أسعد عبود: طوق الضغوط يشتد هل ينجو ترامب ؟

أسعد عبود 25-12-2022: طوق الضغوط يشتد هل ينجو ترامب؟
يعتبر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أنه ضحية “عملية مطاردة” لا سابق لها، لمنعه من الوصول إلى البيت الأبيض مرة ثانية في انتخابات 2024. وزاد من هواجس الملياردير الجمهوري، التقرير النهائي للجنة التحقيق التي شكلها مجلس النواب في إقتحام مبنى الكابيتول هيل في 6 كانون الثاني (يناير) من العام الماضي.
التقرير الذي أوصى بمنع ترامب من الترشح لأي منصب عام، شكل ضربة معنوية لقطب العقارات أكثر منها إجراءً ملموساً لمنعه فعلاً من الترشح الذي كان أعلن عنه رسمياً الشهر الماضي. ذلك، أن اللجنة لا تملك صلاحية التقرير في النتائج التي توصلت إليها، وإنما فقط رفع توصيات في هذا الشأن. وتعود إلى وزير العدل صلاحية ما إذا كان يجب توجيه الإتهام إلى ترامب تمهيداً لإجراء تحقيق جنائي. وهذه مسألة ليست بهذه البساطة.
تقرير اللجنة النيابية لن يكون على الأرجح موضع بحث داخل مجلس النواب بعد مطلع العام المقبل عندما تنتقل الغالبية في المجلس إلى الجمهوريين، الذين عارضوا بمعظمهم تشكيل اللجنة أصلاً أو توجيه الاتهام إلى ترامب وإعتباره مسؤولاً عن اقتحام متظاهرين مؤيدين له مبنى الكونغرس يومذاك، بهدف منع المشرعين من المصادقة على نتائج الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها جو بايدن. ولا يزال ترامب إلى اليوم يعتبر أن الانتخابات “سرقت” منه، من دون أن يقدم دليلاً يُثبت ذلك.
وأتى تقرير لجنة التحقيق النيابية بعدما كانت محكمة أميركية في مدينة نيويورك أدانت في 7 كانون الأول (ديسمبر) الجاري مؤسسة ترامب، وأسرته، التي تختص في مجال العقارات، بارتكاب جرائم ضريبية.
ورد ترامب بوصفه القضية بأنها تدخل في باب الاستهداف السياسي وأقرب إلى حملات تصيّد المعارضين المعروفة اصطلاحاً بـ”صيد الساحرات” في إشارة إلى التقليد الذي ظهر في العصور الوسطى.
ولا تنتهي متاعب ترامب عند هذا الحد. إذ أن نتائج الانتخابات النصفية التي أجريت في 8 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، لم تكن إلى حد كبير مواتية له، بعدما حافظ الديموقراطيون على غالبيتهم في مجلس الشيوخ، بينما تغلب الجمهوريون بفارق ضئيل على الديموقراطيين في مجلس النواب. والضربة الأكبر التي تلقاها ترامب، كانت فوز حاكم ولاية فلوريدا الجمهوري رون دي سانتوس بولاية ثانية، على رغم المعارضة التي لقيها من ترامب. كان ترامب يأمل في أن تعيده “موجة حمراء” كاسحة إلى البيت الأبيض.
دي سانتوس هذا يلقى تأييداً معتبراً من أوساط لا بأس بها في الحزب الجمهوري، وينظر إليه البعض كمنافس قوي لترامب في الانتخابات التمهيدية داخل الحزب الجمهوري. وقناة “فوكس نيوز” المحسوبة على الجمهوريين، أشارت إلى دي سانتوس بعد فوزه الأخير، على أنه “الزعيم الجديد للجمهوريين”. وقادة كبار في الحزب الجمهوري يحضّون الرجل على إعلان عزمه على الترشح منذ الآن.
لكن ترامب الذي يعي حجم الخطر الجدي الذي يشكله عليه دي سانتوس، سارع إلى إعلان ترشحه للرئاسة بعد أسبوع من الانتخابات النصفية. وبذلك، أراد قطع الطريق أمام أي منافسة قوية لزعامته على رأس الحزب الجمهوري. ويبدو ترامب مستعداً حتى للانفصال عن الحزب والترشح بصفة مستقلة في حال رأى أن زعامته مهددة.
عموماً، يبدأ المرشحون المحتملون للرئاسة باستكشاف الفرص المتاحة أمامهم اعتباراً من العام المقبل. وكلما وجد ترامب أن حظوظه آخذة بالتراجع فإنه سيمارس سياسة الهروب إلى الأمام، من طريق مهاجمة خصومه المحتملين داخل الحزب الجمهوري وفي مقدمهم دي سانتوس، أو من طريق تصوير نفسه على أنه ضحية إضطهاد سياسي، من قبل الديموقراطيين.
وعلى رغم ذلك، لا أحد يمكنه التكهن بما ستؤول إليه المواجهة بين ترامب وخصومه في معركة رئاسية بدأت أبكر من المعتاد أو يمكن القول إنها معركة ممتدة من عام 2020.