إسرائيل اليوم: الانقسام الإسرائيلي يشجع الأعداء على مهاجمتنا

إسرائيل اليوم 2022-09-15، بقلم: دان مرغليت
انتقد رئيس “الشاباك”، رونين بار، بلغة لا تقبل التأويل، مستوى الشرخ المتزايد في الخطاب الجماهيري. وقد فعل ذلك بحكم مهام منصبه.
وفقا للمعطيات المهنية التي لديه، فإن عمق الكراهية، الديماغوجيا والتهديدات التي تمتلئ بها وسائل الإعلام، تشجع الفلسطينيين على تصعيد “الإرهاب” ضد إسرائيل. فالعداء اللفظي يحمل منظمات “الإرهاب” إلى الاستنتاج بأن المجتمع الإسرائيلي يوجد في عملية تفكك وانه من المجدي الإكثار من أعمال القتل لأجل القضاء عليه.
استقبلت أقوال بار في خطاب علني بمشاعر مختلطة. هذا بالفعل تحذير مهم ولا يوجد ما يدعو إلى التشكيك بمصداقيته، لكن في اليمين فسر بأنه توبيخ.
من هم بشكل عام المقسمون؟ بنيامين نتنياهو، الذي يسمي كتلة عربية في الكنيست “مؤيدي إرهاب”، ودافيد امسلم الذي يتحدث تجاه المستشارة القانونية للحكومة، المحكمة والأشكناز بكلمات تقشعر لها الأبدان. وهما ليسا وحيدين. ولسوء الحظ يتلقيان أحيانا ريح إسناد بقول منفر بالذات على لسان أفيغدور ليبرمان، الذي جند لحملة انتخاباته جوزيف جوبلز.
ليست هذه هي المرة الأولى التي يتخيل فيها محبو الشر لإسرائيل تفككها. فبعد استقالة دافيد بن غوريون في 1936، ونظام الركود والبطالة الذي ألم بالدولة، ساد فيها يأس عميق. بأي قدر شجعت هذه الأحاسيس جمال عبد الناصر والملك حسين وصلاح جديد لأن يخرقوا في 1967 الهدنة وان يشنوا الحرب؟ من المعقول الافتراض أن بقدر كبير. باستثناء أنهم اخطؤوا في تقدير قدرة المجتمع الإسرائيلي على التراجع عن الانقسام ورص الصفوف في المعركة، فتكبدوا الهزيمة.
هذا لا يعني أنه في ضوء تدهور العلاقات مع الفلسطينيين والإيرانيين واللبنانيين ستعود الوحدة لتسود في المجتمع الإسرائيلي. لكن زعماء عربا حكماء سيأخذون بالحسبان بأنه يوجد احتمال عال في أن يعيد التهديد الوجودي للإسرائيليين الأخوة الوطنية، بل ربما اسرع مما يقدر.
جوهريا، من الواضح أن خطابا على نمط امسلم وبعض رفاقه يضعف إسرائيل. مجرد حقيقة أن منظمات “الإرهاب” ودول العدو تنظر في معناه يضر إسرائيل في الشرق الأوسط، حتى لو ترددوا في نهاية المطاف في مهاجمتها في حرب مباشرة.
من حيث المضمون، يمكن لبار أن يصلح بقدر ما خلل الانقسام في الجدال لكنه لا يمكنه أن يمحوه. فالتراث اليهودي ينطوي على خلاف دائم لا بديل له منذ الأزل وحتى 2022. قبل نحو 2000 سنة تقررت شروط المناكفة بين بيت هيلل وبين شماي، وبلغت مستوى انقسام التوراة إلى قسمين. هكذا أيضا في العصر الحديث. لم يسبق أن انتهى في الفكر اليهودي الجدال المرير. وحتى في تمرد غيتو وارسو في 1943. في عهد السزون انتهى كل شيء بجدالات متطرفة فيها كثير من الاحتدام قبل الحسم النهائي. وفيها بالتأكيد ضرر أيضا.