ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم – بقلم أوري كوهن – “العرب – اليهود”: الى طريق جديدة

إسرائيل اليوم – بقلم  أوري كوهن ، د. محاضر كبير في كلية التعليم في جامعة تل أبيب  – 30/4/2020

على الليكود أن يقيم في المجتمع العربي فروعا جديدة، تعرض مقابل القائمة المشتركة دعوة الى عقد اجتماع جديد من الفعل الوطني المشترك وانطلاقا من احترام مدني متبادل “.

السؤال هو اذا كان يمكن لدولة اسرائيل أن تدمج العرب في الحياة في اطارها بحيث  يتمكنوا من أن يقولوا “نحن” انطلاقا من احساس الهوية والشراكة مع الدولة، ودون أن تتخلى دولة اسرائيل وتخفي طابعها القومي الصهيوني، اي كونها دولة غايتها هي من أجل الشعب اليهودي؟ جوابي هو: نعم.

عنصر مركزي في الطريق الى حل هذه المسألة هو الدمج الاقتصادي – التعليمي. فكلما ارتفع مستوى تعليم مواطني اسرائيل العرب، هكذا يقل عدد العرب المرتزقين في مجالات تتركز في داخل حياة القرية، كنوع من الاقتصاد الذي يتركز فيه قسم هام من النشاط التجاري في مرافق اقتصادية مغلقة. وعلى نحو يشبه ذلك، يقل عدد العرب العاملين في مهن تتركز في المناطق الرمادية في الوسط اليهودي حيث النشاط العربي لا يخضع لصلاحيات الدولة بشكل كبير. للعاملين في هذه المهن، ممن يوجدون في اسفل السلم التشغيلي، يمكن أن يدفع بـ “الاسود” بالف شكل وشكل متنوع.

يدور الحديث عن نشاط اقتصادي متفرع خارج اليد الطويلة للحكومة اي: ضريبة الدخل والتأمين الوطني ودفعات الضرائب الاخرى للدولة. فمعظم إن لم يكن كل العاملين في هذه المهن يبقون في اسفل السلم على مدى الزمن. فهم يعملون من تحت رادار الدولة وصلاحياتها، ويصطدمون بالسقف الاسمنتي الذي يمنع اندماجهم في اقتصاد السوق اليهودي في المجتمع. عمليا، العيش في هوامش الاقتصاد هدد الحرية والمساواة في توزيع الثراء في اوساط العرب. في مثل هذه الظروف لم تتوقف التوترات والشروخ الاجتماعية في داخل الوسط العربي بان تكون النقطة الحساسة والاليمة في النسيج السياسي لاسرائيل.

ان النمو المبارك للطبقة الوسطى العربية التي تنمو في السنوات الاخيرة بخطى واسعة يؤدي بها الى الانخراط في مهن اكاديمية. وكجزء من هذا التغيير بدأ المجتمع الاسلامي في أن يقيم لنفسه، وان يصمم ويدير بنفسه مدارس ابتدائية وثانوية على مستوى عال للغاية في داخل المجتمع الاهلي نفسه. في الفترة التي سبقت هذا النمو، مال الكثيرون من اوساط الطبقة الوسطى العربية لارسال ابنائهم الى مدارس مسيحية في يافا، في حيفا او في الناصرة، كون هذه اعتبرت مؤسسات تعليمية نوعية ورائدة. هذه المدارس القليلة وصلت الى انجازات استثنائية. ولكنها في نفس الوقت حددت ضعف الوسط العربي الذي لم ينجح في أن يقيم مدارس نخبوية لقواه الذاتية. اما اليوم فالوضع مختلف تماما. ثانوية مستقبلية للعلوم هي “الاهلية” في أم الفحم هي واحدة من المدارس العشرة الافضل في البلاد، التي تعلم مواضيع علمية وتكنولوجية عالية ومثلها يوجد الكثير. في تعريف احداثها جاء ان خريج المدرسة سيكون يحمل شهادة بجروت فضلى ونوعية، ستسمح له باستيفاء متطلبات المؤسسات الاكاديمية لتعلم مهن نوعية.

ان تعزيز المدارس النظرية في الوسط العربي أدى الى ازدياد كبير في توجه هؤلاء الشبان الى الجامعات والكليات التي تعمل بعضها بنجاح كبير في داخل الوسط العربي. وثمة “للشهادة الاكاديمية” معنى واضح وقاطع.  اولئك الذين ينالونها يدخلون الى الساحة الرأسمالية لسوق العمل والتي تسيطر فيها الشركات الكبرى – الخاصة والحكومية – على فروعها. لهذه الشركات، ولا يهم  اذا كانت تسمى “سوبرفارم” او “وزارة التعليم”، توجد قوة تربوية وتصميمية لا مثيل لها في أنظمة عملها، وهي تخلق جيلا عربيا جديدا يتعرز فيه  الاندماج في المجتمع اليهودي.
محظور على الليكود، الحزب الرائد والهام في اسرائيل، أن ترتاح على اكاليل غار الاستطلاعات الاخيرة. في هذا الوقت على الليكود أن يقيم في المجتمع العربي فروعا جديدة، تعرض مقابل القائمة المشتركة دعوة الى عقد اجتماعي جديد من الفعل الوطني المشترك وانطلاقا من احترام مدني متبادل. اقدر بانه في المسيرة التدريجية سينضم الكثير من الناخبين العرب الى الليكود. فالطبقة الوسطى العربية الاكاديمية في المثلث وفي شمالي البلاد تقيم مدارس نظرية مفتخرة. هذه الطبقة الوسطى التي تبعث بابنائها الى روضات الاطفال والمدارس في البلدات اليهودية، تدعو بصوت قوي وواضح الى مثل هذا التعامل. ومفهم “عرب – يهود” يتناول مجموعات واسعة من السكان المسلمين في اسرائيل،  ممن يسعون الى الانضمام والتعاون مع المشروع الصهيوني بما في ذلك كنتيجة لاستثمارات كبرى لحكومات الليكود الاخيرة. لا يوجد سبب يمنع هذه المجموعة المتزايدة من “العرب – اليهود” ان تحصل على بعد سياسي في شكل تصويت واندماج اسلامي في الليكود.  

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى