ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم – بقلم أيال زيسر – بعد “إسنادها” بدعم أمريكي في “النووي” وانتخابها رئيسي.. إيران تنزع اللثام

بقلم: أيال زيسر – إسرائيل اليوم 21/6/2021

الانتخابات الوهمية التي جرت في إيران الجمعة الماضي، رفعت إبراهيم رئيسي إلى كرسي الرئاسة، وهو الأكثر تطرفاً من بين المتنافسين. في ضوء مواقفه خصوصاً سجله الإجرامي، ببعثه آلاف المعارضين السياسيين إلى حتفهم عندما كان مدعياً عاماً في طهران في الثمانينيات، فإن العالم سيشتاق لواحد من أسلافه، ناكر الكارثة محمود أحمدي نجاد.

السبب الذي جعله ينتخب – وفي واقع الأمر الذي سمح له بالتنافس، ليس مثل 600 مرشح آخرين شطبوا من قائمة المرشحين – هو ولاؤه المطلق للزعيم الأعلى عليّ خامينئي. فالزعيم العجوز ابن الـ 82 لا يريد مفاجآت، ولا سيما في ضوء إمكانية أنه قد يصل إلى نهاية طريقه في أثناء ولاية الرئيس المنتخب. يذكر رئيسي كخليفة محتمل، ومن هنا يتبين أن طهران لم تنتخب رئيساً فقط، بل خليفة للزعيم الأعلى لإيران أيضاً، في واقع الأمر.

مهما يكن من أمر، اختارت طهران أن تنزع اللثام وألا تختار رئيساً مبتسماً بشوشاً يضلل الأسرة الدولية، مثلما في الماضي.

من الآن فصاعداً ستتحدث إيران بصوت واحد، وفظ، ومتطرف، وواضح.

لقد اختار معظم الإيرانيين ألا يشاركوا في المسرحية التي نظمها النظام، ومن هنا ينبغي أن نتعرف على الإحباط وعلى الضائقة، وبالأساس على عدم الثقة العميقة بالمنظومة وبالقدرة على إحداث تغيير فيها. مذهل أن نتذكر كيف حصل أن خرج جموع الشبان قبل أكثر بقليل من 30 سنة إلى الشوارع للاحتجاج ضد نظام الشاه، على أمل إحداث تغيير وضمان مستقبل أفضل للدولة. “اختطف” ثورتهم شيوخ الدين الذين يتحكمون منذئذ بالدولة بيد عليا.

وضع سكان إيران أسوأ بكثير مما كان في عهد الشاه. نظام آية الله نظام فاشل وفاسد، يستثمر مقدرات الدولة في الصواريخ وبالنووي، وجلبت على الإيرانيين حياة فقر وضائقة بل وجوع. وأضيفت إلى مصاعب إيران الضربات التي وجهها الرئيس ترامب لحكمها. لم يكن في هذه ما يكفي لإسقاط النظام، ولكن فيها بلا شك ما يقصر حياته، بالضبط مثلما كان كفاح الرئيس ريغن للاتحاد السوفياتي في القرن السابق، ما أدى إلى انهياره.

ولكن اختيار الإيرانيين رئيسي رئيساً أقل أهمية من اختيار مرتقب للإدارة الأمريكية للاتفاق النووي مع إيران. مفاجئ أن نجد هناك من يهرع لنجدة قوة شريرة متطرفة وراديكالية. هكذا تصرفت إسرائيل في العام 1992 عندما وقعت على اتفاق أوسلو الذي أنقذ ياسر عرفات من ضائقة شديدة، وهكذا يفعل الأمريكيون الآن إذ يجلبون الخلاص للنظام في طهران.

إن الاتفاق النووي يعدّ حبل نجاة للنظام في لحظته الصعبة. فرفع العقوبات وإعادته إلى حضن الأسرة الدولية سيعطيانه حقنة تشجيع ويسمحان له بالعودة إلى إيقاظ اقتصاده المتعثر على قدميه.

يمكن الثقة بآية الله في أن الاتفاق المرتقب لن يقلل فقط من شدة التهديدات والتدخل في الإرهاب والتآمر من جانبهم، بل سيشجعهم على الاندفاع نحو النووي وإطلاق أيديهم إلى كل أجزاء الشرق الأوسط.

نهاية نظام آية الله لا بد أنه آت، فهذا أمر التاريخ. ولكن حتى ذلك الحين يجب الوقوف بالمرصاد ومواصلة الكفاح ضده. مع الأسف، الاتفاق المرتقب بين الولايات المتحدة وإيران لا يقرب هذا اليوم بل يبعده.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى