إسرائيل اليوم: اتجاه مثير للقلق: التسلل من الحدود الأردنية يهدد بالتحول إلى طوفان
إسرائيل اليوم 6-9-2023، بقلم يفعت آيرلخ: اتجاه مثير للقلق: التسلل من الحدود الأردنية يهدد بالتحول إلى طوفان
يبيّن تقرير جديد لمركز سياسة الهجرة الإسرائيلية، وصلت مسودة أولى منه حصرياً لـصحيفة “إسرائيل اليوم”، أن إسرائيل توجد في مرحلة حرجة في معالجة التسلل من الأردن، ما يعرض صورة مقلقة على نحو خاص.
فبينما في عامَي 2017 و2018 دخل قلة فقط من المتسللين إلى إسرائيل عبر حدودها الشرقية فقد ارتفع العدد في العام 2019 إلى عشرات، وفي العام 2022 يدور الحديث حسب التقدير عن مئات الأشخاص الذين تسللوا من الأردن إلى إسرائيل.
“نحن في هذه اللحظة في بداية الإقلاع الشاهق للرسم البياني”، كما يشرح المحامي يونتان يعقوفوفيتش، مؤسس مركز سياسة الهجرة الإسرائيلية. “في 2006 كنا في وضعية مشابهة على الحدود المصرية. في تلك السنة تسلل 220 مواطناً سودانياً وإريترياً فقط، واتسع العدد حتى وصل أكثر من 16 ألف متسلل في 2011. لا يفهم أصحاب القرار خطورة الوضع، وكأننا لم نتعلم شيئاً”.
إلى جانب الارتفاع الشاهق في الكمية، طرأ تنوع في الدول الأصلية للمتسللين. فلئن وصل في بداية الطريق مهاجرو العمل من الأردن نفسه ومن تركيا فقط، فإن قائمة الدول الأصلية اليوم اتسعت إلى أوزباكستان، جورجيا، سيريلانكا، أوغندا، غانا، مولدوفيا، وفي الأشهر الأخيرة أيضاً إثيوبيا، إريتريا، والسودان. كل هذا بفضل شبكات التهريب التي اتسعت وأصبحت مهنية وللشائعة المنتشرة في أرجاء العالم عن الإمكانية السهلة والمجدية للتسلل إلى إسرائيل.
فجوة في المعطيات
في حزيران 2022 رفع مركز سياسة الهجرة طلباً للحصول على معلومات حول المتسللين إلى إسرائيل من حدود الأردن في الأعوام 2017 – 2022. المعطيات التي وصلت وتنشر هنا لأول مرة، تشير إلى ميل واضح في الصعود في عدد أحداث التسلل التي شخصتها قوات الجيش الإسرائيلي على حدود الأردن. يتبين من المعطيات أنه في غضون خمس سنوات طرأت قفزة واسعة في عدد أحداث التسلل: من ثلاثة أحداث شخصها الجيش في العام 2017 – إلى 25 محاولة تسلل في 2021 و 19 حدثاً في النصف الأول من العام 2022.
ينجح الجيش الإسرائيلي في إحباط التسلل في ثلث الحالات المشخصة فقط. وفي كل الأحوال يدور الحديث عن معطيات جزئية فقط، إذ إن معظم الأحداث لا تلحظ، ولا يمسك بالمتسللين على الإطلاق عند اجتيازهم الحدود. هذه الفجوة واضحة من معطيات سلطة السكان والتي بموجبها في العام 2022 أمسكت السلطة بـ 63 أجنبياً تسللوا من حدود الأردن.
مع اتساع الظاهرة بدأ قضاة محكمة المحميات التحذير منها. في قرار في كانون الثاني 2023 كتب القاضي آساف نوعم: “نسخة من هذا القرار سترفع في أقرب وقت ممكن إلى مدير عام سلطة السكان والهجرة، لغرض فحص ملابسات تسلل العديد من الأجانب إلى إسرائيل، مؤخراً، عبر الحدود الأردنية. يدور الحديث عن ظاهرة واسعة النطاق تنال الزخم”.
