أقلام وأراء

أشرف صالح يكتب تعريف معاداة السامية

اشرف صالح ٢٢-٧-٢٠٢١م

بالتزامن مع إنهيار البيت الداخلي الفلسطيني وحالة التشتت والإنقسام , يظهر تعاطف دولي كبير مع القضية الفلسطينية , وتظهر أصوات وحركات مناهضة لسلوك اليهود في بلاد فلسطين وفي العالم , وحتى في الولايات المتحدة الأمريكية بدأ تعاطف ملحوظ مع القضية الفلسطينية فعلياً , وخاصة من قلب البرلمان سواء كانوا جمهوريون أو ديمقراطيون , ووصولاً الى شركة “بن آند جيري” الأمريكية للمثلجات , حيث قاطعت تصدير منتجاتها للمستوطنات الإسرائيلية المقامة على أراضي فلسطينية , حيث إعتبرتها هذه الشركة الأمريكية أنها مستوطنات غير شرعية , وكالعادة ردت إسرائيل على هذه المقاطعة بالمصطلح الأكثر شهرة حول العالم وعبر وسائل الإعلام , وهو مصطلح “معاداة السامية” وإتهمت إسرائيل هذه الشركة الخاصة بأنها معادية للسامية .

هذا المقال يهدف لتعريف مصطلح “معاداة السامية” الذي يستخدمونه اليهود كسلاح ضد كل من يعارض سياسة إسرائيل أو ينتقدها , وهذا التعريف بالطبع يأتي من زاوية “العرق” الجنس والأصل , لأن اليهود يقصدون هذه الزاوية بالتحديد , فهم يتهمون كل من هو ليس “سامي” فهو معادي لليهود ولدولة إسرائيل , ولكن الغريب في الأمر أن هذا الإتهام يطال “الساميون” أنفسهم , وهذا ما نود توضيحه في هذا المقال.

أولاً : ما هي السامية , السامية تعني الإنتساب العرقي لسام إبن نوح عليه السلام , حيث أن سيدنا نوح عليه السلام له ثلاث أبناء ممن نجو من الفيضان , وهم “سام , حام , يافث” وكل واحد من هؤلاء له ذرية ونسل لا زالوا يعيشون على هذه الأرض , بمعنى أن البشر كلهم الآن من نسل الثلاث أبناء لسيدنا نوح , وتم تقسيم هذه النسل بحسب المؤرخين وعلماء البشر الى ثلاث أقسام , وهم , الحاميون نسل حام إبن نوح , أصحاب البشرة السوداء شعوب أفريقيا , أما اليافثيون نسل يافث إبن نوح , أصحاب البشرة البيضاء والصفراء الأوروبيون وبلاد فارس , أما الساميون نسل سام إبن نوح , أصحاب البشرة المتوسطة بين اللون الأبيض والأصفر , العرب واليهود , وهذا التقسيم بالطبع يعني ويؤكد أننا كعرب وكفلسطينيين من نسل سام إبن نوح عليه السلام , فكون اليهود يشيرون إلينا كعرب بأننا معادين للسامية , فهذا خطأ تاريخي لا يمكن السكوت عليه .

كما أن إسرائيل دولة “ثيوقراطية” دينية , فهي أيضاً دولة عنصرية تشكك بالنسب والعرق , وكما أنها إستغلت “شعب الله المختار في القرآن الكريم” وإقتطعته من سياقه وبنت عليه سياسات حول العالم , فهي أيضاً إستغلت إضطهاد المانيا ونازية هتلر والمحرقة كي تنشر مصطلح معاداة السامية دون تمييز بين الساميون أنفسهم وبين الشعوب الأخرى , ولو قلنا أن من المنطق أن إسرائيل كدولة تشعر أنها منبوذة ومضطهدة كونها أقلية عرقية ودينية حول العالم , وتتهم كل من ليس سامي بالمعاداة السامية , فكيف تتهم الساميون أنفسهم “العرب” بمعاداة السامية , أليس هذا غريباً يا إسرائيل !! .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى