ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: اسرائيل تستبيح مناطق “أ”

إسرائيل اليوم 29/7/2022، بقلم يوسي بيلين

في ليلة الأحد الاثنين، عندما كان معظمنا نائماً، عرّض غير قليل من الشبان الإسرائيليين حياتهم للخطر في نابلس. رجال وحدة “الـيمام”، ومقاتلو الجيش الإسرائيلي، ورجال حرس الحدود، و”الشاباك” وصلوا إلى نابلس للعثور على مطلوب، ولم يمسكوا به، ولكن قتل فلسطينيان يحملان السلاح وأصيب آخرون في تبادل للإطلاق النار، وعثر أيضاً على مخزون من السلاح. وصفت العملية كناجحة.

نشر حرس الحدود بياناً وكأنه اقتطع من صحيفة من الخمسينيات: يد مقاتلي حرس الحدود والوحدات الخاصة للسلاح، إلى جانب قوات الجيش و”الشاباك”، سيصلون إلى كل مكان يختبئ فيه مخربون وسيواصلون نشاطهم المشترك في يهودا والسامرة لحماية مواطني إسرائيل”.

تذكرت “الحزام الأمني” في لبنان وغرف الطعام العسكرية التي علقت فيها يافطات كبرى قضت بأن وجود الجنود هناك يضمن سلامة بلدات الجليل. معظم الجنود وبعض قادتهم صدقوا ذلك. وكان يمكن سماع أصوات أخرى في المستوى الأعلى.

لم تعرف إسرائيل كيف تنهي حرب لبنان، وعلقت في الحزام الأمني الذي كان جنودنا فيه مثل الإوز في ميدان التدريب على النار. رأى النظاميون تحدياً كبيراً في الاشتباكات مع “حزب الله” ونشأت فكرة تأسيسية حول الكمائن. رافق المراسلون العسكريون هذه الوحدات التي سودت وجوه جنودها قبيل الكمين، وكان تصاعد الأدرينالين ملموساً في كل حديث خاطف معهم. مئات الجنود قتلوا، إلى أن قررنا الانسحاب من لبنان، ونالت بلدات الشمال هدوءاً لم يكن له مثيل منذ سنين طويلة. تبين لمن لم يفهم هذا من قبيل بأن وجودنا فيه “الحزام الأمني” إلى جانب جيش لبنان الجنوبي هو الذي أشعل تبادلاً لإطلاق النار الذي كان ينتهي أحياناً بضحايا إسرائيليين وتواصل لا مرة ولا مرتين إلى بلدات على سفوح الهضبة.

عودتنا إلى جنين وإلى نابلس قصة مشابهة. في 1995 وقع الاتفاق الانتقالي مع م.ت.ف، فخرجت إسرائيل من المدن الفلسطينية الكبرى. قسمت إسرائيل المناطق إلى “أ” حيث المسؤولية المدنية والأمنية بيد الفلسطينيين، ومناطق “ب” حيث المسؤولية المدنية بيد الفلسطينيين والأمنية بيد إسرائيل، ثم المنطقة “ج”، التي ستنقل منها إلى الفلسطينيين مناطق أخرى في ثلاث نبضات (باستثناء المسائل المتعلقة بالاتفاق الدائم). لم تنفذ إسرائيل سوى جزء من التزامها (أتذكرون نتنياهو، “إذا أعطوا – سيأخذون”؟)، وفي أثناء الانتفاضة الثانية (التي يفهم سبب شروع الفلسطينيين بها سوى الله) دخلت قوات أمننا إلى مناطق “أ” في ظل خرق مبرر للاتفاق. المشكلة أنهم نسوا الخروج من هناك.

بالنسبة للجيش، يدور الحديث عن مواجهة لقوى متدنية، ويقول الجنود صراحة أنهم يعيشون في فيلم (“فوضى”). يرى الشبان الفلسطينيون في تلك الليالي فرصة لتحقيق ذاتهم وخلق الوحدة في المعسكر الفلسطيني (خصوصاً بين تنظيمي فتح والجهاد الإسلامي)، بخلاف قياداتهم المتنازعة.

ندخل إلى قصبة نابلس ومدن أخرى (كان أحد أهداف أوسلو الانفصال عنها إلى الأبد) ونفعل أموراً هي في أفضل الأحوال غير مجدية، مثل إغلاق غرف وهدم منازل أو جمع مسدسات وبنادق. الدخول إلى بيوت سكان المكان، في منتصف الليل لاعتقال راشقي حجارة ليس متوازناً، وكل هذه الأحداث تؤدي إلى نمو جيل كامل من الكراهية النكراء تجاهنا. وهو يسخف القيادة الفلسطينية ويجعل قوات الأمن الفلسطينية نوعاً من العملاء.

رئيس الوزراء يئير لبيد ووزير الدفاع بيني غانتس يمكنهما أن يغيرا هذا فوراً بقرار بسيط لا يحتاج إلى مصادقات برلمانية أو غيرها. ببساطة، اتخاذ القرار ألا يدخل الجيش الإسرائيلي إلى المنطقة “أ” تماما مثلما لا يدخل إلى قطاع غزة، ولا يعتقل مشبوهين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى