ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: الجريمة آخذة في الازدياد: القطاع العربي يحبط الإنفاذ

إسرائيل اليوم 11/9/2022، بقلم: أوفير دايان 

مر شهران منذ نشر مراقب الدولة تقريراً حاداً يعنى بأعمال الشغب العام الماضي، أو بالاسم الرسمي: “حملة حارس الأسوار”. في أثناء أعمال الشغب التي اشتعلت أساساً في مدينة اللد، تم إحراق 150 سيارة دورية شرطة. رغم هذا المعطى المفزع، احتجت النائبة عايدة توما سليمان هذا الشهر بأن “الشرطة لا تحل لغز القتل في معظم الحالات”، إذ تناولت أعمال القتل الكثيرة التي نشهدها في الوسط العربي. فكيف تتوقع النائبة أن تحل الشرطة لغز الجرائم حين لا يكون هناك تعاون من جانب الجماعة الأهلية؟ وعندما يخاف الشاهد على القتل من التعاون مع سلطات القانون بحجة أنه تطبيع مع السيادة الإسرائيلية؟ النائبة إياها قالت قبل بضعة أيام عن الشرطة “فليتوقفوا عن التفكير بأنه جهاز يأتي للقمع وفرض الحوكمة”، وطالبت بأن تأتي الشرطة “لخدمة المواطنين”.

إذن، كيف تعتزم أن يمنعوا الجريمة دون حوكمة؟ من خلال نثر الوعود ومسحوق السحر؟ من جهة، لا يمكن تسمية الوجود الشرطي في البلدات العربية والمختلطة “قمعاً”، ومن جهة أخرى المطالبة بالسيطرة في الميدان.
الظاهرة تتعاظم لدرجة أنها حظيت بسلسلة تقارير صحافية في إحدى قنوات الإعلام المركزية. عالجت التقارير كل شيء: تفسير الواقع الخطير في البلدات الأم، والشفقة على العائلات التي قررت المغادرة بل وحتى رافقتها في حياتها الجديدة. شيء واحد غاب عن التقارير: إظهار التفهم لمخاوف السكان اليهود الذين يعارضون موجات هجرة كهذه إلى بلداتهم. أولئك المعارضون عرضوا كجهلة في أفضل الأحوال، وكعنصريين في أسوأ الأحوال. وألغيت مخاوفهم بحركة يد تعليمية لكل السكان العرب في إسرائيل، ولكن كيف يفترض بالمواطن العادي أن يعرف إذا كان الجار الجديد يرتبط بعالم الجريمة، هدف مستقبلي دون ذنب اقترفه أو مواطن سيعيش حياته بهدوء؟ إذا لم تنجح الشرطة في التصدي للظاهرة الدامية، فكيف يفترض بالسكان أن يناموا ليلهم بهدوء؟
يحتج كثيرون على عرضهم كعنصريين بدعوى أن العرب قد يشترون البيوت في مدن يهودية، ولا يمكن لليهود أن يشتروا بيتاً أو أرضاً في بلدات عربية. في نظري المسألة أعمق؛ فاليهود لا يريدون الانتقال إلى بلدات كهذه، لأنهم يعرفون ما ينتظرهم هناك.
إلى أن يكون هناك قول واضح وثابت من زعماء الجمهور العربي، قول يندد بالمس بسلطات القانون، يدعو إلى التعاون ويلفظ من أوساطه الجريمة، وإلى أن يبادروا إلى إقامة محطات شرطة في البلدات العربية بدلاً من أن يعترضوا عليها – لن يحدث أي تغيير حقيقي، حتى وإن لم يكن لطيفاً قول ذلك.
لا يمكن إغماض العيون أمام الدور الذي يلعبه الجمهور في إحباط مساعي الشرطة. ثمة سبب “كليشيه” زائد: لا يمكن مساعدة من ليس مستعداً أن يساعد نفسه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى