ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: اسرائيل تفقد السيطرة على التصعيد

إسرائيل اليوم 1-3-2023، بقلم تامير هايمان: إسرائيل تفقد السيطرة على التصعيد

العمليات الفظيعة التي اختطفت حياة يغيل وهيلل ينيف وايلان جنلس، تبعث على مشاعر الغضب، فالأنذال الذين خرجوا لحملة القتل هذه سيدفعون الثمن، هم ومرسلوهم.

تمس شغاف القلب كلمات أم يغيل وهيلل، التي طلبت بعد لحظة من فقدان اثنين من أبنائها، نقل رسالة بروح وحدة الشعب. قد نتعلم شيئاً من قيم هذه العائلة، من قرارها التبرع بأعضاء عزيزيها لأجل إنقاذ نفوس في إسرائيل.

مشاعر غضب طبيعية ومفهومة، لكن أعمال الثأر لميليشيات مستقلة “لا”؛ لا قانونياً، ولا شرعياً، ولا يهودياً، ولا صهيونياً، ولا إسرائيلياً. إسرائيل دولة قانون، والمستوى الذي يوجه استخدام القوة هو المستوى السياسي، وهو الجهة الوحيدة التي يحق لها استخدام الجيش وجهاز الأمن.

ضرر دولي

ما جرى في حوارة هو شغب لذاته في مركز سكاني غير مشارك، والمسؤولون عن هذه الأفعال لا يستحقون كل شجب فحسب، بل ويجب أن يعتقلوا ويحقق معهم – وفي أقرب وقت ممكن.

فضلاً عن الضرر الدولي الهائل الذي يكمن في هذه الأحداث (الولايات المتحدة تطلب إيضاحات)، وفضلاً عن حقيقة أن ليس بينها وبين قيمنا كمجتمع أي شيء – فإن أولئك الأشخاص يمسون بقدرة الجيش الإسرائيلي على ملاحقة من يجب ملاحقته، المخرب اللعين الذي نفذ القتل وكل من قد يكون ساعده. بدلا من أن تركز قوات الأمن على القبض على القاتل، تنشغل بالتصدي لمواطني إسرائيل، في محاولة للحفاظ على القانون والنظام في وجه هذه المجموعة العنيفة من المتطرفين.

إن التوقع من زعماء الجمهور كلهم هو أن يتكلموا بصوت واحد واضح لا يقبل التأويل والإيضاح. يجب منع وضع تسمح فيه “روح القائد” حتى وإن كان بالغمز بالشرعية لمثل هذا العنف. جدير أن نتعلم من الحدث الذي جرى في حوارة. ويجب استخلاص الدروس أيضاً على المستوى التكتيكي لضخ القوات وفي المستوى السياسي أيضاً، إذ إننا في وضع جديد.

الكلفة مقابل المنفعة

في المستوى الاستراتيجي تفقد إسرائيل السيطرة على دائرة التصعيد. هذه الدائرة المغرضة – التي يؤدي فيها إحباط إسرائيلي إلى موجة ثأر فلسطينية في الضفة ومن غزة، وهلمجرا – لم تنكسر.

حكومة إسرائيل ملزمة بالعمل فوراً لإعادة النظام والاستقرار. نحن دولة سيادية تستخدم القوة حسب القانون ووفقاً للصلاحيات. يجب مواصلة أعمال الإحباط المبادر إليها لأجل المس بالمخربين، واعتقالهم والتشويش على خططهم، وبالتوازي النظر بشكل دقيقة ومهني، واستناداً إلى المعلومات الاستخبارية في المنفعة العملياتية لكل عملية في قلب الأرض الفلسطينية وفي وضح النهار مقابل الضرر الجانبي الذي تخلقه.

لا شك عندي أن رئيس الأركان ورئيس الوزراء اللذين اتخذا القرار بالعملية الأخيرة في نابلس، فهما المعاني وأخذا سيناريوهات الرد بالحسبان أيضاً. لقد كان الهدف على ما يبدو جديراً بما يكفي للخروج إلى هذه العملية في هذه النقطة الزمنية المحددة. لكن هذه المراجعة النقدية يجب أن تتم كل الوقت.

اليوم التالي لأبو مازن

رغم الأحداث التي أنست المؤتمر في العقبة، يبدو أنه مهم للغاية. مقابل ثمن متدن جداً دفعته دولة إسرائيل قبل أكثر من أسبوع (في الأيام ما قبل التصويت الذي ألغي في مجلس الأمن في الأمم المتحدة) حصلنا على بضعة أمور مهمة جداً.

أولاً، التدخل الأردني. هذا التدخل مهم جداً في سياق الحرم والجهود لتهدئة القدس قبيل رمضان.

ثانياً، حوار مباشر يعزز القيادة الفلسطينية المعتدلة التي تحيط بأبو مازن.

هذه خطوة مهمة في ضوء انعدام الاستقرار المتوقع في اليوم التالي لأبو مازن. لعل تعزيزه يسمح بجسر انتقالي للأيام العاصفة التي بانتظارنا مع تبادل الأجيال في السلطة الفلسطينية. وبالنسبة للسلطة، تجدر الإشارة إلى أن تعزيز السلطة يخدم المصلحة الإسرائيلية مقابل بديل انهيار السلطة الفلسطينية والفوضى العنيفة.

ثالثاً، استئناف التنسيق الأمني، وهذه خطوة ستقلل الاحتكاك مع السكان الفلسطينيين، وبذلك تساعد على التمييز بين السكان والإرهاب. عملية قوات الأمن الفلسطينية تزيد الحوكمة، القانون والنظام في مناطق السلطة الفلسطينية تقلل العبء على قواتنا.

وفوق كل شيء، على حكومة إسرائيل فرض ترتيب لأولويات المواضيع العاجلة. عليها أن تعمل على تخفيض التوتر الداخلي في المجتمع الإسرائيلي وعدم تعميق الاستقطاب الآخذ في الاتساع.

إن مناعة المجتمع الإسرائيلي عنصر أساس حرج عندما تتصدى إسرائيل لما ينتظرها في الأشهر القادمة في سياقات الأمن القومي. فالمواضيع العاجلة لا تتجمد في المكان: إيران تواصل تخصيب اليورانيوم، ونحن في الطريق لمواصلة العنف في الساحة الفلسطينية، ويمكننا أن نعمل الكثير من الأمور في توسيع التطبيع. لكن الانشغال الهدام الداخلي في هجمة عديمة الكوابح لإضعاف السلطة القضائية، في ضوء كل النقد، وبلا أي إبطاء يمنعنا من هذا التركيز اللازم.

هذا الموضوع وكذا أيضاً مواضيع استراتيجية أخرى، ستكون في مركز الحوار الذي يجري اليوم في إطار الندوة الدولية السنوية التي يعقدها معهد بحوث الأمن القومي. وزير الدفاع، ووزيرة الاستخبارات، ورئيس هيئة الأمن القومي ومسؤولون كبار في جهاز الأمن، في إسرائيل وفي الخارج، سيشاركون في حوار مفتوح، وكلي أمل في أن يعرض مفاهيم للتصدي للفترة المتفجرة التي نعيشها.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى