ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم– بقلم البروفيسور ابراهام بن – تسفي – عودة لعهد كلينتون

إسرائيل  اليوم بقلم  البروفيسور ابراهام بنتسفي – 8/11/2020

اذا لم يجترف بادين في الموجة العكرة للتطرف الكفاحي الذي تتميز بهمداميك غير قليلة في معسكره، يمكن الافتراض بان عهده سيتميز بمواصلةالصداقة التقليدية مع اسرائيل، وان لم يكن مع البادرات الطيبة والدفءالاستثنائي  الذي ميز اربع سنوات دونالد ترامب في البيت الابيض“.

أمس  حسم  الامر. المعركة الأخيرة اليائسة التي  يواصل الرئيسترامب خوضها، لن تعطي ثمارهاولن تمنع نائب الرئيس بايدن الىالدخول الى البيت الابيض في 20 كانون الثاني 2021 كالرئيس الـ 46 للامة الامريكية. اذا كانت الادلة المقنعة، التي تجمعت في 1960، علىالتزويرات الجماعية للاصوات والتي قامت بها الالة الديمقراطية في شيكاغو،لم تكن كافية للمرشح الجمهور ريتشارد نيكسون كي يحبط انتخاب جونكيندي رئيساالتقدير ان احتمالات الرئيس ترامب لن يعيد الدولاب الىالوراء بمساعدة الهيئات القضائية، متدنية جدا. إذ حاليا على الاقل لا توجدادلة حقيقية لمس ذي مغزة بطهارة الانتخابات وبنزاهة الاجراء الحالي. هكذاستعود امريكا في نفق الزمن ليس بالذات الى عهد الرئيس اوباما، الذيتولى بايدن في اثنائه منصب نائب الرئيس المخلص على مدى ثماني سنواتبل بالذات الى عهد كلينتون. فبخلاف نمط سلوك اوباما، الذي كان راسخافي المذهب الديمقراطي وبجملة معتقدات صلبة، فان بايدن هو تعبير صافعن نموذج الزعامة البراغماتية، الموضوعية والمعفية من المعتقدات الايديولوجيةالصلبة، التي يصعب عليه الخروج عنها، وان كان خروجا مؤقتا ايضا. وبالفعل، كمن تولى منصب السناتور في مجلس الشيوخ على مدى 36 سنةوادى فيه ادوارا اساسية عديدة (ضمن امور اخرى، كرئيس لجنة الخارجية) فان الرئيس المرشح  كفيل بان يحيي علائم الثقافة السياسية القديمة، قبل أنتكون غرقت في الهوامش واستبدلت بمنظومة مواجهات واستقطابات اكبر.

امامنا إذن سياسي من المدرسة التقليدية، الذي بدأ حياته التشريعيةعندما كان إرث العمل بحزبين مشتركا، من عهد الحرب الباردة قبل أن ينسىتماما من الذاكرة الجماعية للامة. مثل كلينتون، من شأن بايدن ان يكونرئيس العمل البحث الذي يشارك فيه محافل ولاعبون ذوو مناهج مختلفة دونأن يحاول راس الهرم فرض رأيه عليهم او مطالبتهم بالسير معه في الخطالفكري الذي يوجه خطاه. وبشكل محدد، فان السياسة الامريكية تحتصولجانه ستوجه القوة الى عهد العمل تحت غطاء دولي واسع مساند ومانحللشرعية.

من شأن الحساسية لحقوق الانسان ان تحتل مكانها في قمة ادارةبايدن، وذلك بخلاف ادارة ترامب، التي كان سلوكها يقوم (باستثناء الصلةباسرائيل) على اعتبارات المصلحة القومية الصرفة. ففي السياق الصينيمثلا، فان انتقاد بايدن سيحل محل حرب الجمارك ومن شأنه ان يكون حادابقدر لا يقل. فرغم طبيعته المهادنة، سيضطر بايدن لان يعمل في ساحةداخلية مشحونة، عناصرها الديمقراطيةولا سيما في مجلس النواب ستبذلكل جهد مستطاع كي ترفعه الى مسار مأخوذ مباشرة من عهد الرئيسكارتر.

في هذا السياق  رغم أن انتصار بايدن على الجناح الاشتراكي فيحزبه ادى الى هدنة مؤقتة بين المعسكراتيمكن الافتراض بان الثمن الذيسيضطر الرئيس المنتخب لان يدفعه لكتلة بارني ساندرس واليزابيت وورنمقابل انضمامهما الى معسكره، سيكون في الساحة الداخلية وفي المجالاتالاقتصادية (بما في ذلك انظمة الادارة والضريبة) – ولكن ليس في مجالتصميم السياسة الخارجية الامريكية.

ان ايمان بايدن الذي لا يهتز لمبدأ تعدد الاطراف، مثلما في اهميةالدبلوماسية كوسيلة لتسوية النزاعات سيجد تعبيره في محاولته للوصول مع ايران الى اتفاق متجدد، وبشرط أن يغطي ايضا مجال الصواريخ ومستوىالعمل التآمري لطهران في محيطها الاقليمي. الامورذاتها تسري ايضا علىالسلطة الفلسطينية، التي سيستأنف معها العلاقات بحجم كامل، مثلما هيايضا المساعدة المالية (بقيود معينة).

بخلاف ترامب الذي عمل من خارج العلبة وطرح مبادرات جريئة وبعيدةالاثر لتسوية شاملة، فان بايدن، كرجل رسمي صرفلن يحاول العودة فينفق الزمن الى ايام اوباما، ولكنه سيتطلع لان يدرج مدماكا فلسطينيا فيالمسيرة الآخذة في التقدم، مع التشديد على حل الدولتين. وكمن يعرف حدودالممكن والقابل للتحقق، فانه سيمتنع مع ذلك عن اي محاولة، على نمط كارتر،اوباما او جون كيري، لان يسوي دفعة واحدة كل عناصر النزاع.  بدلا منذلك سيقبل خطة السلام لترامب كحقيقة ناجزة، ولكنه سيتطلع الى تحقيقهافي مسار مختلف قليلا.

هكذا بحيث أنه في السياق الاسرائيلي من غير المتوقع ثورة حقيقيةفي نسيج العلاقات الخاصة التي بين واشنطن والقدس، وذلك لانه رغم عدةمواجهات وقعت بين بايدن ورئيس الوزراء نتنياهو في عهد ترامب، فان موقفهمن اسرائيل وقادتها كان دوما مفعما بالمحبة. واذا لم يجترف في  الموجةالعكرة للتطرف الكفاحي الذي تتميز به مداميك غير قليلة في معسكره، يمكنالافتراض بان عهد بايدن سيتميز بمواصلة الصداقة التقليدية مع اسرائيل،وان لم يكن مع البادرات الطيبة والدفء الاستثنائي الذي ميز اربع سنواتدونالد ترامب في البيت الابيض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى