ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: أعلام ترسم لنا طريق الاستيطان في قلب القدس

إسرائيل اليوم 2022-05-28 بقلم: نداف شرغاي

ما بين باب العامود وحائط المبكى، على طول المحور الذي كما يبدو ستمر به مسيرة الأعلام، مرفوعة أعلام إسرائيل منذ سنوات طويلة. لا احد يلوح بها، ولكنها مهمة اكثر من الأعلام التي ستسير بعد غد أو الاقتباس من قصيدة شيلونسكي: “مسيرتهم شريرة – نحن هنا”. يوما بعد يوم سنة بعد أخرى.
عشرات العائلات اليهودية التي تعيش على طول شارع الوادي وتفرعاته – من “بيوت ران”، و”توراة حاييم” مرورا بـ”بيت دانون”، و”بيت فتنبيرغ”، و”بيت هانوف” و”بيت هتسلام” ونقاط استيطان أخرى – هي الأعلام الحقيقية، المغروسة منذ زمن طويل على هذا المسار. أعلام حية. مسيرة للحياة.
في الأيام التي تحول فيها انتزاع أعلام إسرائيل من السيارات ومن على المباني العامة ومن على الأعمدة (وحتى في حي البقعة الواقعة غرب المدينة) إلى رياضة وطنية لعرب القدس، في الواقع هناك أهمية كبيرة لمسيرة الأعلام.
وعندما يدوسون في شرق المدينة على أعلام إسرائيل والمدارس تلغي رحلات إلى القدس، محظور علينا التنازل عن هذا الحدث. بيد أن أهمية مضاعفة أعطيت للاستيطان على طول محور الوادي النواة التاريخية الأكثر أهمية للقدس، والذي يعتبر ملؤها وتعزيزها أمرا واجبا حاليا.
“الوادي” هو واحد من المسارين الراجلين الرئيسيين إلى حائط المبكى والحرم. هذا المسار يستخدمه بالأساس سكان الأحياء الحريدية في القدس.
على هذا الطريق سكن حتى أعمال الشغب في 1929 و1936، مئات عديدة من العائلات اليهودية، جزء منها من العائلات المعروفة في تاريخ الاستيطان المقدسي القديم: اليعيزر بن يهودا باع اللغة العبرية؛ عائلات اثنين من رؤساء إسرائيل – ريفلين ونافون؛ ديفد هوخمان، جد الكاتب حاييم بار، إسرائيل دوف برومكن، مؤسس صحيفة “هحفتسيلت”، وأيضا الحاخام يهودا لايف يعفتس، جد المؤرخ زئيف يعفتس.

صهيونية في أفضل حالاتها
الدولة أخطأت عندما اكتفت بعد حرب الأيام الستة بترميم الحي اليهودي وإسكانه فقط. أيضا في الحي الإسلامي والذي سمي سابقا (الحي المختلط) كان يعيش آلاف اليهود طوال سنين عديدة، ولكن خلافا للحي اليهودي – لم نرجع إلى هناك.
الدولة أبقت هذه المنطقة لجمعيات أيديولوجية مثل “عطيرت كوهانيم”، والتي عملت وتعمل هناك قدر ما تستطيع، ولكن هذا لا يكفي.
في العقد الماضي، نحن نكتشف اليوم في “إسرائيل هذا الأسبوع”، أنه ترك البلدة القديمة حوالي ربع سكانها – أغلبيتهم الساحقة مسلمون من الحي الإسلامي. معنى ذلك هو أنه رغم الصعوبة، بالإمكان أن نشغل باليهود المزيد والمزيد من المناطق في البلدة القديمة خارج الحي اليهودي.
هذا هو قلب صهيون (القدس)، وعودة اليهود إلى هناك ستكون هي الصهيونية في أبهى حالاتها. هذا أيضا سيكون ردا على الإرهاب الذي يحاول المس باليهود على طول هذا الطريق، وأيضا ردا على خطط تقسيم القدس، والذي في الولايات المتحدة تعمل عليها معاهد أبحاث لها علاقة بالحزب الديمقراطي.
تكثيف رسم للاستيطان اليهودي في البلدة القديمة سيبطل ضغوطا سوف تأتي بالتأكيد.
بالأعلام، مثلما كتب هرتسل قبل سنوات عديدة في الواقع “تقود الناس إلى حيث يريدون وحتى إلى الأرض الموعودة”، ولكن في القدس هذه ستضع الوقائع على الأرض. مستقبل القدس القديمة سيحدد بعد أن يشتري اليهود المزيد والمزيد من الساحات والمباني ويستوطنوا بها مثلما أيضا في “مسيرة العديدين من سكان القدس الذين يأتون إلى حائط المبكى الغربي عبر باب العامود و”الوادي” (هجاي)، دون أعلام منذ 55 عاما، كل يوم – فجرا وظهرا ومساء. هذه هي مسيرة الحياة الحقيقية في قلب القدس. الأعلام بعد غد فقط ترسم لنا الاتجاه والطريق.

 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى