ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم – بقلم أيال زيسر – أصداء خطاب بايدن .. الشرق الأوسط في الجارور وإيران تدغدغ الطاولة

إسرائيل اليوم –  بقلم  أيال زيسر –  3/5/2021

ألقى الرئيس بايدن في الأسبوع الماضي خطابه الأول للأمة في ختام مئة يوم من دخوله إلى البيت الأبيض. كان خطاباً عالمياً يقف ظاهراً في خلاف تام مع شخصيته الباهتة والناعسة لرئيس ابن الـ 79. “أعدنا الولايات المتحدة إلى مسارها”، أعلن على مسمع من الناس ووعدهم بالجبال والتلال، مثل استثمار بمبلغ 1.8 تريليون دولار في اقتصاد الولايات المتحدة وفي تحقيق ثورة في كل مجالات حياة الأمريكيين. كادت مسائل السياسة الخارجية لا تذكر في الخطاب، باستثناء تعهد غامض لأن يزال بطرق دبلوماسية، وضمناً دون استخدام القوة للتهديد الذي تشكله إيران وكوريا الشمالية على العالم.

كل من سمع الخطاب، سواء في طهران وفي باقي عواصم المنطقة، فهم الرسالة. الشرق الأوسط ليس على جدول أعمال الإدارة الأمريكية، المصممة على إزالة المشاكل الأخيرة التي بقيت على الطاولة بطرق دبلوماسية، أي بالاتفاق، وعلى رأسها مسألة النووي الإيراني، إذا ما سقطت شرارة على الأرز، فما الذي سيقوله حلفاء واشنطن في المنطقة؟ لا غرو أن هؤلاء يستعدون لليوم التالي. هكذا مثلاً، يتحسس السعوديون طريقهم نحو طهران، في الطريق إلى استئناف الحوار بين الدولتين. ليس للسعوديين بالطبع أوهام بالنسبة لطبيعة “العقرب” الإيراني، الذي سيقرصهم في أول فرصة. ولكن بغياب حليف مصمم مستعد للاصطدام بطهران، لا مفر أمامهم غير إنزال مستوى الاهتمام وابتلاع الضفادع التي تطعمهم إياها إيران مثل تدخلها في اليمن، والهجمات على منشآت النفط السعودية وغيرها. فبعد كل شيء، تعد السعودية، في نظر الكثيرين في إدارة بايدن، بمثابة “مشبوه” بسبب ضلوعها في قتل الصحافي جمال خاشقجي قبل بضع سنوات.

من سخرية القدر أن مكانة إيران التي في الدرك الأسفل جراء الضغط الاقتصادي الأمريكي والضربة التي وجهتها لها إسرائيل، تُمد إليها الآن يد تسمح لها بالنهوض. ولكن قصة الصراع ضد إيران بعيدة عن نهايتها، ولا تزال ضعيفة ومردوعة.

تعرض الإيرانيون في الأيام الأخيرة لضربة شديدة، وهذه المرة ليس على يد إسرائيل. فمعارضو النظام من الداخل نشروا شريطاً عن أقوال قالها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في لقاء مغلق، حيث وجه انتقاداً حاداً لقائد قوة القدس السابق الذي صفاه الأمريكيون، قاسم سليماني، بل واتهمه ورفاقه في الحرس الثوري “بالسيطرة المعادية” على إيران. ليس في أقواله بحد ذاتها أي جديد ولا ينبغي أن تولى لها أهمية. فظريف سيواصل الطاعة لإملاءات الحرس الثوري والزعيم الأعلى خامينئي وتبرير أسوأ أفعال إيران وفروعها في المنطقة. ولكن في التسريبات ما يجسد اختراق وهشاشة الإيرانيين الذين ينجحون في الحفاظ على ما هو سري وعزيز لهم من أن ينكشف لخصومهم.

تستعد إسرائيل في هذه الأثناء أيضاً لليوم التالي ومن نقطة بدء أكثر ارتياحاً من طهران. فقد علم مؤخراً مثلاً عن توثيق العلاقات مع أذربيجان، جارة إيران من الشمال، ولهذه العلاقات معنى استراتيجي، إذ يدور الحديث عن دولة شيعية تتبنى نهجاً دينياً تتعارض تماماً مع الفهم الراديكالي الإيراني. ومن المهم معرفة أن نحو ثلث الإيرانيين هم عملياً أذريون منصتون لما يجري لدى أبناء شعبهم خلف الحدود.

إيران إذن دولة هشة، ويشهد على هذا حذرها الزائد الذي يقف في تناقض تام مع كثرة التبجحات التي تسمع منها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى