ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: الصفقة هي نصر في الحرب ايضا

إسرائيل اليوم – اليعيزر تشايني مروم – 15/7/2025 الصفقة هي نصر في الحرب ايضا

زيارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الاخيرة الى واشنطن بقيت محفوفة بالغموض. في هذه المرحلة لا تبدو صفقة في الأفق. 

في غزة يتواصل القتال أساسا في منطقة بيت حانون قرب الحدود. خطة الجيش الإسرائيلي لاحتلال معظم القطاع وتفريغ شمال القطاع ومجال مدينة غزة من السكان، ممن سينتقلون الى المنطقة الإنسانية، لم تنجح. هذا في ضوء الخوف من إصابة المخطوفين الذين يبدو ان بعضهم محتجزون في مناطق القتال. في مجال مدينة غزة لا يزال يوجد مئات الاف السكان تحت حكم حماس. جنوب محور نتساريم يوجد معظم سكان القطاع في المنطقة الانسانية في المواصي، في مخيمات الوسط كثيرون آخرون في منطقة جيب رفح، تحت ميليشيا أبو شباب.

الان اضيف الى خطة القتال مدماك جديد: إقامة مدينة خيام في منطقة رفح، يجمع فيها نحو 600 الف غزي بين محور موراغ ومحور فيلادلفيا تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي وسيكون ممكنا العمل على تهجيرهم طواعية. الصعوبة في هذه الخطة هي معارضة مصر التي تخشى من انتقال اللاجئين الى نطاقها. إضافة الى ذلك فان معظم دول العالم ترى في هذه العملية احتلالا للقطاع وعمليا فرض نظام عسكري على جزء من السكان. مهما يكن من أمر، فان معظم السكان سيبقون تحت حكم حماس. 

ما هي في واقع الامر نقاط الخلاف بين حماس وإسرائيل؟ أولا – المساعداة الإنسانية. إسرائيل تريد أن تواصل تقديم المساعدة الإنسانية مباشرة من السكان من خلال جمعية صندوق غزة الإنساني، مثلما للمدينة الإنسانية التي ستبنى أيضا. اما حماس فتطالب بإعادة آلية التوزيع السابقة حيث سلبت ونهبت في غالبيتها العظمى واتاحت لها مواصلة التحكم بسكان غزة وتمويل اعمالها. 

مدينة إنسانية

النقطة الثانية هي انتشار قوات الجيش الإسرائيلي مع بداية وقف النار. الجيش يطلب البقاء في محور فيلادلفيا وفي كل المنطقة العازلة حول القطاع، بعرض متوسط من نحو كيلو متر ونصف مما يشكل نحو 30 في المئة من مساحة القطاع. 

النقطة الثالثة هي محور موراغ والمدينة الإنسانية. الفلسطينيون يعارضون بقاء الجيش في محور موراغ كي يمنعوا سيطرته على السكان جنوب المحور. الجيش يصر على محور موراغ قبل كل شيء كي يقيم المدينة الإنسانية؛ اعتبار آخر هو اذا كانت تهريبات من تحت محور فيلادلفيا – فستتوقف في محور موراغ. حجة أخرى هي الدفاع عن عصابة أبو شباب التي تسيطر على قسم من المنطقة. 

ان خطة الجيش الإسرائيلي احتلال 75 في المئة من أراضي القطاع ونقل السكان الى المجال الإنساني حيث توزع الغذاء جمعية صندوق غزة الإنساني نجحت جزئيا، في ضوء حساسية الجيش الإسرائيلي لحياة المخطوفين وسلامتهم. الجيش احتل معظم الأراضي لكنه لم يخلِ السكان الذي تبقوا تحت حكم حماس. رغم هذا فان الضغط العسكري جاء بحماس الى “طاولة المباحثات. 

والان يتعين على الكابنت ان يحسم بين بديلين: استمرار القتال الى أن ترفع حماس علما ابيض وتعيد كل المخطوفين، ام وقف نار لـ 60 يوما واتفاق. صحيح أن اتفاقا كهذا لن يؤدي الى اعلان حماس عن اسلامها، لكن عمليا حماس هي منظمة “ميتة” – هكذا حسب تعريف رئيس الأركان. الاتفاق لن يكون سهلا لإسرائيل، لكن كدولة قوية ستصمد فيه وتخرج منه قوية.

حماس هُزمت منذ الان

إسرائيل انتصرت في الحرب ضد حماس. قيادة حماس في القطاع صفيت. كل البنية التحتية العسكرية بما في ذلك وسائل الإنتاج ومنظومة الصواريخ دمرت، 50 في المئة من الانفاق دمرت والباقي سيدمر في الاتفاق الدائم بعد أن يتحقق. حماس تنازلت عن الحكم في غزة ومستعدة لان تنقله الى هيئة عربية كتلك التي في الاقتراح المصري. لحماس تبقى مخربون مسلحون بسلاح خفيف، ومثل الوضع في الضفة، في لبنان والان أيضا في سوريا الجيش الإسرائيلي سيواصل ملاحقتهم.

انهاء الحرب سيؤدي الى إعادة المخطوفين وسيسمح ببدء مسيرة مصالح ووحدة بين أجزاء المجتمع المنقسم. ستبدأ مسيرة اعمار غزة وستسيطر عليها الولايات المتحدة، إسرائيل، مصر، الدول السنة المعتدلة. بالتوازي ستنشأ ظروف لتوسيع اتفاقات إبراهيم واتفاقات إقليمية تتضمن اتفاقات دفاع واتفاقات اقتصادية. هذه ستؤدي الى عزل ايران ومحور المقاومة وتسمح بنمو اقتصادي – يحسن بشكل ذي مغزى الامن القومي والاقتصادي لدولة إسرائيل.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى