ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: الناتو الشرق أوسطي رسالة امريكية قبل الزيارة

بقلمعوديد غرانوت، إسرائيل اليوم 13/7/2022

سيهبط جو بايدن هنا مع شحنة كبيرة من النوايا الحسنة والقليل جداً من الاهتمام بمنطقتنا. رئيس متعاظم وصديق حقيقي لإسرائيل، وملتزم بأمنها وبعلاقة قوية ما بين كلتا الدولتين. بيد أن أرجله في القدس وعقله بعيداً عن هنا، مشغول بالحرب ما بين روسيا وأوكرانيا، وفي المواجهة مع الصين، وفي انتخابات منتصف الولاية للكونغرس، والتي من شأنها أن تسبب الألم للحزب الديمقراطي.

في الشهور الأخيرة، عمل رجال الرئيس بصورة شاقة لصد النقد الداخلي الموجه ضد الحملة، وبالأساس ضد قرار بايدن الالتقاء مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لقد طرحوا ثلاثة مطالب أساسية:

الأول، مطالبة السعوديين تخفيف ارتفاع أسعار النفط الشديد عن طريق زيادة الإنتاج، والثاني انضمام السعودية إلى الدول العربية التي طبعت علاقاتها مع إسرائيل، والثالث تشكيل نوع من الحلف الدفاعي للدول العربية وإسرائيل بهدف تشكيل رد إقليمي على التهديد الإيراني، والمساعدة في تقليل التدخل الأمريكي النشط في الشرق الأوسط.

تحقيق هذه الأهداف يحول زيارة الرئيس بايدن إلى السعودية واللقاء المتوقع له مع زعماء تسع دول عربية في جدة إلى درة تاج الرحلة، في حين تبدو زيارة إسرائيل والسلطة الفلسطينية أقل أهمية؛ هي نوع من المحطة الانتقالية. في القدس سوف يكرر التزام واشنطن بأمن إسرائيل. وفي بيت لحم سيشرح لأبو مازن أنه ليس بالإمكان توقع بدء مفاوضات حول حل الدولتين من حكومة انتقالية في إسرائيل، ويجب الاكتفاء بمضاعفة المساعدة الأمريكية للسلطة.

إسرائيل وطهران تتابعان باهتمام شديد ما ستتمخض عنه قمة جدة. إن إدراك محاولة الولايات المتحدة استنساخ نوع من الناتو الشرق أوسطي في المنطقة، والذي سيضع حاجزاً أمام عدوانية خامينئي، شبيهاً بما يحدث في أوروبا، أدى هذا الأسبوع وللمرة الأولى إلى إصدار تحذير شديد من إيران للدول المجتمعة في جدة بصيغة: إذا تحققت خطوة كهذه، فسيؤدي هذا إلى “هزة خطيرة للاستقرار في المنطقة”.

هل ثمة سبب لقلق إيراني؟ لقد علم كاتب هذه السطور أن الأمريكان أرسلوا، قبيل زيارة بايدن للمنطقة، إلى السعودية ودول الخليج ومصر والأردن ودول أخرى؛ للاطلاع على مسودة اتفاق للتعاون الإقليمي. ليس فقط بتأسيس “مظلة جوية” وبتنسيق أجهزة رادار ومنظومات رقابة للدفاع أمام هجوم صاروخي، بل أيضاً في مجالات أخرى: اقتصادية، وسياسية، وغيرها.

الموضوع سيناقش، وقد يحسم في قمة جدة، ولكن حتى تلك الدول العربية التي أيدت إقامة آلية تنسيق أمني مع إسرائيل في قمة شرم الشيخ التي عقدت الشهر الماضي بمشاركة رئيس الأركان كوخافي، تفضل القيام بذلك بصورة سرية دون أي استفزاز للإيرانيين.

وأصبح واضحاً أن العُمانيين والقطريين لن يدخلوا تحت هذه المظلة، ولا حتى بالسر، فكلتا الدولتين عملتا كوسيطتين بين إيران والولايات المتحدة من أجل استئناف المحادثات النووية، ولا تريدان فقدان هذه المكانة. تستعد قطر لاستضافة جولة أخرى من المحادثات، بعد أن تنتهي زيارة بايدن، وفي قمة جدة سيقال لبايدن بأنه حتى لو كانت وجهة واشنطن نحو اتفاق، فليس هنالك سبب لإغضاب الإيرانيين عن طريق إعلان علني عن تشكيل حلف إقليمي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى