ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: الشريك الصامت لماكرون.. السعودية

إسرائيل اليوم – داني زاكن – 27/7/2025 الشريك الصامت لماكرون.. السعودية

في السعودية راضون عن اعلان الرئيس الفرنسي عمانويل ماكرون نيته الاعتراف بدولة فلسطينية في اثناء انعقاد الجمعية العمومية للأمم المتحدة في شهر أيلول. ومع ذلك يبدو أن فرنسا لن تنجح في أن تسحب وراءها الدول الأوروبية الكبرى – بريطانيا، المانيا وإيطاليا.

رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر، يصد الضغط في حزبه للانضمام الى الاعتراف بدولة فلسطينية، رغم أقواله المتشددة في سياق الازمة الإنسانية في قطاع غزة. اما المانيا وإيطاليا فقد انتقدتا ماكرون وتوقيت بيانه. رئيسة وزراء إيطاليا، جورجا ملوني، قالت في مقابلة مع “لا ريبوبليكا”، بان برأيها قبل الاعتراف بدولة فلسطينية يجب البدء باجراء سياسي. “اؤمن بان الاعتراف بدولة فلسطين قبل ان تقام دولة يمكن أن يؤدي الى النتيجة المعاكسة. اذا كان شيء ما لا يوجد يعترف به بشكل رسمي، يحتمل أن يعتقد الناس بان المشكلة حلت، وان لم تكن قد حلت”. 

ان نهج الدول الأساسية الثلاثة هذه هو ان مسألة الاعتراف تنطوي على استئناف المفاوضات السياسية في المنطقة تمهيدا لحل الدولتين، ومفاوضات كهذه لن تبدأ قبل أن تنتهي الحرب في غزة. صحيح أنها كلها تؤيد قياما رسميا لدولة فلسطينية وبعد 7 أكتوبر تعززت تحفظات دولة مجردة من السلاح تماما – لكن التوقيت غير مناسب والاعتراض الأمريكي القاطع هما الأساس لموقف هذه الدول. فقد أوضح الرئيس ترامب هذا باقوال شبه مستخفة بماكرون – والأوروبيون المعنيون بتحسين العلاقة مع الولايات المتحدة لا يمكنهم أن يتجاهلوا موقفه. 

“خطوة هامة”

الشريك الهاديء لماكرون في الخطوة هي السعودية. الدولتان كان يفترض بهما أن تعقدا مؤتمرا في الموضوع في الأمم المتحدة منذ حزيران، مؤتمر تأجل بسبب الحرب في ايران، وسينعقد في هوامش الجمعية العمومية للأمم المتحدة كما اسلفنا. الارتباط مع فرنسا ليس صدفة. من بين الدول الأوروبية الكبرى هي الدولة التي تميل بوضوح الى الاتجاه الفلسطيني، وهي تحاول أن تقود أوروبا في التصرف في الشرق الأوسط. مشاركتها كبيرة أيضا في لبنان وسوريا – الدولتين اللتين تشارك فيهما السعودية عميقا في سياقات اعمارهما – والفرنسيون يأملون في أن يحصلوا لقاء مشاركتهم على العقود الكبرى في مجالات الاعمار المختلفة. 

لكن السياق السياسي هو الاخر هام، بالطبع. في رد على سؤالي قالت مصادر دبلوماسية سعودية ان العمل مع فرنسا للاعتراف بدولة فلسطينية يستهدف تجسيد التزام المملكة الخليجة بالقضية الفلسطينية، وان التصويت على السيادة في الكنيست سرع الخطوة. على حد قولهم، فان “الفترة القادمة حرجة بتغييرات واسعة في الشرق الأوسط وهذه لن تحصل طالما لم نتقدم الى حل سياسي للفلسطينيين. السياسة الإسرائيلية في الضفة الغربية، تعزيز المستوطنات والدفع قدما بالخطوة المرفوضة لفرض السيادة تستوجب ردا سياسيا مضادا واعتراف دولة أوروبية هامة بفلسطين هي خطوة هامة. 

قبل زيارة ترامب الى الخليج كان النهج في السعودية نقديا اكثر، لدرجة التنازل عن إسرائيل في اطار الصفقات التي تنسج  في الشرق الأوسط الجديد. غير أنه في هذه الاثناء وبقدر ليس قليلا بسبب الحرب في ايران وبسبب التدخل الأمريكي، يعود السعوديون الى موقفهم الأصلي الذي يؤيد التطبيع مع إسرائيل مقابل تقدم سياسي مع الفلسطينيين. 

ومع ذلك بالنسبة لمعظم القيادة السعودية -وبالتأكيد بالنسبة لولي العهد محمد بن سلمان – فان القضية الفلسطينية هي فقط وجع رأس يجب التخلص منه عن طريق الصفقات الكبرى في الشرق الأوسط، وهم بعيدون عن محبة السلطة الفلسطينية نفسها. عمليا، يطالب السعوديون بإصلاحات دراماتيكية في السلطة في مسائل الفساد والنجاعة، وكذا مسيرة نزع تطرف لمؤسسات التعليم وبعامة. وشدد المصدر السعودي على التالي: واضح ان دولة فلسطينية ستكون مختلفة تماما عما يحصل اليوم.  كي يحصلوا على مساعدتنا، يتعين عليهم أن يظهروا بانهم قادرون على أن يحكموا بشكل ناجع، لا ان يأتوا ليطلبوا المزيد والمزيد من المساعدات”.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى