ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: الضغط على حماس .. الروافع المتبقية

إسرائيل اليوم – داني زاكن – 14/7/2025 الضغط على حماس .. الروافع المتبقية

في احدى المداولات الأمنية – السياسية التي كانت مؤخرا في القيادة الإسرائيلية، قال احد كبار رجالات الامن ان الجيش يفعل ما يتوقع منه. فهو يصفي مخربين بالمئات، يقتل معظم القادة، يفكك البنى التحتية لحماس ولا يسمح لها بإعادة البناء. فاي ضغط إضافي يمكن تفعيله، تساءل المسؤول، لاجل دفع قيادة منظمة الإرهاب للتراجع عن مواقفها العنيدة في المفاوضات؟

كما أشار المسؤول الى ما هو مفهوم من تلقاء ذاته، في أن حماس لا يهمها معاناة السكان وهي تستغلها لاغراضها. في هذه الاقوال جسد قيود روافع الضغط التي لدى إسرائيل في هذه المرحلة من الحرب. فهذه القيود تسمح لقيادة حماس بمواصلة الإصرار بل والتهديد، مثلما حصل امس، في أنه اذا لم تكن مرونة أخرى – فستغادر المحادثات. 

فاي روافع ضغط أخرى توجد؟ في يدي إسرائيل لا يزال يوجد الاف المخرين. كما أن مراكز التموين التي تحت سيطرتها والغذاء الذي توفره تساعد على تفكيك سيطرة حماس على السكان. كما يوجد أيضا التهديد على قادة حماس في الخارج. 

كل هذا يؤدي الى الدولة الأساس التي تستضيف قادة حماس تلك التي تتوسط أيضا ظاهرا في المفاوضات، قطر. الامارة الغنية من الخليج تنفق المليارات على التشهير بإسرائيل في العالم وعلى نشر أكاذيب ضدها من خلال “الجزيرة” ووسائل أخرى. في مهمة الوساطة التي تقوم بها تؤيد بلا لبس فيه مطالب حماس، حتى اكثر من مصر. في كل التسريبات التي تخرج من قطر ومن مصر، تتهم إسرائيل في انها لا تساوم رغم أنها قبلت كل الاقتراحات الامريكية والقطرية حتى الان – بل وساومت مرة أخرى وكثيرا جدا في الاقتراح الأخير الذي رفضته حماس. 

توجهت إسرائيل الى الولايات المتحدة اكثر من مرة بطلب ممارسة الضغط على العائلة القطرية المالكة، بما في ذلك في حديث المسؤولين الكبار في وليمة العشاء الأولى يوم الاثنين الماضي. واشنطن تتلبث، ربما بسبب العلاقات الشخصية والتجارية بين ترامب، ويتكوف وآخرين مع زعماء قطر. لكن ان شئتم، هذه هي رافعة الضغط الأهم المتبقية ضد حماس. يحتمل أن يكون الامريكيون ينتظرون ممارسة هذا الضط في المفاوضات على نهاية الحرب، حيث يسير ترامب تماما على الخط مع الأهداف الإسرائيلية.

المسار الذي اختاره نتنياهو، بداية صفقة انتقالية وبعد ذلك مفاوضات للنهاية، يستهدف السماح بإعادة نصف المخطوفين الاحياء. ونتنياهو اطلق “الجساسات” بفحص ما يقوله الجمهور، وهكذا الوزراء ساعر، زوهر وحتى إمسلم بدأوا يتحدثون تأييدا للصفقة والنية لانهاء الحرب. لكن حماس، التي كانت الأربعاء الماضي قريبة من الاتفاق، تراجعت لاسباب ليست معروفة على الاطلاق. وبسبب المأزق، فان نتنياهو في وضع معقد. فحتى التنازل الأول عن خطوط الانسحاب لم يكن مقبولا من شركائه الائتلافيين من اليمين، والان عليه أن يفكر في ان يتنازل فيه مرة أخرى. موافقته على الاقتراحات التي عرضت نبعت من التنسيق مع الأمريكيين بالنسبة لشروط انهاء الحرب. 

المعضلة صعبة لان حماس بالفعل تتلقى ضربات قاسية، لكن هزيمتها التامة تحتاج لاشهر طويلة من حرب العصابات والمخاطرة بحياة المخطوفين. وطرحت محافل في إسرائيل مؤخرا إمكانية سياسة السير حتى النهاية وما وراءها. بالمقابل، فان التقدير المضاد يعتقد ان لقيادة حماس السياسية التي في قطر يوجد لها ما تخسره والضغط عليها يمكن أن يعطي ثماره

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى