ترجمات أجنبية

أوباما ونتنياهو أمرا بالإعداد للقاء حول تقدير استخباراتي مشترك جديد للبرنامج النووي الإيراني

 ترجمة: مركز الناطور للدراسات واللابحاث 29/02/2012.

المصادر الاستخباراتية والعسكرية الإسرائيلية يوم الثلاثاء 28/2/2012.

المعركة الثنائية العلنية المحتدمة بين إدارة باراك أوباما وحكومة بنيامين نتنياهو حول موضوع الهجوم الإسرائيلي استمرت يوم الثلاثاء 28 فبراير عندما نشرت محررة شؤون الاستخبارات كيمبرلي دوزير في وكالة الأنباء الأسوشيايتد برس إصرار القدس على عدم إبلاغ واشنطن مسبقا بموعد الهجوم على إيران حتى لا تلقى المسؤولية على عاتقها بيد أن مصادرنا الاستخباراتية والعسكرية تشير إلى أن الولايات المتحدة لا تحتاج في الحقيقة إلى مثل هذا البلاغ الإسرائيلي نظرا لأن لديها إمكانية أن تكتشف بنفسها وفي الميدان داخل إسرائيل علامات عسكرية ومدنية معا للهجوم الوشيك.

الولايات المتحدة وهي دولة استخباراتية كبرى لديها قدرات كبيرة ومتطورة لتحليل المؤشرات التي تراها في الميدان في إسرائيل وأن تستخلص منها هل الأمر يتعلق بتحضيرات حقيقية للهجوم الإسرائيلي أو أن الأمر يتعلق بعمليات تضليل إسرائيلية.

مثال على ذلك حدث يوم 19 فبراير عندما أعلن جيش الدفاع فجأة أنه نصب بطارية صواريخ اعتراض القبة الفولاذية في منطقة دان.

الأمريكان طلبوا في نفس اليوم توضيحات حول هذا البيان.

وحتى لا يبدو أن جيش الدفاع الإسرائيلي والمنظومة الأمنية يخضعان لضغط أمريكي انقضت أربعة أيام وفي يوم الأربعاء 22 فبراير أعلن جيش الدفاع الإسرائيلي عن إلغاء نصب البطارية وأنه سينصب ثلاث بطاريات لمنظومات الاعتراض في مدينة بئر السبع وعسقلان وأسدود أي أن البطاريات ستنصب في مواجهة الصواريخ في قطاع غزة وليس أمام الصواريخ الإيرانية.

مصادر استخباراتية أمريكية وإسرائيلية صرحت بأن هناك علامات كثيرة وليس في المجال العسكري بالذات وإنما وبدرجة أساسية في المجال المدني أي الجبهة الداخلية تستطيع الولايات المتحدة من خلالها أن تعلم فيما كانت الاستعدادات للهجوم في إسرائيل تتعزز أم لا.

إعداد احتياطيات كبيرة غير مسبوقة للأدوية والوقود والمواد الغذائية في إسرائيل أو تعليمات إلى المجالس المحلية لإعداد الملاجئ العامة للافتتاح.

حتى تاريخ معين هذه مؤشرات ناجعة للغاية على اعتزام إسرائيل شن هجوم.

مصادر استخباراتية غريية قالت أنه في كل مرة تشخص فيها الولايات المتحدة وترصد مثل هذه التحركات في إسرائيل هي تلجأ إلى إحدى وسيلتين أو كلاهما معا واشنطن تطلب من القدس توضيحات بالنسبة لما يحدث .

واشنطن ترسل موفدين على مستوى عالي إلى القدس من أجل الاجتماع مع القيادة السياسية والعسكرية والاستخباراتية الإسرائيلية في محاولة لاستجلاء فيما إذا كانت تنوي شن هجوم وما إذا كانت هذه النوايا جادة وهذا ما تدل عليه المؤشرات في الميدان.

علامة على صعود حاد في مستوى بارومتر القلق الأمريكي من هجوم إسرائيلي وشيك على إيران هو بشكل عام ارتفاع مستوى الإلحاحية في وصول كبار مسؤولين أمريكيين إلى إسرائيل.

في الأسبوع الماضي بين يوم السبت 18 فبراير والسبت 25 فبراير زار إسرائيل مستشار الأمن القومي الأمريكي توم دونيلون ومدير أجهزة الاستخبارات القومية جيمس كلابر،  يوم الأحد 26 فبراير توجه وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك إلى الولايات المتحدة سيصل نتنياهو إلى هناك يوم 5 مارس لقاء الرئيس أوباما .

مصادرنا تشير إلى أنه خلال هذه الاجتماعات واللقاءات جرت التحضيرات للقاء أوباما نتنياهو وتقرر أن تقوم واشنطن والقدس بخطوة مشتركة وهي إعادة تقييم جميع المعلومات الاستخباراتية الموجودة بحوزتهما حول البرنامج النووي الإيراني.

نتائج هذا التقييم الاستخباراتي المتجدد ستتصدر لقاء الزعيمين.

وفي ظل مثل هذه الكثافة من اللقاءات وتبادل المعلومات يصعب جدا الاعتقاد أن النوايا والتقييمات العسكرية والاستخباراتية والجداول الزمنية لعملية من جانب كل واحد من الطرفين غير واضحة لهما.

حقيقة أن الأمريكان والإسرائيليين معا يستخدمون في الآونة الأخيرة تصريحاتهما العلنية وكذلك استخدام المواد المتقادمة وكذلك مواد غير معقولة تشير إلى أن الطرفين استنفذا العتاد الدعائي الذي يستخدمانه.

ما نشر في الولايات المتحدة يوم 28 فبراير بأن رجال استخبارات وقوات خاصة أمريكية عرضت في الآونة الأخيرة استخدام قواعد أمريكية في الشرق الأوسط من أجل توجيه ضربة عسكرية ضد إيران من هناك حتى يكون لدى واشنطن في نهاية الأمر معلومات حول متى سينطلق الهجوم الإسرائيلي في مساره  هو دليل على ذلك.

الاحتمال بأن قوات خاصة عناصر استخباراتية أمريكية تعمل من داخل قواعد إسرائيلية وعلى العكس ليس بالتطور الجديد وهو مستمر منذ سنوات بعيدة فكرة أن تضع واشنطن تحت تصرف القوات الخاصة والاستخبارات الخاصة قواعد من أجل شن الهجوم على إيران من أجل أن تتبين من خلال ذلك متى ستنطلق العملية الهجومية العسكرية ضد إيران يبدو أنه لا أساس له، إذا كانت إدارة أوباما لا تريد أن تهاجم إسرائيل البرنامج النووي الإيراني لماذا تضع قواتها تحت تصرف إسرائيل من أجل شن الهجوم؟

وإذا كانت إسرائيل تريد الإحجام عن إلقاء مسؤولية الهجوم على إيران على عاتق واشنطن فلماذا تستخدم القواعد الأمريكية؟

المشكلة الرئيسية هي أن الإجراءات الأمريكية و الإسرائيلية التي وصفها وزير الدفاع الإيراني الجنرال أحمد وحيدي هذا الأسبوع بأنها “ألعاب حرب” وبأن طهران ترى فيها خداع أمريكي إسرائيلي مقصود وهذا هو السبب لما تعلنه كل عدة أيام عن مناورات عسكرية جديدة، وكلما تزايدت زيارات القيادات الأمريكية إلى إسرائيل وعلى العكس تتزايد وتيرة المناورات الإيرانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى