ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: الهجوم على الحدود السورية العراقية: على إسرائيل أن تستعد لصدام مع موسكو

إسرائيل اليوم ١١-١١-٢٠٢٢، بقلم يوآف ليمور: الهجوم على الحدود السورية العراقية: على إسرائيل أن تستعد لصدام مع موسكو

ظاهراً لا جديد في الهجوم الذي نفذ، أول من أمس، على الحدود السورية العراقية والمنسوب لإسرائيل: مرة أخرى قافلة، مرة أخرى هجوم من الجو، ومرة أخرى تنفيذ ناجح ضد الهدف.

ومع ذلك، يمكن أن نتعلم غير قليل من هذا الحدث عن المعركة التي تدور الآن في إطار المعركة ما بين الحروب ضد إيران: أولا، وبخلاف التقارير، يبدو أن هذه لم تكن قافلة مكونة من ناقلات الوقود، بل قافلة مدنية استغلت غطاءً لتهريب وسائل قتالية. هذا نمط عمل إيراني معروف يحاول التغطية على أعمال التهريب.

ثانيا، عادت إيران لنقل رسائل قتالية عبر البر. في الأسابيع الأخيرة كانت هناك عدة هجمات صاخبة على نحو خاص في منطقة دمشق. حصل هذا بعد فترة هدوء سبقتها سلسلة أخرى من الهجمات، بما في ذلك تلك التي ألحقت ضررا كبيرا ومقصودا ببنى تحتية في عدة مطارات في سورية، وعلى رأسها في دمشق.

يبدو أن حكم الأسد توجه إلى الإيرانيين وطلب منهم أن يهدؤوا، ولو مؤقتا، وفي طهران قرروا إرسال شاحنات بدلا من طائرات على أساس أن تنجح هذه في التملص من تحت الرادار الاستخباري – العملياتي لإسرائيل. تغييرات تكتيكية كهذه في شكل التهريبات كانت من قبل، ومن المعقول أنه إذا ما كان المحور البري عرضة للتهديد الآن فان الإيرانيين سيعودون للعمل من الجو.

ثالثا: تجد إيران صعوبة في جهودها لإنتاج القطع الثقيلة من الصواريخ والمقذوفات الصاروخية في سورية وفي لبنان. فقد الحق سلاح الجو أضرارا بالصناعة العسكرية السورية والتي في إطارها ينفذ النشاط الإيراني، ويبدو أن طهران اضطرت للعودة إلى الاعتماد على الإنتاج الإيراني – أساسا محركات الصواريخ. ويضاف إلى ذلك أجهزة الدقة التي تنتج في إيران والتي من المعقول الافتراض بأنها كانت هذه المرة أيضا الهدف المركزي.

رابعا، إن إسرائيل مستعدة لأن تأخذ مخاطر لا بأس بها في أعمال المعركة ما بين الحروب. فهجوم في لواء دير الزور، شرق سورية لا يشبه هجوماً في غرب الدولة. صحيح أن أن الهجوم، هذه المرة، يبدو أنه نفذ بشكل مختلف – بوساطة مسيرات مسلحة، إذا ما استندنا إلى التقارير في وسائل الإعلام العربية – ولا يزال يعد هذا عملا معقدا يتطلب غير قليل من القدرات الاستخبارية والعملياتية التي تصل إلى حدودها القصوى.

تدل كل هذه الأمور على أن إسرائيل مصممة على مواصلة مساعيها لمنع الأعمال الإيرانية في سورية. في السنوات الأخيرة حققت هذه الجهود نجاحات عديدة وتسببت في أن تبقى إيران بعيدة عن الهدف الذي حددته لنفسها، وهو تموضع عسكري واسع في سورية وتوريد جارٍ لسلاح دقيق لـ “حزب الله” في لبنان. لكن يبدو أنه من السابق لأوانه التهنئة بالإنجاز: فالتقارب بين إيران وروسيا – نتيجة للمساعدة التي تقدمها لموسكو في حربها في أوكرانيا – من شأنه أن يؤدي آجلا أم عاجلا إلى مقابل من روسيا، بل ربما عن طريق محاولة تقييد الأعمال الإسرائيلية في سورية.

هذا تهديد ذو إمكانية كامنة ذات مغزى تشغل مؤخراً بال المنظومة الأمنية، منذ علم بإطلاق المُسيرات الإيرانية بطواقمها إلى روسيا. وهو يوجب من إسرائيل أن تستعد دبلوماسيا وعسكريا لإمكانية أن يحصل هذا، بما في ذلك تغييرات في نمط العمل في إطار المعركة ما بين الحروب بل ولإمكانيه غير مرغوب فيها تتمثل بصدام مع روسيا في سورية. ولما كان التهديد الإيراني لن يختفي في المستقبل المنظور للعيان على إسرائيل أن تفترض بأن ما كان حتى الآن لن يكون في المستقبل، وأن تستبق العلاج (الحل) للضربة التي قد تأتي.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى