إسرائيل اليوم: الزيارة تشهد على قوة العلاقات بين امريكا واسرائيل
إسرائيل اليوم 15/9/2025، شيريت أفيتان كوهن: الزيارة تشهد على قوة العلاقات بين امريكا واسرائيل
لم يمر أسبوع على هجوم إسرائيل في الدوحة، والذي لا تعرف بعد نتائجه بشكل لا لبس فيه. وها هو هبط هنا أمس وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو لزيارة مجرد وجودها هو رسالة مدوية الى العالم العربي وبخاصة تجاه مخربي حماس ومؤيديهم.
من الصعب أن نتخيل زيارة كهذه لبلينكن في عهد الإدارة السابقة. كل زيارة لسلف روبيو الى إسرائيل تسببت باعصاب متوترة في القدس. الابتسامات كانت دوما امام الكاميرات، لكن طرحت قوائم من المطالب لم تنسجم بالضرورة مع المصلحة الإسرائيلية في الحرب في غزة. في مقارنة واجبة بين اليهودي إياه والمسيحي الكاثوليكي المتزمت الذي التقطت صوره امس في المبكى لا حاجة للإشارة الى الامر المفهوم من تلقاء نفسه.
في موضوع التوقيت، بعد بضعة أيام من خروج الولايات المتحدة عن طورها كي تتنكر للهجوم الإسرائيلي في الدوحة لاجل الحفاظ على العلاقات المزدوجة (مع إسرائيل وقطر)، لم تلغى زيارة روبيو التي كان مخططا لها وخرجت الى حيز التنفيذ. يوجد في الزيارة ما يشهد، ربما اكثر من كل مقابلة صحفية، سواء لترامب ام لروبيو نفسه على قوة العلاقات بين الدولتين.
قبل لحظة من اقلاعه أوضح وزير الخارجية الأمريكي أيضا بانه حصل ما حصل في قطر، الامر لن يؤثر على العلاقات بين الدولتين. لكن لا يوجد ما هو افضل مما تراه العيون – مع قبعات صغيرة سوداء، كتفا بكتف، في صلاة مشتركة في المبكى مع رئيس الوزراء، على أمل متبادل لعله لم يكتب في البطاقة التي وضعت في جدار المبكى، لكنه سمع الى مسافات بعيدة: في أن يبقى الدعم الأمريكي لإسرائيل طالما تحتاجه.
التقدير الذي يطلقه مقربون من الإدارة في الغرف المغلقة هو أنه حتى نهاية السنة المدنية سينتهي مفعول الائتمان السخي الذي أعطاه ترامب للحرب في غزة وسيتعين على إسرائيل أن تكيف نفسها. ليس مؤكدا أن هذا الجدول الزمني سيتوافق مع الاحتياجات العملياتية في الميدان. ولا يزال، بين الحكومتين يجري خطاب إيجابي وليس انزال اياد على نمط حظر السلاح من جانب إدارة بايدن.
صحيح أن هذا لا يضمن ما سيحصل في المستقبل، كون ترامب يطلب توافقات في الجداول الزمنية نحو قطار السلام الإقليمي، لكن في هذه اللحظة توجد لإسرائيل شبكة دعم أمريكية. عشية الدخول الى مدينة غزة، ليس هذا ائتمانا يمكن التقليل من قيمته.
ذروة زيارة روبيو ستكون هذا المساء في مدينة داوود في القدس. ثمة من يقول ان الزيارة السياسية كلها واللقاءات مع رئيس الوزراء والوزراء حيكت حول هذا الهدف. أناس إدارة ترامب الذين يزورون الضفة وشرقي القدس دون إعلانات كبيرة وكأن الحديث يدور عن موضوع اعتيادي، يطبعون الدولة اليهودية في المناطق خلف الخط الأخضر أيضا.
عندما هبط روبيو هنا بعد الهجوم على كبار المخربين في الدوحة مزدودجة الاخلاق هو يقول بالضبط هذا دون كثير من الكلمات: من حقهم أن يعيشوا في المجال والدفاع عن مواطني إسرائيل بصفتهم هذه. هذه الشرعية يجب إيجاد تعبير لها في اقرب وقت ممكن في عودة المخطوفين وفي النصر في جبهة غزة.



