ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: الزلزال في سوريا: الشعب السوري يعاني قد يغتنم النظام فرصة

إسرائيل اليوم 7-2-2023، بقلم نيتاع بار: الزلزال في سوريا: الشعب السوري يعاني قد يغتنم النظام فرصة

لا يرى مواطنو شمال غرب سوريا جديداً في مشاهد الدمار والخراب والمباني المنهارة، خصوصاً بعد ما رأوه في الـ 11 سنة الأخيرة من الحرب الأهلية الوحشية وغير المتوقفة. 4.5 مليون من سكان المنطقة يعيشون تحت ضغط صراع دام بين نظام الأسد والثوار السوريين والميليشيات الكردية.

جاءت الهزة الأرضية التي وقعت في القسم الشمالي من الدولة لتضيف حقنة مكثفة من البؤس إلى منطقة كانت منكوبة حتى قبل ذلك. والمناطق التي كانت أكثر تضرراً، أي مدينتا إدلب وحلب، عانت جداً في أثناء القتال، وسطحت الهزة الأرضية مباني كانت مصابة وغير مصونة جيداً منذ البداية.

“عندما بدأت الهزة الأرضية اعتقدتُ أن مروحيات جيش النظام تلقي قذائف البراميل مرة أخرى”، روى إسماعيل العبد الله، متطوع في منظمة “الخوذات البيضاء” التي تعمل في شمال سوريا، لصحيفة “الغارديان” البريطانية ذاكراً بذلك تكتيك القصف الوحشي وعديم التمييز لطياري نظام الأسد. “سارعت لأخذ ابني وأخرج من المبنى”.

“نحن معتادون على انتشال الناس من تحت الحطام، لكن الوضع في هذه اللحظة مختلف. الكثير جداً من الناس عالقون تحت الحطام وسيموتون لأننا لا نملك العتاد المناسب للوصول إلى الجميع. لم يتبقَ لنا شيء”، أضاف المنقذ.

مصير السكان الذين هم في المناطق التي يسيطر عليها الثوار صعب، لأنهم متعلقون بالمساعدة من تركيا التي توجد في هذه اللحظة في غمرة أزمة إنسانية هي ذاتها، والسوريون يجدون أنفسهم وحدهم في المعركة. السلطات في المناطق التي يسيطر عليها الأكراد يعيشون وضعية أصعب بكثير مع حلفاء أقل يمكنهم أن يساعدوا أو مطارات ومعابر حدود مصداقة يمكن جلب المساعدة من خلالها.

لكن في مدينة حلب أيضاً، حيث يسيطر نظام الأسد منذ احتلها من الثوار في العام 2016، يبدو المستقبل بعيداً عن أن يكون لامعاً. فبينما أعلنت روسيا وإيران وسلسلة أخرى من الدول عن أنها سترسل مساعدات إنسانية، فإن سكان مدينة حلب إحدى النقاط التي تضررت بالشكل الأشد في الهزة الأرضية، يشككون في جاهزية النظام للمساعدة.

“عشر سنوات من القصف والدمار لم تدفعنا لترك البيت، لكن هذه الهزة الأرضية أخلتنا وبقينا بلا شيء”، روت إحدى سكان حلب لفريق وكالة الأنباء الصينية “شينوا”، إحدى وسائل الإعلام القليلة التي تمكنت من الوصول إلى المدينة المدمرة.

ثمة أفلام لجنود روس يحفرون في حطام المباني في حلب نشرها النظام، لكن المواطنين السوريين الذين عقبوا في الشبكات الاجتماعية ادعوا بأنها صور لأغراض الدعاية. يرى النظام السوري أن الدمار غير المسبوق في شمال الدولة، ويمكنه أن يشكل أداة لنيل الشرعية، وبخاصة في العالم العربي والإسلامي المصدوم من المشاهد القاسية، بينما المناطق التي تضررت هي أساساً معاقل لمعارضي النظام.

أما الإيرانيون، فيرون أنها فرصة لزيادة القبضة والتواجد في الدولة. استخدمت إيران في الماضي المطار العسكري في حلب لنقل السلاح لجماعاتها في الدولة، وادعت مصادر أجنبية أن إسرائيل هاجمت المكان بهدف وقف الإرساليات. أما الآن فيمكن لإيران أن تتموضع في المنطقة بشكل عادي تحت مظلة حماسة المساعدة الإنسانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى