ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: الشعب الفلسطيني المُفبرَك

إسرائيل اليوم 2022-06-14، بقلم: يوسي بيلين

لم أفهم لماذا قرر الباحث الجدي البروفسور أيال زيسر أن يشرح هنا، أول من أمس – للمرة من يدري كم – أنه لا يوجد حقاً شعب فلسطيني، وإذا كان يوجد، فإن الحديث يدور عن «مهاجرين جدد» ركبوا بالمجان على حرب الأيام الستة.
العرب الذين عاشوا هنا تحت الحكم العثماني نهضوا في الصباح وشعروا بأنهم شعب، على خلفية انهيار الإمبراطورية العثمانية قبل أكثر من مئة سنة، تماماً مثلما شعرت هكذا جماعات أخرى كانت تعيش حتى ذلك الحين تحت جناح الإمبراطورية. رأوا أنفسهم، قبل كل شيء، عرباً يعيشون في جنوب الإقليم السوري للإمبراطورية، وعندما سقطت هذه، وعندما بدأت القوى العظمى تقسيمهم فيما بينها، وعندما منح البريطانيون الحركة الصهيونية تصريح بلفور، تعاظمت لديهم الأحاسيس القومية والمناهضة للصهيونية، التي جعلتهم، بالتدريج الشعب الفلسطيني.
منذئذ، يحاول الفلسطينيون أن يثبتوا لنا وللعالم أن الشعب اليهودي ليس شعباً، بل مجموعة أشخاص ينتمون للدين اليهودي (وهم يستعينون بمحافل يهودية غير قليلة في البلاد وفي العالم، وأساساً في أوساط الحريدين، ممّن يتبنون هذا النهج). وبدلاً من أن يبتسموا ويقولوا: إننا لا نحتاج لأن نثبت لأحد كوننا شعب.. نحن «ننتقم» من الفلسطينيين وندعي أنهم هم أنفسهم ليسوا شعباً. وأنا اقترح على زيسر ألا ينجر وراء المساعي الفلسطينية التي لم تنتج أي ثمار، ولن تنتج أي ثمار في المستقبل.
ثقافياً، كان غريباً بعض الشيء أن نرى أنه، في مقالته، يتجاهل الموقف الإسرائيلي الأول والأهم من الشعب الفلسطيني، وهو موقف رئيس الوزراء في حينه، مناحيم بيغن، من الشعب الفلسطيني في اتفاقات كامب ديفيد، التي وقّعت مع الرئيس المصري أنور السادات، إلى جانب توقيع الشاهد الرئيس الأميركي جيمي كارتر في ساحة البيت الأبيض في 17 أيلول 1978.
في اتفاقات كامب ديفيد، بصيغتها الملزمة باللغة الانجليزية، يوجد موقف من «الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ومطالبه العادلة». بيغن، الذي وقّع على هذه الجملة فيما أنه لا يؤمن بأن هذا يحصل له، كتب كتاباً رسمياً لكارتر و»أوضح» أنه من ناحيته في كل مكان يذكر فيه الشعب الفلسطيني، المقصود هو «عرب بلاد إسرائيل». كارتر، بابتسامة خبيثة، بعث بكتاب رد لبيغن وكتب فيه: إنه «يسجل لنفسه» ملاحظات بيغن. من ناحية الالتزام الإسرائيلي في اتفاقاتها الدولية، لا يوجد بالطبع أي معنى لتبادل الكتب هذا، ولكن يوجد معنى عظيم للصيغة الملزمة بالإنجليزية.
غير أن الجدال التاريخي في مسألة ما إذا كان يوجد شعب يهودي أو شعب فلسطيني لا يفترض أن يحل أي مشكلة سياسية. لنفترض أننا اتفقنا جميعاً على أن الشعب الفلسطيني هو «فبركة» كما يقترح زيسر، واقتنع العالم بذلك. فما هو المعنى؟ طرد «عرب بلاد إسرائيل» كيف لا يزعجون يهودها؟ ضم كل الأرض التي غرب نهر الأردن والتحوّل إلى أقلية يهودية تتحكم بالأغلبية العربية؟ ألا يعتقد المؤرخ أيال زيسر أن هذه ستكون نهاية الصهيونية؟

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى