ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: إسرائيل بحاجة الى الولايات المتحدة على كل المستويات

إسرائيل اليوم 2023-01-25، بقلم: اللواء احتياط تمير هايمن: إسرائيل بحاجة الى الولايات المتحدة على كل المستويات

للمرة الأولى منذ بدأ معهد بحوث الأمن القومي في نشر جدول التهديدات السنوي تقف منظومة العلاقات الاستراتيجية الخاصة مع الولايات المتحدة كتحدٍ مركزي بل الأهم لإسرائيل.

منظومة العلاقات هذه حرجة في مفهوم الأمن الإسرائيلي. ثمة أصوات معينة تسعى للتشكيك بتعلق إسرائيل بهذه العلاقات مع الولايات المتحدة في ظل طرح اقتراحات لفحص بدائل. قولنا لا لبس فيه: لا بديل عن الولايات المتحدة، لا في المستوى الأمني، ولا في شبكة الأمان الدبلوماسية، ولا على المستوى القيمي.

ولكن التطرف من على جانبي المتراس السياسي في الولايات المتحدة يسحق الساحة السياسية المؤيدة لإسرائيل. ففكر المعسكر التقدمي في الجيل الشاب، الذي يستبعد شرعية إسرائيل والصهيونية، إلى جانب تعاظم اللاسامية والعنصرية، يتحدى مكانة إسرائيل.

فضلا عن ذلك، فإن خطوات إسرائيلية ينظر إليها كمس بالديمقراطية تغير نمط العلاقات مع الفلسطينيين وتتخذ صورة تماثل غير كافٍ مع الولايات المتحدة والغرب في سياق المنافسة مع الصين وروسيا، من شأنها أن تُضاف إلى هذا الضرر.

نقطة خطيرة

بحلول العام 2023 فإن إسرائيل دولة قوية من ناحية قوتها العسكرية ومكانتها الدولية، لكن الكثير من التحديات الأمنية ستحتدم وتتعاظم.

تقف إيران على مسافة خطوة من تحولها إلى دولة حافة نووية – برنامجها النووي يوجد في النقطة الأكثر تقدما وخطورة من أي وقت مضى. كما تواصل إيران التسلح التقليدي المكثف، ووقوفها إلى جانب روسيا في الحرب ضد أوكرانيا يمنحها شبكة أمان معينة في وجه العقوبات الغربية.

وفي الوقت ذاته في الساحة الفلسطينية سيشهد العام 2023 التصدي الإسرائيلي لـ «عاصفة كاملة»، هذه هي الساحة التي يكون فيها خطر التفجر هو الأعلى في الأشهر القريبة القادمة.

ستشتد الصراعات الداخلية في المجتمع الفلسطيني كجزء من استعداد كل الأطراف هناك لليوم التالي لأبو مازن.

إن خطر الاشتعال العنيف نتيجة للاضطراب الداخلي هناك ونتيجة لخطوات إسرائيلية محتملة، قائم ومتعاظم. ونحن نرى مؤشراته على الأرض منذ فترة.

هكذا مثلاً كل أعمال الاعتقال الاعتيادية للجيش الإسرائيلي في جنين وفي نابلس تصبح ساحة معركة.

أما المعركة الفلسطينية على المستوى الدولي فمن المتوقع أن تتسع في ظل محاولة نزع الشرعية عن أعمال إسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها. وفي الساحة الشمالية من الصائب فحص إذا كانت الأهداف الأصلية للمعركة ما بين الحروب لا تزال ذات صلة بالواقع المتغير.

التقدير الذي تقدم به المعهد لرئيس الدولة لا يتجاهل أن الواقع الناشئ يجد تحديه من الاستقطاب الداخلي المحتدم. يهدد هذا الاستقطاب بالمس بالمناعة الاجتماعية، وهي الحرجة للأمن القومي. هذا موضوع سيقض مضاجع جهاز الأمن. الجيش الإسرائيلي هو انعكاس للمجتمع الإسرائيلي، ولهذا فإن العواصف الداخلية لا تتجاوزه. وزير الدفاع ورئيس الأركان سيكونان مطالبين بإبقاء الجيش الإسرائيلي خارج السياسة. ومن غير المتوقع أن يكون هذا بسيطاً.

الصديق الأهم

إن السبيل للتصدي للتهديدات يمر عبر الحلف مع الولايات المتحدة. والمعنى ليس ألا تعمل إسرائيل وحدها عند الحاجة، لكن منظومة العلاقات الخاصة هذه تزيد تأثير قوة إسرائيل عشرات الأضعاف. إسرائيل محطة إلزامية لدول عديدة بحكم كونها الصديق الأكبر للولايات المتحدة.

وحيال الاندفاع الإيراني نحو القنبلة، وحيال إمكانية اشتعال واسع في الساحة الفلسطينية، تحتاج إسرائيل إلى صديقتها الأهم. الآن مثلما في الماضي، بل ربما أكثر مما في الماضي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى