ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم – ايال زيسر – اسرائيل وتركيا : لا مكان للنشوى

إسرائيل اليوم – بقلم  ايال زيسر – 21/11/2021

” اردوغان يبقى سياسيا غير متوقع. وبالتالي لا ينبغي ان نتوقع بعد حل ازمة الزوجين  شهر عسل في العلاقات مع تركيا. تركيا هامة ويجب الحفاظ على العلاقات معها دون رفع مستوى التوقعات “.

نهاية  طيبة – كل شيء  طيب. الزوجان فكنين تحررا من السجن التركي وعادا الى بيتهما في ختام ثمانية ايام صادمة مرت عليهما وعلى ابناء عائلتهما. لحسن الحظ، انتهت القضية قبل أن تتمكن وسائل الاعلام الاسرائيلية  من أن تجعل سعيا للتغطية الاعلامية “عاصفة في فنجان” تسونامي من شأنه ان يترك الزوجين في السجن لزمن طويل بل وربما يدفع علاقات اسرائيل وتركيا الى الانهيار.

والان انتقلت وسائل  الاعلام الاسرائيلية من الاكتئاب الى النشوى، واستبدلت التقديرات بشأن الازمة العميقة بعلاقات انقرة والقدس بتوقعات وردية، منقطعة هي ايضا عن الواقع، بتحسن مرتقب للعلاقات بين الدولتين.

الحقيقة البسيطة هي ان لهذه العلاقات سقفا زجاجيا لا يمكن، بل ومن غير المجدي محاولة تحطيمه ايضا. فتحته توجد منظومة علاقات معقولة ومحتملة، جيدة حتى اكثر مما لاسرائيل مع دول اخرى في المنطقة. إذ متى زار في المرة الاخيرة سياح اسرائيليون بجموعهم القاهرة او عمان؟ منظومة العلاقات هذه ينبغي حفظها وتطويرها، ولكن لا ينبغي التوقع من أننا سنتمكن من تحقيق اكثر بكثير من ذلك. 

الحقيقة هي انه في التسعينيات من القرن الماضي اصبحت اسرائيل وتركيا حليفتين قريبتين، واجرتا تعاونا حميما، ولا سيما في مجالات الجيش والامن. والى جانب ذلك ازدهرت العلاقات الاقتصادية بين الدولتين بل واصبحت تركيا مقصدا مفضلا للسياح الاسرائيليين. غير أنه منذ صعد اردوغان الى الحكم في أنقرة في بداية سنوات الالفين، علقت علاقات الدولتين في ازمة متواصلة واصبحت عمليا رهينة الارتفاعات والهبوطات التي شهدتها علاقات اسرائيل والفلسطينيين، حيث أن كل حدث في الضفة، في القدس او في قطاع غزة يدفع اردوغان لان يتهجم على اسرائيل، واحيانا على حدود اللاسامية بل ويمس بمستوى تمثيلها الدبلوماسي في انقرة وفي اسطنبول.

وفي نفس الوقت كان اردوغان حذرا من أن يتجاوز الحدود وامتنع عن المس بالعلاقات الاقتصادية بين الدولتين، التي واصلت الازدهار والتطور. وهذا بالمناسبة هو نمط متكرر في علاقات اردوغان مع دول اخرى في العالم ايضا، وعلى رأسها الدول الاوروبية والولايات المتحدة، التي يهاجمها بحدة، ولكنه بالتوازي يحرص على الا يمس بالعلاقات الاقتصادية معها. 

لكن لمثل هذه السياسة يوجد ايضا ثمن. فالاقتصاد التركي في انهيار، منظومة العلاقات مع الولايات المتحدة في ازمة متواصلة وتركيا بقيت بلا اصدقاء في المنطقة. من هنا محاولة اردوغان في اصلاح الضرر. فهو يعمل لتحسين العلاقات مع مصر الجنرال السيسي بل ومستعد لهذا الغرض لان يطرد رجال الاخوان المسلمين الذين منحهم مأوى في تركيا. كما انه مستعد لان يستقبل بتشريفات ملكية ولي عهد اتحاد الامارات الذي قبل سنة فقط اعاد سفيره من ابو ظبي احتجاجا على التوقيع على اتفاقات ابراهيم. 

غير أن اردوغان كان ويبقى سياسيا غير متوقع، وينبغي الافتراض بانه حين تنشب الازمة التالية في علاقات اسرائيل والفلسطينيين، مرة اخرى “سيقفز له الاردوغان”. 

لا يعني الامر انه ينبغي التخلي عن تركيا. فوجود الحوار بما في ذلك في مسائل الامن الاقليمي، افضل دوما من القطيعة، ويوجد الكثير جدا ما يمكن عمله في مجال تطوير العلاقات الاقتصادية بين الدولتين. وهناك حاجة فقط لان نكون واعين لحدود الامر، وبالتأكيد لا معنى للتخلي مقابل الحوار مع أنقرة عن منظومات علاقات وتحالفات في مجالات الاقتصاد، الطاقة والامن التي اقامتها اسرائيل مع قبرص، اليونان ومصر. فلتتفضل انقرة وتنضم كشريك مرغوب فيه في كل هذا.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى