ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم– بقلم ايال زيسر – تغيير على الارض لن يحصل واسرائيل ستكون المذنبة

إسرائيل اليوم– بقلم  ايال زيسر – 17/1/2021

حتى لو توجه الفلسطينيون الى التصويت، فان هذه الانتخابات لن تقدم ولن تؤخر، وفي اقصى الاحوال ستمنح الوظائف والتشريفات للمتنافسين ولكنها لن تحدث تغييرا حقيقيا على الارض “.

يشغل ابو مازن منذ 16 سنة منصب رئيس السلطة ويحكم باسمها السكان الفلسطينيين في يهودا والسامرة. ولكنه يحذر  منذ اليوم من اجراء انتخابات مثلما يحذر من النار ولا يشعر بالحاجة لان يحظى من خلالها بالشرعية في نظر رعاياه وفي نظر العالم.

كان يمكن دوما اتهام اسرائيل بانها تضع المصاعب والعراقيل التي تمنع اجراء الانتخابات. ولكن للحقيقة، فان  ابو مازن نفسه لا يريد انتخابات بل ويخاف منها. فبعد كل شيء، كانت آخر انتخابات اجريت في العام 2006 واوقعت مصيبة عليه وعلى كل الفلسطينيين.

مثلما في المجتمعات الشرق اوسطية الاخرى، غير المعتادة على الاجراء الديمقراطي بل وغير ناضجة له، في الحالة الفلسطينية ايضا حققت حركة حماس الاغلبية وبذلك شقت طريقها للسيطرة على قطاع غزة.  عمليا، فان الجيش الاسرائيلي وقوات الامن هي التي تفصل اليوم بين حماس وبين كرسي رئيس السلطة الفلسطينية في رام الله. وهذا الامر يعرفه ابو مازن افضل من الاخرين. ولكنه غير الان طريقه، بل وتوصل الى اتفاق مع حماس. ومع ذلك، فان هذا الاتفاق يثير الاشتباه. اولا، من الصعب الافتراض بان ابو مازن بدأ يثق بحماس ويصدقها. ثانيا، لا يبدو ان السكان الفلسطينيين متأثرين قبيل الانتخابات او معنيين بها على الاطلاق. وعلى اي حال، لا يوجد اي ضغط من الميدان لاجراء مثل هذه الانتخابات.

سيحتفل ابو مازن هذه السنة بيوم ميلاده الـ 86 وهذا ليس هو العمر الذي يبدأ فيه الناس حياة سياسية جديدة أو يسيرون الى الانتخابات. وبالعموم، في السلطة الفلسطينية مثلما في باقي ارجال العالم العربي فان الزعيم لا ينتخب في الانتخابات بل من خلف  الكواليس وبعد صراع قوى يكون احيانا عنيفا ومضرجا بالدماء. والانتخابات هي فقط الغلاف الخارجي بل  والمزيف الذي يأتي ليعطي الشرعية للزعيم بعد ان يكون قد استولى على الحكم. يمكن ان يكون الاعلان عن الانتخابات يستهدف اذان النزيل الجديد في البيت الابيض، وهدفه الحث على بدء عهد جديد في علاقات الفلسطينيين مع واشنطن. فبعد كل شيء، ستكون ادارة بايدن على اي حال منصتة للاستعراض العابث للديمقراطية في افضل صورها والتي يرغب ابو مازن في ان يسوقها له.

ذكريات من إدارة بوش

مهما يكن من أمر فان الاعلانات عن الانتخابات في السلطة الفلسطينية يضع دولة اسرائيل امام معضلة. في العام 2006، بضغط من ادارة جورج بوش الودية، سمحت اسرائيل لحماس بان تتنافس في الانتخابات، مع أن المنظمة الارهابية رفضت الاعتراف باتفاقات اوسلو. والنتيجة معروفة، وهذه المرة محظور على اسرائيل أن تقع في الفخ او ان تستسلم للضغط. في كل الاحوال، مشكوك أن تجرى الانتخابات. ولكن حتى لو توجه الفلسطينيون الى التصويت، فان هذه الانتخابات لن تقدم ولن تؤخر، وفي اقصى الاحوال ستمنح الوظائف والتشريفات للمتنافسين ولكنها لن تحدث تغييرا حقيقيا على الارض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى