ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم– بقلم ايال زيسر – السايبر ممنوع ، السلاح مسموح

إسرائيل اليوم– بقلم  ايال زيسر  – 2/8/2021

” محاولة لتعليق مشاكل العالم لسلاح او منتج تكنولوجي إسرائيلي – يوجد الكثير من الازدواجية الأخلاقية “.

باريس كالدوامة. الرئيس عمانويل ماكرون وبخ رئيس الوزراء نفتالي بينيت في اعقاب تقرير جاء فيه ان اجهزة الاستخبارات المغربية استعانت ببرنامج بيغسوس من انتائج شركة السايبر الاسرائيلية NSO كي تلاحقه وتلاحق مسؤولين كبار آخرين في فرنسا. والاتحاد الأوروبي انتفض هو الاخر ووصف القضية كامر ليس مقبولا على العقل، بينما بعض من أعضاء الكونغرس من الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة شبهوا بيع البرنامج ببيع المسدسات للمافيا بل ودعوا الى ادخال الشركة الإسرائيلية الى القائمة السوداء التي يحظر الاتجار معها.

يعزى للبرنامج الإسرائيلي الان تصفية الصحافي السعودي جمال خاشقجي في السفارة السعودية في إسطنبول مثلما يعزى له ملاحقة صحافيين، سياسيين ونشطاء اجتماعيين في هنغاريا، في الخليج وغيره. 

ولما كان الحديث يدور عن شركة إسرائيلية تحتاج الى تصاريح تصدير من وزارة الدفاع ولما كان زعم ان حكومة اسرائيل اتاحت بل ودفعت الى الامام ببيع هذا البرنامج وغيره لسلسلة من الدول، كجزء من مساعيها للدفع بالعلاقات معها الى الامام – فان النقد في معظمه موجه لدولة إسرائيل وليس بالذات الى الشركة نفسها. 

القلق في فرنسا، وبالمناسبة في واشنطن أيضا، يلمس شغاف القلب، ولكن يوجد فيه الكثير من الازدواجية: التجسس يمس بشدة بخصوصية الانسان، ولكن – وهذه لكن كبيرة – لا يقتل. وبالمقابل فان السلاح وغيره من الوسائل  القتالية يقتل بل ويقتل. وهذا يبيعه الفرنسيون وبالمناسبة الامريكيون أيضا بحجوم هائلة لكل العالم. 

فرنسا مثلا هي مصدرة السلاح الثالثة في حجمها في العالم، بعد الولايات المتحدة وروسيا. في السنتين الأخيرتين صدرت سلاحات بحجم نحو ملياري دولار. اما إسرائيل بالمقابل فباعت في السنة الماضية سلاحا بـ 345 مليون دولار فقط. نحو 10 في المئة من مبيعات السلاح الفرنسي. وتقف الولايات المتحدة على رأس الدول المصدرة للسلاح مع مبيعات بقرابة عشرة مليارات دولار في السنة، وروسيا والصين من الغني عن البيان بالطبع ان نذكرهما.

ولكن لما كان الحديث لا يدور عن خرق حقوق الانسان او الملاحقة لرجال الاعلام والنشطاء المدنيين بل مجرد السلاح الذي يقتل البشر، عديمي الاسم او صورة الوجه – فان بيع السلاح هذا يقلق اقل بكثير. 

ولكن لا يدور الحديث فقط عن بيع السلاح التقليدي. فالجميع يذكر دور فرنسا في إقامة المفاعل الذري اوسيراك في العراق، قبل نحو أربعة عقود. فقد وفرت فرنسا التكنولوجيا لاقامة المفاعل بل وتعهدت بان تنقل للعراقيين اليورانيوم المخصب لتشغيله وكل ذلك مقابل توريد النفط من العراق. 

من الصعب ان نعرف  من اين ينبع الغضب على إسرائيل. فالسلاح يبيعه الجميع والكل يتجسس على الكل. يحتمل أن يكون الغضب هو على نجاح إسرائيل  في أن تدخل الى نادي  “الكبار”، فتنافس صناعات السلاح والتكنولوجيا في  العالم؛ ويحتمل أن تكون هنا أيضا محاولة لجعل إسرائيل كيس الضربات للقوى التقدمية في العالم. 

جدير تشكيل الرقابة على صناعة السلاح والسايبر في اسرائيل،  ولكن الى جانب الرقابة ينبغي مواصلة تعزيزها، اذ انها محرك نمو الاقتصاد الإسرائيلي في السنوات الأخيرة. وفي كل الأحوال، فان محاولة لتعليق مشاكل العالم لسلاح او منتج تكنولوجي إسرائيلي – يوجد الكثير من الازدواجية الأخلاقية. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى