ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم– بقلم اوري كوهن – بعيون مفتوحة

إسرائيل اليوم– بقلم  اوري كوهن – 12/11/2020

 ايران التي اقسم زعماؤها على تخريب اسرائيل أصبحت بموافقة اوباما امبراطورية شرق اوسطية. بينما الاصدقاء التقليديون للولايات المتحدة ذهلوا من تعزيز ايران – على حسابهم “.

ثماني سنوات رئاسة براك اوباما كانت كابوسا استراتيجيا لاسرائيل وللشرق الاوسط. فقد خلف اوباما الشرق الاوسط مكانا أخطر مما تلقاه. فولاء  الولايات المتحدة لاصدقائها وقدرتها على الوعد والايفاء كانت موضع علامة استفهام.

انتهت ولاية اوباما بخطوة امريكية شاذة ضد اسرائيل في مجلس الامن في الامم المتحدة. في كانون الاول 2016 اتخذ قرار صعب ضد المستوطنات ورط اسرائيل واتاح رفع دعاوى الى المحكمة الدولية وفرض عقوبات ضدها. قبل التصويت وافقت مصر، التي تقدمت بالمشروع، على الغائه. اما ادارة اوباما فأصرت على رفعه الى المجلس وبالمقابل هنأت حماس وابو مازن وصائب عريقات من فتح أوباما مدعين ان هذا “يوم نصر”. في اسرائيل ردوا قائلين: “هذا اجرام لاسرائيل. اوباما يكسر عقود من السياسة التي في اطارها دافعت الولايات المتحدة عن اسرائيل في الامم المتحدة”. واضاف سفير اسرائيل في الامم المتحدة بان القرار كان رسالة للفلسطينيين بان عليهم ان يواصلوا في مسار الارهاب والتحريض.

في مصر أدت مظاهرات “الربيع العربي” الى الاطاحة بحسني مبارك بعد أن حظي باكثر من كتف باردة من جانب براك اوباما، الذي نقل رسالة الى لبس فيها للرئيس المصري: إرحل عن الحكم فورا”. وفي خطاب في شباط 2011 اعلن “نهاية 30 سنة من حكم مبارك يجب أن تبدأ الان”. بعد أن أيد على مدى 30 سنة بأمانة التعاون مع الولايات المتحدة، استبدل مبارك بحركة الاخوان المسلمين، التي سعت الى اقامة نظام طغيان قائم على اساس التفسير المتشدد للشريعة. وكنتيجة لذلك، عززت منظمات الارهاب جدا تموضعها في سيناء واعلنت عن ولائها للدولة الاسلامية، داعش. فجرت نحو 14 مرة انبوب الغاز بين مصر واسرائيل في شمال سيناء، وبذلك انقطع توريد نحو 40 في المئة من الغاز في اسرائيل. والطريق السريع لتهريب الوسائل القتالية لحركة حماس في قطاع غزة ضرب رقما قياسيا من خلال الاف انفاق التهريب بين سيناء وغزة. وبالنسبة لاسرائيل تحول الربيع الى شتاء اسلامي قاس للغاية. 

لقد كان براك اوباما هو الذي تعهد امام الجمهور الامريكي بانه اذا استخدم نظام الاسد في سوريا السلاح الكيميائي ضد المدنيين، فسيكون هذا “خط أحمر”؛ فالولايات المتحدة ستتدخل وتمنع هذا العمل. جون كيري، وزير خارجية اوباما، قال بالقطع في آب 2013 ان نظام الاسد استخدم السلاح الكيميائي وان للادارة كل  الادلة اللازمة – “رأينا الاف التقارير عن مصاعب التنفس، السعال، اصابات القلب والموت. نحن نعرف بان هؤلاء مدنيون سوريون بسطاء. رأينا طوابير من الموتى – دون أي خدش. طوابير من الاطفال الموتى في المستشفيات من غاز الاسد، يحيطهم اهاليهم ممن يعانون من الاعراض ذاتها. هذه فظاعة لا تطاق لاستخدام السلاح الكيميائي. وبالفعل تعهد اوباما علنا باحترام نظام من القيم الكونية، لمنع الجريمة ضد الضمير والانسانية، وقرر أيضا  الا يفي بتعهده. 

فوق كل هذه يحوم اتفاق منع تطوير البرنامج النووي مع ايران، والذي قاده براك اوباما. في غضون عقد منذ التوقيع كان يمكن لايران ان تعمل بشكل قانوني وبدعم من دول الغرب لانتاج ذاتي للسلاح النووي. ايران التي اقسم زعماؤها بكل شكل على تخريب الدولة القومية للشعب اليهودي، اصبحت في اتفاق اوباما امبراطورية شرق أوسطية، ووقف المؤيدون التقليديون للولايات المتحدة مذهولين امام تعزيز ايران على حسابهم – اسرائيل ومصر، السعودية واتحاد الامارات – وسألوا أنفسهم كيف يتضعضع الاستقرار الاقليمي بقيادة براك اوباما الذي يقود نحو تثبيت “الهلال الشيعي”. كيف اتيحت السيطرة الروسية، التي تتضمن موانيء وقواعد جوية، تعززت واصبحت عاملا مركزيا ونشطا. اوباما، الرئيس الديمقراطي، خلف استياء، خيبة أمل واحباطا عميقا في الشرق الاوسط.

بعد نحو شهرين ستنتهي ولاية الرئيس دونالد ترامب وتبدأ ولاية جو بايدن، نائب اوباما. نحن نتطلع بعيون مفتوحة وصلاة في القلب أن يحسن بايدن في قراءة  الخريطة الشرق اوسطية ويمنع عن ايران، الدولة رقم 1 المؤيدة للارهاب، أي طريق للوصول الى السلاح النووي ويعرف كيف يوجه خطى السلام بين دولة اسرائيل ودول الشرق الاوسط. 

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى