ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم – بقلم ارئيل كهانا – هذا شخصي حقا : لنتنياهو توجد مشكلة

إسرائيل اليوم– بقلم  ارئيل كهانا – 31/3/2021

لا توجد فروقات ايديولوجية حقيقية بين نتنياهو من جهة وبينيت وساعر من جهة اخرى. الخلافات شخصية حقا وبدون حلها إما سنجد حكومة اخرى أو انتخابات خامسة سيتعرض فيها نتنياهو لضربة  اقسى “.

حتى قبل بضع سنوات، عندما كان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يُسأل عن علاقاته مع خصومه السياسيين كان يقتبس عن أبيه، البروفيسور بنتسيون نتنياهو. “ابي اوصاني بالامتناع عن الصدمات الشخصية في السياسة. سيكون لك ما يكفي من الصدمات الفكرية”، قال نتنياهو باسم الاب الراحل.

في السنوات الاخيرة يبدو أن توصية البروفيسور نتنياهو نسيت. منذ دخل نفتاليبينيت الى السياسة في 2013، ونتنياهو يدير ضده معركة مريرة. الفوارق الايديولوجية بين الرجلين تافهة بحيث أن الدافع للحرب شخصي فقط. وهو الحكم بالنسبة لجدعون ساعر الذي وجد نفسه خارج الليكود بسبب الضغينة الشخصية من نتنياهو تجاهه. رئيس الوزراء يشخص في بينيت وفي ساعر شخصيات كفيلة بان تهدده. وعليه فهو يتهم الرجلين بتآمرات لم تكن ابدا.

في هذه النزعات الشخصية يكمن الشلل السياسي، الذي يمنع اقامة حكومة في اسرائيل. فنصف مصوتي ساعر على الاقل هم رجال يمين ممن ملوا من سلوك نتنياهو الثأري. لو كان نتنياهو حافظ على كرامة ساعر، لكان مقعدان على الاقل توفرا قبل اسبوعين لليكود في صناديق الاقتراع.

وكما اسلفنا آنفا بالنسبة لبينيت. لو لم يكن نتنياهو في حينه منع بينيت من الدخول لليكود لكان من  المعقول لرئيس يمينا اليوم ان يكون في قيادة الحزب. لو لم يهبط نتنياهو الى تسريبات شخصية بشعة على نحو خاص ضد ابناء عائلة بينيت، لكان من الواضح أن شبيهه الشاب ما كان يتردد اليوم أي كتلة سيختار. من الصعب لنتنياهو ورجاله ان يسمعوا هذا، ولكن بينيت هو يميني بالضبط مثل جدعون ساعر، وبالضبط مثل نتنياهو نفسه.

في محادثات اجريتها في الاونة الاخيرة مع المحيط الاقرب لرئيس الوزراء، اخذت الانطباع بانه هو ومستشاريه ايضا لا يفهمون دوره في هذا النزاع الرهيب. ومع ان هؤلاء هم  اناس جديون واذكياء، فكأن بهم لا يرون الصلة بين السبب – المعركة الشخصية ضد ساعر وبينيت – وبين  النتيجة – رفض الرجلين القسم بالولاء لنتنياهو رغم أنهما جزءاً لا يتجزأ من اليمين. بشكل غريب بعض الشيء فان نتنياهو ومستشاريه ايضا يبدأون القصة من الوسط، من الحرب المضادة للمقربين السابقين.

ما المعنى من العودة الان للانشغال بالماضي؟ الجواب هو أن فقط معالجة جذور النزاع، اي انهاء الحرب من جهة من اعلنها،  يمكنها ان تشق الطريق لحله. على رجال نتنياهو أن يتوقفوا عن أن يرووا لانفسهم وللعالم بان ساعر، بينيت او الكين، هم مجرد خونة صغار لا يهتمون الا بالكرسي. عليهم أن يفهموا وان يستوعبوا بان شركاءهم السابقين يؤمنون بطريقهم، تماما مثلما هم يؤمنون بنتنياهو.

لتغيير النهج يتعين على نتنياهو ومحيطه الاقرب ان يرفقوا بادرات طيبة شخصية هامة وافعال سياسية ملزمة، بهدف الترميم وان كان قليلا للثقة التي تحطمت منذ زمن بعيد بينه وبين الرجلين اللذين يتعلق مصيره الان بهما. وفقط بدء مسيرة اشفاء الان من جانب نتنياهو كفيلة ربما بعد شهر أو شهرين ان تؤدي  الى حل وسط من جانب ساعر ورجاله.  

بدون خطوات حقيقية من جانب نتنياهو، فإما ستقوم هنا حكومة اخرى أو سنصل الى انتخابات خامسة من شأنه فيها أن يتعرض لضربة اقسى بكثير.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى