ترجمات أجنبية

أوبزيرفر: سايمون شاما يحث يهود المملكة المتحدة على إدانة تحول إسرائيل “المروع” إلى اليمين المتطرف

أوبزيرفر 5-3-2023، بقلم هارييت شيرويد: سايمون شاما يحث يهود المملكة المتحدة على إدانة تحول إسرائيل “المروع” إلى اليمين المتطرف

إن حالة من عدم الارتياح تنتشر بين اليهود البريطانيين والأمريكيين حول ما يرونه تهديدا على الديمقراطية الإسرائيلية، وتزايد العنف ضد الفلسطينيين، وقمع الشرطة للمتظاهرين المعارضين لحكومة بنيامين نتنياهو. ويخطط الإسرائيليون المقيميون في بريطانيا، لتنظيم مظاهرة يوم الأحد المقبل، للتعبير عن معارضهتهم لأفعال أكثر الحكومات تطرفا في تاريخ إسرائيل.

وهناك خطط لاحتجاجات من الإسرائيليين المقيمين في دول أخرى، تضامنا مع التظاهرات الكبرى في تل أبيب والقدس. وكإشارة عن عدم الارتياح من تصريحات المسؤولين المتطرفين في الحكومة الإسرائيلية، أصدر مجلس الممثلين اليهود، المحافظ والمؤيد عادة لإسرائيل، بيانا شجب فيه دعوات وزير في الحكومة الإسرائيلية لـ”محو” بلدة فلسطينية ردا على مقتل مستوطنيْن.

المؤرخ ومقدم البرامج التلفزيونية اليهودي البريطاني سايمون شاما، قال إن على اليهود في بريطانيا الحديث علنا حول “التفكك الكامل للميثاق الاجتماعي والسياسي” لإسرائيل. وجاء في بيان الممثلين اليهود: “نشجب وبشدة دعوات بتسلئيل سموتريتش لمحو قرية فلسطينية هاجمها قبل أيام مستوطنون إسرائيليون”.

ويعكس بيان المجلس القلق العميق من كل الطيف السياسي داخل البريطانيين اليهود من “المتطرفين الخطيرين” في الحكومة الإسرائيلية، حسبما قال مصدر مطّلع على آراء اليهود البريطانيين. ونقلت الصحيفة عن شاما قوله إن إسرائيل تواجه خطر التحول إلى دولة “قومية دينية” بعد ضم الجماعات الدينية المتطرفة، وأحزاب اليمين المفرطة في تطرفها إلى تحالف نتنياهو. ويعبّر كل من سموتريتش وإيتمار بن غفير، عن المواقف المتطرفة والداعية لضم الضفة الغربية. وبدأت الحكومة الإسرائيلية عمليات تقويض القضاء، وزيادة الاستيطان في الضفة الغربية.

وفشل الجيش الإسرائيلي في احتواء عنف المستوطنين المتزايد، وفي الأسبوع الماضي أطلقت الشرطة الرصاص وخراطيم المياه على تظاهرة سلمية في تل أبيب. وقال شاما إن “هذا مثير لقلق كل يهود العالم، فهو مرعب للغاية”. وأشار إلى أن إعلان استقلال اسرائيل عام 1948 كان وثيقة نبيلة وعدت فيها بالحقوق المدنية لكل الأديان والأعراق، وقد انهارت الآن، مضيفا أن على اليهود الحديث بصوت عال اليوم. والقيام بذلك “ليس خيانة لإسرائيل، بل هو دعم عاطفي للعدد الكبير من الناس في إسرائيل الذين يشعرون بالفزع، وعلينا ألا نجبن بالحديث عن هذا”.

وقالت مارغريت هودج، النائبة العمالية، ورئيس مجموعة حركة اليهود العمالية، إن الهجوم على الديمقراطية في إسرائيل، ومهاجمة الحقوق الفلسطينية بشراسة، تخلق “لحظة خطيرة” لإسرائيل. وطالما كانت هودج “صديقة ناقدة” لإسرائيل، وأضافت أن عليها وبقية اليهود البريطانيين، أن يكونوا “أكثر وضوحا، ويجب أن يكون صوت يهود الشتات أقوى، وعلينا ممارسة أي ضغط يمكن أن يحد من إفراط الحكومة الإسرائيلية”.

وقال أنطوني جوليوس، أحد المحامين اليهود البريطانيين البارزين، إن الحكومة الإسرائيلية ضمت “أسوأ الملامح في الشعبوية المعادية للديمقراطية الليبرالية والتي تعمل في أوروبا وأمريكا وأضافت عليها موقفا مناقضا لليهودية”. وفي صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، قال جوليوس الشهر الماضي، إن الإصلاحات الواسعة التي تعطي الحكومة سيطرة شاملة على تعيين القضاة، وتعطي البرلمان فرصة لرفض قرارات المحكمة العليا، هي قرارات “مدمرة”.

وبحسب الحاخام جوناثان رومين، فإن “غالبية” المصلين في كنيسه بميدينهد، بيركشاير “قلقون جدا” حول ما يجري في إسرائيل. وقال رومين: “الفصيل المتطرف في الحكومة معاد للمثليين ومعاد للمرأة ومعاد للحريات المدنية ومعاد للتعددية وعدواني ضد الفلسطينيين”. وقال إن المزاج يتغير داخل اليهود البريطانيين من مؤيدين إلى أصدقاء ناقدين ويعبرون عن نقدهم في العلن.

وقال إن المصلين في كنيسه يشعرون بالقلق على توجه إسرائيل أكثر من أي وقت مضى. وقال منظم تظاهرات الأسبوع المقبل روفين زيغلر، أستاذ القانون بجامعة ريدنغ إنها مفتوحه لليهود البريطانيين والإسرائيليين في الخارج الداعين للديمقراطية وإسرائيل، وستنظم تحت شعار “الدفاع عن إسرائيل”. وقال إن التظاهرات هي فعل وطني لأنها محاولة لحماية إسرائيل ومنعها من ارتكاب أخطاء قد تغير طابعها، و”هي ليست معادية لإسرائيل”.

وأضاف: “منذ تشكيل هذه الحكومة، منحتهم كل الأسباب التي ساعدت على تنفيرهم” منها. وقالت حنا وايزفيلد، مديرة منظمة “يشاد” الداعية لحل النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني: “في الماضي عندما كانوا يواجهون بتعبيرات معاداة السامية، كانوا يدافعون عن إسرائيل، حقا أم باطلا، وهذا الشعور يضعف، لكن اللوم في النهاية يقع وبشكل كامل على الحكومة الإسرائيلية”. مضيفة: “هناك عدم ارتياح داخل المجتمع من بن غفير وسموتريتش وكان الهجوم على حوارة بمثابة تغيير للعبة”.

إن الناس بدأوا يكتشفون بوجود الرابطة بين تقويض الديمقراطية وعربدة المستوطنين في الضفة الغربية. وأضافت أن المنتمين للصهيونية القديمة ولديهم عائلات في إسرائيل يشعرون بالألم، ويتوقعون وصول الديكتاتورية: “لم نصل لمرحلة الانهيار بعد، ولكن سنصل”.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى