ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: التفكير من خارج الصندوق: بقاء الأسد وحماس في الحكم كمصلحة إسرائيلية

إسرائيل اليوم 21/7/2024، ايال زيسر: التفكير من خارج الصندوق: بقاء الأسد وحماس في الحكم كمصلحة إسرائيلية

الظلام الذي يحيطنا منذ 7 أكتوبر هو نتيجة حاصلة ومفهومة للكارثة التي وقعت علينا – كارثة تكمن في القصور وفي الفشل الرهيب وليس في الخلل. لكن حان الوقت لتبديد هذا الظلام والخروج الى طريق جديد – قديم سرنا فيه في الماضي وبالاساس، العودة للتفكير الكبير في طريقة المواجهة للتحديات التي تقف امامها إسرائيل اليوم.

عشية 7 أكتوبر كانت إسرائيل ترى نفسها قوة عظمى إقليمية قوية وواثقة لها الجيش الأقوى في منطقتنا واستخبارات هي من بين الأقوى في العالم. غير أننا من ذاك المستوى العالٍ سقطنا الى درك اسفل عميق. لكن مع مرور الصدمة الأولى يتبين، بانه رغم أن الكثير من الإسرائيليين يستصعبون الاعتراف بذلك، بان إسرائيل لا تزال دولة قوية ذات عظمة وقدرات، وينبغي الافتراض بانه لو لم تكن تفرض علينا قيود – بعضها فرضناها عن حق على انفسنا وبعضها فرضها علينا العالم – لكان الحسم في غزة وحيال حزب الله في لبنان سريعا وساحقا. هذا ما يعرفه اصدقاؤنا، ولا يزال لدينا الكثيرون كهؤلاء، واعداؤنا أيضا. 

لكن التحدي الذي تقف امامه إسرائيل اليوم ليس فقط تبديد السحابة التي هبطت علينا ولا حتى التحقيق (تحقيق لا يوجد ما هو اكثر حقا وضرورة منه)، استخلاص الاستنتاجات من الفشل ومحاسبة المسؤولين عن القصور، بدء برئيس الوزراء وانتهاء بحارس الكتيبة. التحدي هو التحرر من الشلل والجمود الفكري اللذين نعيشهما منذ سنين، وبدلا من هذا التفكير بشكل كبير – الامر الذي تخشاه القيادة السياسية والقيادة العسكرية في إسرائيل كما تخشى النار. 

فمع كل الاحترام لتصفية محمد ضيف، مثلما هي أيضا تصفية قاسم سليماني أو رئيس اركان حزب الله عماد مغنية، فان لكل إرهابي سيوجد بديل، وليست التصفيات او الهجمات الموضعية الخفية في سوريا، في العراق او في ايران هي التي سترجح الكفة في صراع الأجيال الذي نعيشه.

في حرب الاستقلال، بينما كان قادة الجيش مشبوهين بحماية وتنظيم القوافل للمستوطنات المنعزلة، كان لنا رئيس وزراء هو افضل ما عرفته الدولة، فكر بشكل كبير ولمسافة بعيدة، وبدلا من الغرق في معارك دفاع عديمة الجدوى وضع الأساس لخطة “د” التي أساسها اخذ المبادرة والانتقال من الدفاع اليائس الى الهجوم والاحتلال لاراضي العدو، وهكذا حقق النصر في الحرب.

اما في الخمسينيات، بينما كان الجيش الإسرائيلي منشغلا بالامن الجاري، وبالرد التكتيكي على هجمات إرهاب الفدائيين من غزة او من أراضي الأردن، فكر بن غوريون بتعابير عصف المنظومات الإقليمي، والى جانب موشيه دايان، رئيس الأركان الذي حول الجيش الإسرائيلي الى جيش مبادر وقتالي، فكر الاثنان بحملة السويس التي قلبت الجرة رأسا على عقب، ازالت التهديد الذي شكله في حينه على إسرائيل الرئيس المصري جمال عبدالناصر وضمنت الهدوء على الحدود على مدى سنوات طويلة. 

وأخيرا، يمكن انتقاد مناحم بيغن وارئيل شارون الخروج الى حرب لبنان الأولى، في هدف طموح للتغيير من الأساس الواقع الإقليمي الذي كنا نعيشه في حينه – إذ في نظرة الى الوراء تبين أن الجمهور الإسرائيلي لم يكن مستعدا لان يدفع ثمن الجهد  لتغيير الواقع في منطقتنا، الثمن الذي من شأنه أن يدفعه بفائدة مضاعفة بعد سنوات من ذلك. لكن لا يمكن التأثر لمحاولة التفكير بعمق وبشكل كبير في مشاكل الامن لإسرائيل وإيجاد جواب استراتيجي شامل له. 

اليوم أيضا، رغم الضربة التي تعرضنا لها، توجد لنا القدرة للمبادرة الى خطوات استراتيجية، وكل ما نحتاجه هو جرأة ورؤية تركز على الغابة وليس على الأشجار. هكذا مثلا هل يعد استمرار حكم بشار الأسد مصلحة لإسرائيل ام ربما ينبغي العمل، اذا لم نكن فوتنا الفرصة، على اسقاطه وبذلك في إيقاع ضربة على ايران وعلى حزب الله؛ هل استمرار حكم حماس في القطاع هو مصلحة إسرائيلية، ام ربما علينا أن نحتل القطاع ونحكمه – خطوة كلفتها ستكون ادنى بكثير من استمرار حرب الاستنزاف التي نوجد فيها أو من هجوم 7 أكتوبر إضافي.

ينبغي اذن العودة للتفكير مثلما كنا ذات مرة، بشكل كبير، والا نخاف من المبادرة الى خطوات استراتيجية تحسن مكانتنا وأمننا، لا أن تضمن فقط بقاء سياسي أو تخدم مصالح شخصية، مثلما يحصل اليوم. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى