العدل الدولية بان جدار الفصل الذي اقامته اسرائيل كي تدافع عن سكانها في وجه موجة الارهاب ليس قانونيا، وطلبت منها تفكيكه. وفي حينه ايضا فرح  الفلسطينيون، ولكن اسرائيل تجاهلت القرار وواصلت بناء الجدار، الذي ساهم في تخفيض  مستوى العنف الفلسطيني ضد الاسرائيليين.

رغم اخفاقات الماضي، يواصل الفلسطينيون تعليق آمالهم بقرارات اجسام دولية توجد لهم فيها اغلبية تلقائية  من مندوبي الدول التي بينها وبين العدل، حقوق الانسان، الحرية والديمقراطية لا يوجد شيء.

التكتيك الفلسطيني معروف تماما. بعد أن فشلوا في محاولاتهم في أن يكسروا بطريق العنف والارهاب قوة ارادة اسرائيل، يأملون في أن تجبر اجراءات المقاطعة الثقافية والاقتصادية الى جانب قرارات مؤسسات الامم المتحدة، اسرائيل على النزول على ركبتيها. فضلا عن ذلك،  يعشعش في  اوساطهم الامل بانه في لحظة الحقيقة ستتوجه الادارة الامريكية ضد اسرائيل، مثلما فعلت ادارة اواما في ايامها الاخيرة في البيت الابيض، فتجبرها على الاستسلام.

ولكن حكم الفلسطينيين أن يخيب املهم. فالمدعية العامة في المحكمة الدولية في لاهاي قد تعبر عن مزاج مناهض لاسرائيل على نمط اليسار الاوروبي ولكنها لا تمثل روح العصر – لا في افريقيا التي جاءت منها، ولا في الشرق الاوسط ايضا. فروح العصر اجادت بالذات في التعبير عنه “اتفاقات ابراهيم”، التي في اطارها اوضحت سلسلة من الدول العربية المتصدرة بان طريق السلام مع اسرائيل هو الطريق الذي على العرب ان يسيروا فيه، وليس طريق الصراع الذي يواصل الفلسطينيونالسير فيه دون جدوى. كما ان ادارة بايدن سارعت لان توضح في وثيقة مباديء نشرت الاسبوع الماضي عن سياستها الخارجية بان ليس لها اي نية للغرق في مشاكل الشرق الاوسط. وانه باستثناء التزامها بامن اسرائيل لا تولي اي اهمية اخرى لهذه المشاكل.

في نهاية المطاف سيجد الفلسطينيون انفسهم وحدهم امام اسرائيل، وعليهم أن يحسموا اذا كان ينبغي لهم ان يواصلوا توقع ان يقوم آحد آخر عنهم بالعمل.

وفي تفكير آخر، من شأن الفلسطينيين ان يندموا على رفضهم خطة القرن للرئيس ترامب. فمع ان هذه كانت بعيدة عن ان تلبي كل مطالبهم، ولكن اقدامها كانت على الارض، حظيت بتأييد واسع في العالم العربي واسرائيل قبلت شروطها. لو قبل الفلسطينيون هذه الخطة لكانوا منذ الان في ذروة عملية ترسيم الحدود وتحقيق السيادة، وان كان فقط على قسم من الارض التي يطالبون بها. أما الان فمعقول الافتراض بانه باستثناء الاشواق لترامب، فانهم سيتبقون بلا شيء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى