ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: السعودية أيضاً بحاجة إلى الولايات المتحدة

إسرائيل اليوم 2023-08-11، بقلم: شاحر كلايمن: السعودية أيضاً بحاجة إلى الولايات المتحدة

إذا كنا سنشهد خطوات تطبيع مع السعودية فسيكون هذا أساسا وليد استعداد بايدن للاستجابة لعموم مطالب الرياض. فتسوية العلاقات مع المملكة ستمنحه بالتأكيد نقاط استحقاق في الشرق الأوسط. فمن بيروت وحتى طهران يميزون جيدا الظل المتضائل لأميركا في المنطقة، ذاك الذي يساهم في الثقة الذاتية المبالغ فيها لخامينئي ونصرالله. الاتفاق المستقبلي دليل على أن الولايات المتحدة هنا كي تبقى، وان الصين المتعاظمة وروسيا الغارقة في الوحل الاوكراني لم تحتلا بعد مكانها في الساحة العالمية.

سيكون هذا تحولا مذهلا من جانب بايدن. فمن تعاطى بداية مع ولي العهد السعودي كمنبوذ بسبب قضية قتل خاشقجي تعلم على جلدته قوة صنبور الذهب الأسود. قرار السعودية تقليص انتاج النفط بعد أن قطع زعيم العالم الحر كل الطريق الى المملكة وضعه في حرج في ضوء الارتفاع في أسعار الوقود في الولايات المتحدة والتي وصلت الذروة.

سيخدم التطور الاقتصادي سياقات ترتبط برؤيا ابن سلمان للعام 2030. خليط من وابل مشاريع عقارية استعراضية تستهلك المليارات من ميزانية الدولة وبين تقليص انتاج النفط الذي من شأنه أن يكبح النمو في المملكة. يقبع في أساس الخطوة التطلع لتقليص التعلق الاقتصادي بالنفط والاستناد بقدر اكبر الى فرع السياحة. رغم هذا، وحسب عدة توقعات، ستنكمش وتيرة النمو بـ 0.5 في المئة في السنة القادمة. باختصار، السعودية أيضا بحاجة الى الولايات المتحدة.

صحيح أنه من السابق لأوانه أن نعرف إذا كان الميل سيستمر، وبفضل صناعة النفط لا تنقص السعودية الاحتياطات. لكن هذا يكفي كي يؤشر للأمير السعودي بان الامر ليس مضمونا الى الأبد. مع سكان صغار في السن يزداد عددهم، وانفتاح على الثقافة الغربية، ووجود جمهور كبير من المسلمين المحافظين غير الراضين عن الإصلاحات، قد يجد ابن سلمان نفسه في وضع الشاه الإيراني في أواخر السبعينيات. “دكتاتور متنور”، دفع قدما بسياقات التحديث ودفن في نهاية المطاف تحت ثورة مضادة نبتت من داخلها.

لكن من هنا يتبين أن ورقة بايدن من شأنها أن تلعب أيضا ضد الولايات المتحدة في المستقبل. السؤال هو كيف ستبدو السعودية في 2030 او في 2040؟ فهل سنشهد حقا المشروع المذهل لمدينة المستقبل نيوم يتجسد ونزور مواقع استجمام في البحر الأحمر؟ أم أن كل شيء سينتهي بفيلة بيضاء في أفضل الأحوال وبفوضى اجتماعية ترفع الى الحكم نخبة إسلامية – أصولية في أسوأ الأحوال. نخبة من شأنها أيضا أن تصبح خصما إضافيا للولايات المتحدة وتكون تحوز مشروعا مدنيا نوويا يمكن تحويله الى تطوير سلاح نووي.

وختاما، يجدر بنا أن نتعاطى بقدر من الشك مع التقارير عن التقدم في التطبيع مع السعودية. أولاً، الأميركيون ليسوا بالضرورة يسارعون الى منح الرياض مظلة امنية ومشروع نووي. فضلا عن ذلك، طالما كان الملك سلمان على قيد الحياة فان ابنه سيجد صعوبة في أن يمرر اتفاقا دون تقدم ذي مغزى مع الفلسطينيين، ومع الحكومة الحالية في إسرائيل من المستبعد تقريبا تخيل استئناف المسيرة السياسية. لـ “وول ستريت” أيضا قيل ان ابن سلمان نفسه قال لمستشاريه انه “لا يسارع”.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى