ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: استعدوا اليوم لحرب الغد: على خلفية التصعيد

إسرائيل اليوم 3-5-2023، بقلم الجنرال المتقاعد تامير هايمن: استعدوا اليوم لحرب الغد: على خلفية التصعيد

حين نأتي لنبحث في طرق العمل الأفضل للتصدي لموجة التصعيد ينبغي أن نميز بشكل واضح بين طريقة العمل وبين الهدف. في الساحة الفلسطينية نقف أمام تحد إستراتيجي خطير، وثلاثة تحديات تكتيكية مركزية تميز “التصعيد”، الذي شهدته إسرائيل في الفترة الأخيرة. البحث في حملة عسكرية واسعة يُعنى، ضمن أمور أخرى، بالتحديات التكتيكية، إذ من الواضح للجميع أن التحدي السياسي الإستراتيجي غير قابل للحل في حملة عسكرية كتلك الحملة في شمال الضفة الغربية.

التحديات التكتيكية هي: توجه “حماس” من الخارج ومن غزة للعمليات، والعمليات الفردية (“عرين الأسود” وامثالهم) – شريحة واسعة من الشبان الفلسطينيين المحبطين وعديمي القيادة ممن ملوا القيادة الرسمية الفلسطينية ويبحثون عن طريق جديد وعنيف لتحقيق وطنيتهم، وفقدان السيطرة الأمنية للسلطة الفلسطينية في شمال الضفة مع ضعف مؤسساتها.

لن تقدم حملة عسكرية واسعة في شمال الضفة جوابا عن كل هذه التحديات. فهي لن تعالج توجيه “حماس” من الخارج ومن غزة – بل العكس، من شأنها ان تفاقم وضع السلطة الفلسطينية بإضعاف اضافي لأجهزتها الأمنية (ما يحسن فرص “حماس” في توسيع فرصها في شمال الضفة).

نحن مطالبون بأن نستعد للحملة التالية، وليس السابقة. للتصدي للمشاكل الحالية وليس لمشاكل السنة الماضية. وهذا يعني ان نتخذ القرارات بالعقل وحسب الصورة الاخيرة للوضع، وتوجيه قوات الأمن بما بتناسب مع ذلك، حتى عندما يكون الدم يغلي بعد عمليات قاسية. لا ينبغي توجيه الاذى تجاه الأكثر بساطة وراحة وايقاع الأذى به، بل ينبغي تركيز الاذى الأليم على مراكز الثقل، ممن يقومون بالعمليات.

الخطوات التي على إسرائيل أن تتخذها الآن:

1. استمرار عمليات الاحباط والمس بمنفذي العمليات، على اساس معلومات استخبارية دقيقة، بتصميم وفي ظل محاولة دائمة لمنع الأضرار الجانبية.

2. التعاون الوثيق قدر الإمكان مع السلطة الفلسطينية ضد “حماس”. فعدم انهيار السلطة الفلسطينية هو مصلحة إسرائيلية واضحة، والبديل أسوأ بكثير.

3. حيال “حماس” في غزة: استمرار جباية ثمن باهظ من التنظيم على كل خرق للسيادة واطلاق المقذوفات الصاروخية.

4. حيال اعمال “حماس” في لبنان وفي سورية: مطلوب تفكير أصيل مكانه الغرف المغلقة.

5. حيال “حزب الله” ونصرالله الذي يحاول الربط بين الساحات: يجب العمل بشكل يخرج عن توقعاته ويفاجئه. الامر لم يتم بعد النار الاخيرة من لبنان، التي اغلب الظن ليس “حزب الله” هو المسؤول عنها، لكن من المعقول الافتراض انه صادق للشبكة التي اتاحتها.

أمام التحديات الخارجية، التي لم تنقص في الاشهر الاخيرة، مطلوب ذكاء، أخذ مسؤولية، واجماع واسع في المجتمع الإسرائيلي. الشرط الاساسي لكل هذا، قبل باقي الامور، هو اعادة وحدة الصف الاجتماعية ووقف الجراح الذاتية التي نوقعها بأنفسنا في استمرار الانشغال الذي لا يتوقف بالثورة القضائية. هذا هو الوقت للحل الوسط ولرأب الصدوع، ما يتيح التركيز على أعدائنا الذين في هذه اللحظة يراقبون ويفركون اياديهم في متعة كبيرة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى