ترجمات عبرية

إسرائيل  اليوم: التصفية إمكانية كامنة لانعطافة استراتيجية

إسرائيل  اليوم 29/9/2024، غيرشون هكوهن: التصفية إمكانية كامنة لانعطافة استراتيجية

ما كان يمكن ليد انسان ان تنجح في ان تخطط مسبقا سياقا للاحداث يتزامن فيه خطاب نتنياهو في الأمم المتحدة والضربة الجوية الناجحة لتصفية نصرالله. التنسيق بين الحدثين خلق لعملية الجيش الإسرائيلي أثرا اسطوريا. لولا الهجوم الناجح في الضاحية في بيروت، لكان صحف بداية الأسبوع ركزت أغلب الظن على تحليل الخطاب في الأمم المتحدة. لكن في هذه الاثناء وقعت انعطافة جريئة في الحرب مع حزب الله لا يزال من الصعب التقدير والقياس لكامل معناها.

لم يكن هذا احباطا مركزيا إضافيا، نفذت مثله إسرائيل المئات في العقود الأخيرة. ما يميز العملية في الضاحية عشية السبت هو السياق الذي وقعت فيه. في داخل حرب متواصلة، بعد نحو سنة اطلق فيها حزب الله النار الى كل منطقة شمال البلاد. فوق كل شيء، كان هذا احباطا مركزا انضم الى سلسلة ضربات بدأت بضربة البيجر التي نسبت لإسرائيل في 17 أيلول، وتواصلت بتصفية إبراهيم عقيل وعصبة قيادة قوة الرضوان يوم الجمعة قبل أسبوع. بخلاف التصفيات في الماضي، بما في ذلك تلك التي نفذت في ذروة الحملات، التصفية يوم الجمعة خلقت ليس فقط إنجازا متراكما لقطع رأس كل القيادة العليا لحزب الله تقريبا. في واقع الامر كان التركيز على نصرالله هو الرسالة التي تفيد بان إسرائيل نفسها اجتازت انعطافة في إدارة الحرب وهي مستعدة أيضا لان تتجاوز خطوط حمراء واضحة.

اللاجئون كرافعة ضغط

في ظل جلبة الهجمات الجوية للجيش الإسرائيلي، نزح من بيوتهم وتحرك شمالا نحو نصف مليون لاجيء شيعي. وهكذا نشأت رافعة ضغط شديدة القوة لحمل ايران وما تبقى من قيادة حزب الله الى اضطرار إعادة التفكير في استمرار الحرب.

النزوج الجماهيري معروف في العالم كجزء من الاثمان الطبيعية لظاهرة الحرب. مرات عديدة تستغله الأطراف المقاتلة كنوع من السلاح الاستراتيجي في إدارة الحرب. هذه الظاهرة كرافعة ضغط بالتأكيد يمكن لإسرائيل أن تستغلها. بالنسبة لحزب الله، كمنظمة طائفية – شعبية، هذه الظاهرة اصعب بكثير، بالهام العقيدة الحربية لماو تسي تونغ التي تعلمها حزب الله جيدا فرضت علاقة واجبة بين نشطاء الإرهاب وبين عائلات الطائفة. واجب هذه العلاقة تلخصت في عقيدة ماو بالقول: “الحرب الثورية هي حرب الجماهير، ولا يجب أن تدار الا بتفعيل الجماهير وبالاستناد اليها…”. هذا المبدأ نجحت هجمة النار الإسرائيلية في ضعضعته. فعندما تبكي عائلات الطائفة مصيرها بعيدا عن بيوتها المدمرة، مع حلول الشتاء اللبناني، فان اللجوء يثير الغضب لدرجة عدم الثقة بغاية الحرب لدى حزب الله.

في سوريا أيضا، بين أناس المعارضة الذين عانوا في الحرب الاهلية من الوحشية القتالية لحزب الله توجد شماتة حتى اكبر من هذه. رجل دين سني، معروف في أوساط دوائر السلفيين من مؤيدي القاعدة، دعا أناس القاعدة في ادلب لاستغلال الفرصة للانتقام من حزب الله.

القيادة في طهران لا بد تنصت للهزة الكبرى في لبنان وتحسب خطاها. القرارات الإيرانية ستكون متعلقة بتقدير عوم التغييرات وينبغي التخمين بانها ستكون منصتة بخاصة لموقف الإدارة الامريكية، بمدى الاسناد والدعم اللذين سيعطيان لإسرائيل على شفا التدهور الى حرب إقليمية.

في هذه المرحلة يجدر بنا أن نبارك الهجمات الإسرائيلية الناجحة. لكن مع حجم الهزة التي تبدو كحراك قارب، من الصعب التوقع لخطوات الحرب التالية، وهي من شأنها أن تتواصل الى السنة الجديدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى