ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم– بقلم ايال زيسر – تايتنك لبنانية

إسرائيل اليوم– بقلم  ايال زيسر – 17/12/2020

من يتذكر أزمة القمامة التي ألمت بلبنان، قبل بضع سنوات، بسبب الخلاف في الحكومة اللبنانية على كيفية التوزيع بين اعضائها لارباح اخلاء القمامة، يمكنه أن يصل الى الاستنتاج بان هذه الدولة كلها تحولت باختيارها، وبفضل حزب الله من باريس الشرق الاوسط الى سلة قمامته “.

بينما واصل العالم الانشعال بالتحليل وبالشجب لتصفية رئيس البرنامج النووي الايراني، محسن فخري زادة، الرجل الذي سعى لان يضع في ايدي آيات الله في طهران قنبلة نووية، ازيل قناع آخر عن وجه زعيم حزب الله حسن نصرالله وانكشف وجهه الحقيقي، وجه قاتل.  

فقد أدانت المحكمة الدولية التي تشكلت لمحاكمة المتهمين بقتل رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري في شباط 2005 بالجريمة المسؤول الكبير في حزب الله سليم عياش. ولم يمتثل المدان وباقي المتهمين في القضية في المحاكمة، والشرطة اللبنانية لم تكلف نفسها بالفعل عناء البحث عنهم.

احد في لبنان او في خارجه لا يتصور بالطبع ان يكون عياش صفى الحريري بمبادرته او بمفرده؛ فواضح للجميع ان هؤلاء كانوا تنظيم حزب الله، ونصرالله على رأسه، هم الذين قرروا تصفية الخصم العنيد والاصعب الذي وقف في طريقهم  للسيطرة على لبنان. وبالفعل، فان تصفية الحريري تركت الساحة اللبنانية تحت رحمة نصرالله دون أن يكون لاي من السياسيين في لبنان، تلك العصبة الفاسدة التي تدير شؤون الدولة، القدرة او الرغبة التي كانت لرفيق الحريري للوقوف في وجه حزب الله.

ان ادانة حزب الله بالقتل لم تبعث لشدة المفاجأة اي صدى، لا في داخل لبنان ولا في العالم الواسع ايضا. فالاتحاد الاوروبي الذي سارع لشجب تصفية ابي القنبلة الايرانية، ملأ فمه بالماء، كي لا يغضب احدا في بيروت او في طهران.

في السنة الماضية خرج  الاف الشبان في بيروت وفي مدن اخرى في الدولة للتظاهر احتجاجا على الفساد والتعفن اللذين تفشيا في الساحة السياسية في لبنان. ودعوا الى التغيير والى الثورة ورفع بلدهم الى طريق جديد. ولكن صوت هؤلاء الشبان صمت عندما نشر قرار المحكمة وكأنهم لا يفهمون العلاقة الوثقى بين الضائقة الفظيعة التي علقت فيها الدولة وبين قبضة الخناق التي امسكهم بها نصرالله وحزب الله، ومن خلفهما ايران، الذين يتحملون المسؤولية المباشرة عن هذه الضائقة. يخيل أن هذا هو الوجه الحقيقي للبنان. وجه دولة لا يتجرأ ابناؤها، وربما ايضا لا يرغبون، في أن يأخذوا مصيرهم في ايديهم.

كل هذا يحصل في الوقت الذي تقفز فيه المزيد فالمزيد من الدول  العربية على عربة السلام مع اسرائيل. تتحرك القافلة الى الامام بينما الكلاب، معارضي السلام والتطبيع، تنبح وتبقى في الخلف. هكذا نشأ شرق أوسط جديد لدول تريد السلام وتسعى لان تنقذ نفسها من الضائقة الاقتصادية ووراءها تلقت اقلية آخذة في التقلص من الدول، مثل سوريا ولبنان، وجهتها نحو الماضي، نحو الحروب والارهاب، العنف والتطرف. كلها دول فاشلة على شفا الانهيار الاقتصادي والاجتماعي. فبعد كل شيء، كان هذا وزير الخارجية الفرنسي هو الذي صرح قبل بضعة ايام بان “لبنان هو مثل تايتنك التي توشك على الغرب، ولكن بخلاف انه لا توجد موسيقى على دكتها”.

وحتى الفرصة للوصول مع اسرائيل الى اتفاق على ترسيم الحدود البحرية، اتفاق سيسمح للبنان باستخراج وتصدير الغاز، يلقي اللبنانيون به على ما يبدو الى سلة المهملات. ومن يتذكر أزمة القمامة التي المت بلبنان، قبل بضع سنوات، بسبب الخلاف في الحكومة اللبنانية على كيفية التوزيع بين اعضائها لارباح اخلاء القمامة، يمكنه أن يصل الى الاستنتاج بان هذه الدولة كلها تحولت باختيارها، وبفضل حزب الله من باريس الشرق الاوسط الى سلة قمامته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى