اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 16– 2 – 2018
يديعوت احرونوت :
– مندلبليت: هذا ليس سهلا، ليس لطيفا ولا حلوا، ولكن لن تكون لي مشكلة في أن ارفع لائحة اتهام ضد رئيس الوزراء.
-كحلون ضد “يوجد مستقبل”: “هناك من يتحدث، وهناك من يعمل”.
– شهادات من التلاميذ الاسرائيليين من المذبحة في الولايات المتحدة: “استلقينا بهدوء كي لا يجدونا”.
– العنوان كان على اللوح.
– الشقق تكلف أقل.
– التوثيق الذي تقشعر له الابدان للجنود قبل حادثة الطرق الفتاكة في طريق 6.
– القضاة يقررون أربعة مؤبدات والمخرب يواصل الابتسام.
معاريف/الاسبوع :
– استطلاع معاريف – معظم الجمهور: قضايا نتنياهو تمس بقدرته على القيادة.
– مندلبليت: “التحقيقات جرت حسب الكتاب، أُشخص محاولة شقاق بين النيابة العامة والشرطة”.
– الائتلاف ينجو، نتنيانو يصاب.
– كاتس يقول لنتنياهو: “عندي ثقة كاملة بك”.
– أربعة مؤبدات لقاتل ابناء عائلة سولمون.
– الجريمة في الولايات المتحدة: “عمل شرير كامل”.
– حالتا “موت في المهد” وقعتا امس في غضون ساعات.
– بولين تدعو مواطنيها في الخارج الى الوشاية على المشهرين بنا.
هآرتس :
– قرار يعين الالاف: الفرار من الجيش الامريكي يمكن ان يبرر مكانة لاجيء.
– الجنود يحرضون كلبا على مبروك جرار ويعتقلونه وهو ينزف. وبعدها ببساطة يحرر.
– فحص “هآرتس” يظهر ثقوبا في ادعاء واحد على الاقل للشرطة بوثيقة التوصيات في ملف نتنياهو.
– كحلون يقر عقوبات على نشطاء مقاطعة اسرائيليين.
– التلميذ الذي قتل 17 شخصيا في مدرسة في فلوريدا كان نشيطا في منظمة نازية جديدة.
اسرائيل اليوم :
– المستشار القانوني: “الادلة وحدها ستتحدث”.
– “ابي” يطلقون النار، يوجد هنا موتى.
– قاتل عائلة سولمون يحكم لاربعة مؤبدات.
– رئيس الوزراء يقلع الى ميونخ: سأوضح دور ايران في الحدث في الشمال.
– لاول مرة: قانون المقاطعة يفعل ضد “امنستي”.
– متسلل من ارتيريا فر من الجيش ليعترف به كلاجيء.
والا العبري :
- الجيش الإسرائيلي واعتقل الليلة 16 “مطلوبا” فلسطينيا من الضفة الغربية.
- تقارير جديدة: سلاح الجو يؤكد أن سقوط طائرة ال f16 كان بسبب خلل وليس بسبب الصاروخ السوري.
- سمح بالنشر: صواريخ سورية مرت من فوق مناطق إسرائيلية وسقطت بالبحر اِلمتوسط.
- الجيش الإسرائيلي واعتقل الليلة 16 “مطلوبا” فلسطينيا من الضفة الغربية.
- تقارير جديدة: سلاح الجو يؤكد أن سقوط طائرة ال f16 كان بسبب خلل وليس بسبب الصاروخ السوري.
- سمح بالنشر: صواريخ سورية مرت من فوق مناطق إسرائيلية وسقطت بالبحر اِلمتوسط.
القناة 14 العبرية :
- سمح بالنشر: صواريخ سورية أطلقت على طائرات الجيش الإسرائيلي مرت فوق منطقة “غوش دان” وحيفا وسقطت في البحر بدون تفعيل صفارات الإنذار.
- سلاح الجو الإسرائيلي: سقوط الطائرة الإسرائيلية كان بسبب خلل وليس بسبب الصاروخ السوري.
- حالة الطقس: ارتفاع طفيف على درجات الحرارة اليوم، واحتمالات تساقط الأمطار غدا السبت.
- سمح بالنشر: صواريخ سورية أطلقت على طائرات الجيش الإسرائيلي مرت فوق منطقة “غوش دان” وحيفا وسقطت في البحر بدون تفعيل صفارات الإنذار.
- سلاح الجو الإسرائيلي: سقوط الطائرة الإسرائيلية كان بسبب خلل وليس بسبب الصاروخ السوري.
- حالة الطقس: ارتفاع طفيف على درجات الحرارة اليوم، واحتمالات تساقط الأمطار غدا السبت.
القناة 2 العبرية :
- ليبرمان يشكل طاقما لبلورة قانون جديد يفرض التجنيد الإجباري على المتدينين الحريديم.
- نتنياهو يشارك اليوم في المؤتمر الأمني الدولي المنعقد في ميونخ بألمانيا.
- المستشار القانوني للحكومة: في حال إثبات الاهتمامات ضد نتنياهو، سيتم تقديم لائحة اتهام ضده وتوقيفه.
- ليبرمان يشكل طاقما لبلورة قانون جديد يفرض التجنيد الإجباري على المتدينين الحريديم.
- نتنياهو يشارك اليوم في المؤتمر الأمني الدولي المنعقد في ميونخ بألمانيا.
- المستشار القانوني للحكومة: في حال إثبات الاهتمامات ضد نتنياهو، سيتم تقديم لائحة اتهام ضده وتوقيفه.
القناة 7 العبرية :
- الشرطة الإسرائيلية عثرت الليلة على أسلحة في حي بيت حنينا بالقدس.
- كافة استطلاعات الرأي الجديدة تؤكد أن حزب الليكود هو الحزب الأقوى في “إسرائيل”.
- سفيرة أمريكا بالأمم المتحدة نيكي هيلي: حان الوقت لأن يعمل مجلس الأمن ضد إيران.
- الشرطة الإسرائيلية عثرت الليلة على أسلحة في حي بيت حنينا بالقدس.
- كافة استطلاعات الرأي الجديدة تؤكد أن حزب الليكود هو الحزب الأقوى في “إسرائيل”.
- سفيرة أمريكا بالأمم المتحدة نيكي هيلي: حان الوقت لأن يعمل مجلس الأمن ضد إيران.
اهم المقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 16– 2 – 2018
هآرتس / الكونفيدرالية ليست الحل
هآرتس – بقلم شلومو افنري – 16/2/2018
لا يوجد شيء مثل هذا في العالم. الطريق المسدود للعملية السلمية بيننا وبين الفلسطينيين يؤدي من حين الى آخر الى طرح افكار خلاقة في محاولة لاحداث اختراق. هذه الافكار تكون احيانا ابداعية، لكنها تكون في احيان اخرى بلا جدوى وحتى خيالية. احد هذه الافكار التي طرحت مؤخرا هي من الجانب اليساري والجانب اليميني للنظام السياسي، وهو حل النزاع من خلال اقامة كونفيدرالية اسرائيلية فلسطينية. في اليسار هناك من يرون في ذلك حل سحري، يتغلب على العقبات أمام حل الدولتين، في حين أنهم في اليمين يأملون أن يحلوا بواسطته الحاجة الى اخلاء المستوطنات. احيانا هذه الفكرة مغلفة بمفاهيم تسحر القلب، مثل “دولتان ووطن واحد”. احيانا يبدو أن من يطرح افكار كهذه لا يعرف حقا ما هي الكونفيدرالية وبماذا تختلف عن الفيدرالية: هذه ليست ضعف في قواعد اللغة شكلية، بل هي فروق جوهرية.
الولايات المتحدة والمانيا هي دول فيدرالية: الفيدرالية هي دولة موحدة مع ادارة مركزية وقانون واحد وجيش واحد، تتصرف كوحدة واحدة في علاقاتها الخارجية. وهذا يتمثل بأنه يوجد لها ممثلية دبلوماسية واحدة في الدول الاخرى وممثلية واحدة في الامم المتحدة وفي المؤسسات الدولية الاخرى. في مفاهيم علم الدولة والعلاقات الدولية، في الفيدرالية السيادة هي واحدة ومحفوظة للسلطة المركزية، وليس للوحدات التي تكونها.
الكونفيدرالية هي شيء مختلف تماما: لا يوجد لها جهاز قضائي أو ادارة مشتركة، ليس لها بالضرورة حيش مشترك، وكل مكون من مكوناتها يحتفظ بتمثيل مستقل في الخارج. واذا كانت لها مؤسسات مشتركة مثل البرلمان، فان صلاحياتها تكون محدودة وضعيفة، على كل واحدة من الوحدات التي تكون الكونفيدرالية تسيطر حكومة محلية، ليس للسلطة المركزية افضلية تشريعية أو ادارية على السلطات المحلية. بكلمات اخرى، السيادة، سواء تجاه الداخل أو الخارج، تبقى في أيدي الوحدات التي تكون الكونفيدرالية.
ضمن هذه المعطيات ليس مفاجئا أنه لا يوجد اليوم وجود لأي كونفيدرالية. سويسرا تسمى احيانا كونفيدرالية لاسباب تتعلق بتاريخها في أواخر العصور الوسطى، لكنها فيدرالية تماما. يوجد للكانتونات المختلفة التي تشكلها حقا درجة غير بسيطة من الاستقلال الذاتي في الشؤون الداخلية، لكن يوجد لها حكومة مركزية واحدة وجيش واحد. سويسرا هي وحدة سيادية واحدة تجاه الداخل والخارج (لزيوريخ أو جنيف لا يوجد جيش ولا توجد سفارات) اثناء عملية تفكك الاتحاد السوفييتي ويوغسلافيا في التسعينيات في القرن الماضي كانت محاولات لاستبدال الهيكل الفيدرالي الذي كان قائما في هاتين الدولتين بالكونفيدرالية. كل هذه المحاولات فشلت لأن الجميع فهموا أنه بذلك لا يحلون أي شيء، وفي نهاية المطاف تفكك الاتحاد السوفييتي الى 15 دولة سيادية، ويوغسلافيا تفككت الى 6 – 7 دول (هذا يتعلق اذا كنا نعد كوسوفو). في قبرص يحاولون منذ أكثر من سبعين سنة بلورة، بلا نجاح، حل من نوع الكونفيدرالية، لكن الواقع هو دولتين فعليا، حيث المنطقة الكردية معترف بها كدولة فقط من قبل أنقرة وفعليا يوجد فيها احتلال تركي.
كل ذلك من شأنه أن يوضح لماذا محاولة الكونفيدرالية في واقعنا هي محاولة عديمة الجدوى تماما. فيما يلي سنفحص مواضيع الواحد تلو الآخر.
أولا، انشاء كونفيدرالية يحتاج الى ترسيم حدود جغرافية بين الوحدتين، اسرائيل وفلسطين. من يعتقد أن الحل الكونفيدرالي سيمكن من تسوية الخلاف بخصوص السيطرة على يهودا والسامرة وقطاع غزة – لا سيما القدس – ببساطة هو لا يعيش في الواقع. ليس بالامكان تخيل وضع يوافق فيه الفلسطينيون على أن المستوطنات وشرقي القدس ستكون جزء من المكون الاسرائيلي للكونفيدرالية، أي أن تكون خاضعة للقانون الاسرائيلي وسيطرة الجيش الاسرائيلي. في المقابل، من الواضح أن حكومة اسرائيلية لن تنقل الى سيطرة الفلسطينيين مئات آلاف المواطنين الاسرائيليين الذين يعيشون في مناطق الضفة أو في شرقي القدس. ولن توافق على خدمتهم في الجيش الفلسطيني وفي الجيش الاسرائيلي ايضا. خيالي تماما التفكير بأنه في اطار كونفيدرالي سيوافق الفلسطينيون على أن يبقى الحرم تحت السيادة الاسرائيلية أو أن اسرائيل ستوافق على نقله لسيادة الفلسطينيين. من يؤيد الكونفيدرالية لا يمكنه التملص من القول أين ستمر الحدود بين الوحدتين لأنه في الكونفيدرالية السيادة – أي السيطرة – تبقى في ايدي الوحدات المكونة لها، لذلك لا يمكن التهرب من ترسيم الحدود.
ثانيا، الكونفيدرالية تعني أن فلسطين، تماما مثل اسرائيل، ستكون عضو كامل العضوية في الامم المتحدة وفي كل المؤسسات الدولية، وكما هو مفهوم سيكون لها سفارات في ارجاء العالم، هل هذا ما يريده اليمين الذي يؤيد الكونفيدرالية.
ثالثا، هل في اطار الكونفيدرالية كل فلسطيني يعيش في الكيان الفلسطيني يمكنه الحركة بحرية في كل المناطق الاسرائيلية والعيش فيها ايضا، مثلا في تل ابيب. وكل اسرائيلي يمكنه العيش في كل اراضي فلسطين، مثلا في نابلس؟ اذا أضيف الى ذلك قانون العودة الاسرائيلي، الذي سيسري بالطبع في الجزء الاسرائيلي، وقانون العودة الفلسطيني الذي يفترض أن يسري في الجزء الفلسطيني، فان من الواضح أن حركة حرة بين وحدتي الكونفيدرالية يمكنها أن تخلق تحديات غير بسيطة، سواء في الجانب الاسرائيلي أو في الجانب الفلسطيني. من الواضح أن “اراضي دولة في الجزء الفلسطيني ستكون تحت سيطرة المكون الفلسطيني للكونفيدرالية.
رابعا، في اطار كونفيدرالي، لكل واحد من مكونات الكونفيدرالية سيكون جيش خاص به. هل هذا ستكون اسرائيل مستعدة له؟ ليس بالامكان أن يكون لأحد مكونات الكونفيدرالية جيش في حين لا يكون للمكون الثاني جيش، أو أن تكون اراضيه منزوعة السلاح.
خامسا، يصعب توقع استقرار اقتصادي في الكونفيدرالية ازاء الفجوات الكبيرة القائمة الآن بين مكوناتها في مستوى المعيشة، الانتاج الاقتصادي والنمو الاقتصادي. وبدل ذلك فان الفصل بين الاقتصادين، في وضع لا يكون فيه حرية لكل شخص بالعمل أينما يريد – سيفرغ الهيكل الكونفيدرالية من كل مضمون حقيقي.
سادسا، من الواضح أن المكون الفلسطيني لن يكون كيان ديمقراطي، بل ائتلاف لتنظيمات مسلحة (فتح، حماس). كيف يمكن أن تكون هناك مؤسسات مشتركة، وحتى ضعيفة (مثل برلمان مشترك)، حيث أن أحد مكونات الكونفيدرالية سيكون دولة ديمقراطية لديها انتخابات متعددة الاحزاب، والثاني سيكون شيء ما يشبه في احسن الحالات مصر وفي أسوأ الحالات سوريا؟.
إن سبب فشل كل محاولات اقامة الكونفيدراليات في العالم حتى الآن بسيط: الكونفيدرالية هي مأسسة حرب اهلية مستمرة، وهي فقط تزيد المشكلات ولا تحلها. يجب علينا أن نقول الحقيقة: هؤلاء الذين في اليمين والذين يظهرون التأييد لفكرة الكونفيدرالية، لا يقصدون حقا الكونفيدرالية التي سيكون لكل مكوناتها مكانة متساوية الى هذه الدرجة أو تلك. ما يفكرون فيه ليس كونفيدرالية حقيقية، بل شيء ما يكون في جانبه الفلسطيني يشبه البنتوستان ويشمل استمرار سيطرة اسرائيل على المناطق الفلسطينية تحت اسم آخر. التفكير أن الفلسطينيين سيوافقون على اطار كهذا هو بالطبع وهم مطلق. ايضا في اليسار يجب أن يفهموا أنه مع كل النوايا الحسنة فان فكرة الكونفيدرالية هي فكرة عبثية. إن من يريد حل متفق عليه للنزاع لا يمكنه الهرب من الاستنتاج بأن هناك فقط طريق واحد، مهما كان طويلا ومتعرجا: دولتان لشعبين.
هذا الاستنتاج غير بسيط. وتفسيره هو أن على من يؤيدون الكونفيدرالية من اليمين التوقف عن تضليل الجمهور ومحاولة بيعه شيء يشبه الحل، الذي هو في الواقع هو تمويه للضم. من يؤيدون الفكرة في اليسار يجب القول لهم إنه يجب عليهم التوقف عن العيش في وهم أن لديهم حل سحري. فكرة الكونفيدرالية هي ذر للرماد في العيون وهرب من الواقع الصعب الذي يحتاج الى قرارات صعبة. الآن ليس هناك في حكومة اسرائيل الحالية استعداد لاتخاذ هذه القرارات الصعبة، وهناك شك كبير فيما اذا كان استعداد كهذا موجود في الجانب الفلسطيني. على كل الاحوال، الحل غير موجود في دواء المشعوذين، الذي هو ايضا خطير وعديم الفائدة.
اسرائيل اليوم / معلومات أبوديس
اسرائيل اليوم – بقلم نداف شرغاي – 16/2/2018
مبنى المجلس التشريعي الفلسطيني المتروك في ابوديس يقع على بعد 2.8 كم عن الحرم، بالضبط مثل المسافة التي تبعد فيها الكنيست الاسرائيلية عن الحرم. عندما كان أبو مازن نائبا لياسر لعرفات، كانت أبوديس مخصصة لتكون “القدس الثانية” كبديل مؤقت للتقسيم الكامل للمدينة، المقدمة للشيء الحقيقي.
أبو مازن كان مستعدا في حينه لبلع هذا الضفدع، وحتى لـ “تزيين” أبوديس بمؤسسات سلطة عديدة. ولكن الآن حيث تحاول ادارة ترامب اعادة أبوديس الى الطاولة في اطار “صفقة القرن”، فان أبو مازن يسميها باستخفاف “صفعة القرن”. لقد أدرك أبو مازن ذلك في لقائه مع ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في كانون الاول الماضي. هناك سمع للمرة الاولى أن الرئيس الامريكي يقترح على الفلسطينيين أبوديس كعاصمة بدل القدس. هناك ايضا ولد الطلاق الذي أعطاه رئيس السلطة الفلسطينية بعد شهر من ذلك للادارة الامريكية في البيت الابيض.
حسب رأي محمود عباس الامر يتعلق باقتراح محرج، إن لم يكن مهين، بعد أن وضع رئيسا حكومة في اسرائيل، اهود باراك واهود اولمرت، على الطاولة اقتراحات لتقسيم القدس – باراك في كامب ديفيد 2000 واولمرت في 2008 – فكرة ابوديس تشبه في نظر الفلسطينيين محاولة تخليص حمل من بين أنياب ذئب. القدس كانت هناك تقريبا في أيديهم، وهناك من يريد أن يعيد العجلة الى الوراء.
حتى الآن ليس واضحا من “غرس لدى الامريكيين فكرة العودة الى خيار ابوديس”. الواضح هو أن الماضي غير البعيد لابوديس كخيار بديل لعاصمة فلسطينية في القدس، وخاصة موقع ابو مازن في هذا الخيار اعطى للامريكيين على الاقل الاساس الاول للافتراض أنه تجدر محاولة العودة الى هناك.
درجة اخرى في السلم
قبل حوالي عشرين سنة كان أبو مازن شريك مع الوزير السابق يوسي بيلين في صياغة وثيقة التفاهمات المشهورة لهما. لم يكن ذلك اتفاق، فقط وثيقة غير رسمية حول المعايير للاتفاق الدائم الذي بلوراه. في قضية القدس اقترحوا زيادة مساحة المدينة، واقامة بلدية عليا وادارتها بواسطة بلديتين ثانويتين: بلدية القدس الفلسطينية وبلدية اورشليم اليهودية.
لقد خصص لابوديس مكان مركزي في اطار هذه التفاهمات. الاسرائيليون سموها “اورشليم الثانية” والفلسطينيون اعتبروها درجة اخرى في السلم، لكن عمليا بدأوا يتعاملون معها كمركز بديل للحكم، مؤقت. اقاموا فيها عدد من مؤسسات السلطة والحكم: قيادة اجهزة الامن الفلسطينية، مكاتب للحكم المحلي ومكتب محافظ القدس. ودرة التاج: مبنى المجلس التشريعي الذي يتكون من خمسة طوابق والذي يحوي قاعة كبيرة فيها 132 مقعدا (عدد اعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني) ومكاتب فاخرة، لم يتم اشغالها في أي يوم، لرئيس السلطة الفلسطينية ورئيس المجلس التشريعي. لسخرية القدس، مبنى البرلمان الفلسطيني أقيم على اراضي الكيرن كييمت. ثلث مساحته كانت ضمن حدود بلدية القدس، لكن اسرائيل غضت النظر. اراضي الكيرن كييمت و450 دونم تقريبا اراضي ليهود تم شراءها من قبل سكان مئة شعاريم قبل نحو تسعين سنة، وكلها بقيت خلف جدار الفصل. الجدار قسم ابوديس الى قسمين غير متساويين وفقا لمسار الخط البلدي الذي حدد في 1967: 90 في المئة من اراضي القرية نقلت الى السيطرة المدنية للسلطة الفلسطينية بمكانة مناطق ب. و10 في المئة فقط بقيت في حدود اسرائيل والقدس.
ورثة الاراضي المحتملين حاولوا النضال على حقوقهم، لكنهم يئسوا سريعا. الفلسطينيون وضعوا اليد على معظم اراضي اليهود في ابوديس واقاموا عليها الكلية الاسلامية.
في الجانب الاسرائيلي من ابوديس بقي 60 دونم من تلك الصفقة. رجل الاعمال اليهودي ارفين موسكوفيتش اشترى جزء من الاراضي واسكن فيها 8 عائلات يهودية. لقد مضى اكثر من 15 سنة على عيشها في الجانب اليهودي، في منطقة غير مكتظة نسبيا بالسكان العرب. منذ سنوات وهي تنتظر عبثا الحصول على مصادقة على مخطط “كدمات تسيون” لبناء 300 وحدة سكنية على اراضي اليهود في ابوديس. المخطط موجود في اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء لمنطقة القدس، بتوجيه من المستوى السياسي وبضغط من الولايات المتحدة.
السبب الرئيسي لتجميد خطة البناء هذه هو خيار ابوديس الذي طرحته ادارة ترامب الآن من جديد. حتى قبل تفاهمات بيلين – أبو مازن، كانت ابوديس جزء من “خطة الكوريدور” التي فحصتها جهات دولية وحكومات اسرائيلية مختلفة بجدية. “الكوريدور” هدف الى خلق “ممر آمن” بسيادة فلسطينية، مثل شارع ونفق وربما حتى جسر يربط بين منطقة اريحا والحرم. ابوديس خطط لها أن تكون البوابة الشرقية ومخرج للممر الآمن الفلسطيني الى المسجد الأقصى (في احدى الصيغ المبكرة للمخطط طرحت امكانية أن السيادة على الكوريدور تكون سعودية أو اردنية).
عندما تولى اهود باراك رئاسة الحكومة 1999 طلب اعطاء الفلسطينيين ابوديس وتحويلها الى مناطق أ بسيادة فلسطينية كاملة. الحاخام عوفاديا يوسف واريئيل شارون عملا بصورة مشتركة ونجحا في احباط هذه الخطة. الاحداث لعبت لصالحهما: قبل يوم من نقل المنطقة الى الفلسطينيين تفجرت موجة عنف بشرت بحدوث الانتفاضة الثانية. ايلي يشاي اقترح على باراك تأجيل نقل المنطقة للفلسطينيين لعدة ايام، وهذا الامر المؤقت تحول الى دائم وبقيت أبوديس منطقة ب.
بعد 19 سنة، فان الاهانة الفلسطينية البارزة من محاولة اعادة طرح فكرة ابوديس، تبرز أمرين. أولا، احتمال تطبيق الفكرة في عهد أبو مازن كما يبدو معدوم. ثانيا، الفجوة بين خطة ابو مازن وبين التنازلات الكبيرة التي كان باراك واولمرت مستعدان لتقديمها في القدس، هي فجوة كبيرة. الفلسطينيون لم يستوعبوا بعد أنه في عهد ترامب ونتنياهو الصيغ تغيرت.
في العام 2000 وافقت مبدئيا حكومة باراك على خطة الرئيس كلينتون الذي اقترح نقل الاحياء العربية في القدس للفلسطينيين وابقاء السيطرة والسيادة الاسرائيلية على الاحياء اليهودية في العاصمة (ايضا على الاحياء التي اقيمت بعد حرب الايام الستة). بعد 8 سنوات من ذلك، وقبل خمسة ايام فقط من استقالة رئيس الحكومة من منصبه، عرض اهود اولمرت على رئيس السلطة أبو مازن خارطته لتقسيم القدس، ايضا هذه الخارطة مثلها مثل خطة كلينتون، تضمنت تقسيم بين الاحياء اليهودية والعربية، وادارة بأمانة للحوض المقدس وفي ضمنه البلدة القديمة بواسطة خمس دول – اسرائيل والولايات المتحدة والاردن والسعودية والدولة الفلسطينية.
اولمرت أمل أن يوافق أبو مازن على المخطط. لقد خطط لتقديمه فورا للمصادقة عليه من قبل الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي ومجلس الكونغرس ومجلس الشيوخ في الولايات المتحدة، وعندها سيتم التوقيع عليه بالاحراف الاولى في البيت الابيض.
ولكن أبو مازن رفض الخطة الاكثر سخاء التي قدمها أي رئيس اسرائيلي. الآن عندما تطرح فكرة أبوديس من جديد فان أبو مازن يستخدمها لهدفين: أداة للتصادم مع الولايات المتحدة في اطار المواجهة مع ترامب بعد اعلان القدس، وكنوع من مسطرة الوقت هدف الى التدليل على كم هم الفلسطينيون بعيدون اليوم عن هذه الفكرة، بعد رفضهم اقتراحات اكثر بعدة مرات قدمها باراك واولمرت.
استطلاع معاريف – معظم الجمهور: قضايا نتنياهو تمس بقدرته على القيادة
معاريف – بقلم اريك بندر – 16/2/2018
ينجو الائتلاف من الازمة ولكن مكانة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تضعف. هكذا يتبين من استطلاع اجراه معهد “سميث” بعد اسبوع من نشر توصيات الشرطة لتقديم نتنياهو الى المحاكمة في شبهة تلقي الرشوة.
يبين الاستطلاع انه اذا اجريت الانتخابات اليوم، فان الليكود سيبقى في الحزب الاكبر مع 28 مقعدا، تراجع في مقعدين مقارنة بقوته في الكنيست العشرين.
وحسب الاستطلاع يصبح حزب يوجد مستقبل برئاسة لبيد هو الثاني في حجمه مع 22 مقعدا. ويحصل المعسكر الصهيوني آفي غباي على 15 مقعد.
تشير المعطيات الى أن الائتلاف الحالي برئاسة نتنياهو يحافظ على الاستقرار ويحصل على 65 مقعد، اقل بقليل مما حصل في الانتخابات الاخيرة – 67.
ولكن بخلاف صورة المقاعد، يشير الاستطلاع الى تراجع كبير في مكانة نتنياهو في نظر الجمهور في اعقاب توصيات الشرطة.
تأييد الليكود
ردا على سؤال ماذا ينبغي لنتنياهو أن يفعل في اعقاب توصيات الشرطة، يعتقد 47 في المئة من الجمهور بان عليه أن يخرج الى التبطل “25 في المئة” أو الاستقالة “22 في المئة” مقابل 43 في المئة بان عليه أن يبقى في منصبه.
يفيد الاستطلاع هنا بان نتنياهو يواصل التمتع بتأييد مكثف في اوساط مصوتي الليكود، إذ يعتقد نحو 79 في المئة منهم بان عليه أن يبقى في منصبه، مقابل 11 فقط في اوساط ناخبي المعسكر الصهيوني.
بينيت يتصدر
في هذا السياق تعتقد أغلبية بين الجمهور، 43 في المئة، بان استنتاجات الشرطة تضعف نتنياهو من ناحية سياسية وتؤثر سلبا على مكانته، وذلك مقابل 24 في المئة يعتقدون ان التوصيات لا تؤثر على مكانته، و 13 في المائة يعتقدون بان مكانة رئيس الوزراء تعززت بالذات.
وسيصعب على نتنياهو أن يستمد التشجيع من المعطى الثاني ايضا: فبرأي أغلبية واسعة من الجمهور، 59 في المئة، فان دوره في التحقيقات يمس بقدرته على قيادة الدولة ومعالجة أزمات حيوية.
كما فحص الاستطلاع ايضا اذا كان نتنياهو يعتبر فاسدا. وهنا ايضا نتائج بشعة بما يكفي من ناحية رئيس الوزراء. 48 في المئة من الجمهور يعتقدون بانه فاسد، منهم 28 في المئة يرون أنه فاسد جدا و 20 في المئة فاسد بما يكفي وفقط 22 في المئة يؤمنون بان نتنياهو ليس فاسدا على الاطلاق.
واذا اضطر نتنياهو بالفعل او اختار الخروج الى التبطل، فان المرشح المفضل لاستبداله من بين وزراء الحكومة هو نقتالي بينيت 13 في المئة، حيث يسبق موشيه كحلون وأفيغدور ليبرمان (10 في المئة) بعدهم يأتي الوزراء اسرائيل كاتس 9 في المئة، جلعاد اردان 8 في المئة ورئيس الكنيست يولي ادلشتاين 6 في المئة.
والان يسأل السؤال اذا كان على وزير المالية موشيه كحلون ان يستقيل أو ينسحب من الائتلاف، قالت أغلبية كبيرة من الجمهور، 43 في المئة، بان لا حاجة لذلك.
كما فحص الاستطلاع ايضا مسألة اليوم التالي لنتنياهو في الليكود، وحسب النتائج، فان المرشح المتصدر لاستبداله هو جدعون ساعر مع 29 في المئة، حيث يسبق جدا اسرائيل كاتس 14 في المئة، جلعاد اردان 8 في المئة، وتساحي هنغبي مع 3 في المئة.
معاريف / سماء مفتوحة
معاريف – بقلم يوسي ميلمان – 16/2/2018
مر الاسبوع الماضي بهدوء في الحدود الاسرائيلية – السورية. فلم تسجل حوادث – وعلى الاقل لم يبلغ عنها – منذ السبت الماضي حين اسقط صاروخ ارض – جو سوري طائرة اف 16. في تلك الحادثة، الاخطر منذ بدء الحرب الاهلية في سوريا، أطلقت سوريا 25 صاروخا نحو طائرات سلاح الجو التي قصفت منصة اطلاق الطائرة الايرانية بلا طيار التي تسللت الى مجالات اسرائيل. وقتل في القصف عدة ايرانيين، ولكن ايران، التي تنفي مجرد وجود الحدث، تخفي موتهم.
وبالمناسبة، أمل مطلقو الطائرة الايرانية بانه بفضل تكنولوجيتها المتطورة ستتملص من الحمايات الجوية الاسرائيلية ولن تكتشف. ويشهد اكتشافها ليس فقط على قدرات اسرائيل النوعية بل وايضا على أن المتملصة الايرانية مبنية اغلب الظن من مواد تتخلف في جودتها عن تلك التي لدى الولايات المتحدة، ويمكن الافتراض ايضا عن تلك التي لدى اسرائيل. فقد بنيت الطائرة الايرانية استنادا الى الطائرة الامريكية المتملصة التي نجحت ايران في اسقاطها في اراضيها.
كنتيجة للرد الاسرائيلي، يمكن لايران ان تستخلص واحدا من استنتاجين. العمل بحذر شديد في المستقبل وعدم استفزاز اسرائيل او محاولة العمل بشدة اكبر لجباية ثمن أعلى منها.
في سلاح الجو يواصلون التخفيف في ملابسات الحدث، وهناك خلاف في مسألة اذا كان الجيش السوري قد عقد كمينا مخططا ضد الطائرات ام أن بطاريات المضادات الحيوية كانت في حالة تأهب عليا. اذا كان هذا كمينا مخططا، فقد كان ينبغي لايران ان تكون منسقة مع سوريا حتى آخر التفاصيل في كل ما يتعلق باطلاق طائرتها غير المأهولة. مهما يكن من أمر، فان النار المكثفة للصواريخ يمكن لها ربما أن تشهد على تغيير في الاستراتيجية السورية. في الفترة الاولى من عمل سلاح الجو في سماء سوريا، والتي بدأت وفقا لاحد المصادر في 2012، وحسب مصدر آخر في وقت لاحق – لن تحاول منظومات مضادات الطائرات السورية تحدي الطائرات الاسرائيلية. فقد كان اهتمام نظام الاسد مصبوبا على الحرب ضد الثوار. وفي مرحلة لاحقة، قبل نحو ثلاث سنوات، بدأت منظومات الدفاع الجوي السوري تطلق بضعة صواريخ نحو كل طائرة تتسلل الى اراضيها وتخترق سيادتها.
تلميح على امكانية أن يكون نظام الاسد غير الاستراتيجية تجاه غارات سلاح الجو كان يمكن أن نجدها هذا الاسبوع في مصدرين. أولا، نائب وزير الخارجية السوري ايمن سوسان قال في مؤتمر صحفي في دمشق انه اذا هاجمت اسرائيل مرة اخرى “بانتظارها مفاجآت اخرى”، والتي لم يفصلها. اما المصدر الثاني فهو الصحافي البلجيكي ايليجا منيا، الذي يغطي أخبار حزب الله منذ تأسيسه الرسمي في 1984. فقد افاد منيا الذي يتجول في المنطقة بان “القيادة السورية وحلفاءها (هو يلمح بايران) قرروا ان يفرضوا على اسرائيل نظاما جديدا لفتح النار”.
فحسب التقرير اياه، فان كل خرق للمجال الجوي السوري يرد عليه بصواريخ عديدة ليس فقط نحو الطائرات، بل وايضا نحو بلدات في هضبة الجولان. وكتب منيا يقول ان “ليس المقصود هو اصابة هدف معين، بل فقط منع الاسرائيليين من ادارة نمط حياة اعتيادي واجبارهم على الجلوس في الملاجيء”. بكلمات اخرى، اذا كان التقرير صحيحا، فهذه هي الرواية السورية للصيغة الاسرائيلية عديدة السنين التي كانت تقول “اذا لم يكن في جهتنا هدوء، فلن يكون هدوء في الجانب الاخر من الحدود ايضا”.
اذا كان الاسد بالفعل قرر التغيير في نظريته الحربية تجاه اسرائيل، فانه يخاطر جدا. واضح ايضا له ولمستشاريه بان اسرائيل سترد بما يتناسب مع ذلك، بقوة تفوق تلك التي استخدمتها في السبت الماضي، والتي دمر فيها سلاح الجو نحو نصف منظومة الدفاع الجوي السورية. في مثل هذه الحالة، المعنى هو التصعيد لدرجة الحرب بين اسرائيل وسوريا، والتي من شأنها أن تجذب اليها ايران وحزب الله. وبعد أن نجح الاسد في استقرار نظامه واستعادة سيطرته في المدن الكبرى وفي محاور السير المركزية، فان آخر ما يريده الاسد هو فتح جبهة جديدة مع اسرائيل، بكل قوتها.
وبالتالي، وايضا لان اسرائيل غير معنية بالتصعيد، مشكوك جدا أن يكون مثل هذا التصعيد والتدهور ممكن التحقق. ولكننا نعرف منذ الان لمن تعطى النبوءة، وبالذات في الشرق الاوسط. الاطراف المشاركة تفحص حدود طاقة الطرف الاخر ومدى قدرته على الامتصاص. وقد اتخذت حتى اليوم سياسة متوازنة ومحدودة الردود بهدف احتواء كل حادثة كبيرة كانت أم صغيرة، ومنعها من التطور الى حرب شاملة. يبدو أن اسم اللعبة الان هو من يتراجع أولا: الاسد، خامينئي أم نتنياهو. اما الاختبار فسيكون في اغارة سلاح الجو التالية.
مواقع عبرية – تكشف أن الصواريخ السورية مرت فوق تل أبيب وحيفا
مواقع عبرية – 16/2/2018
كشفت وسائل اعلام “إسرائيلية” أن الصواريخ السورية المضادة للطائرات التي أطلقت يوم السبت الماضي من الاراضي السورية مرت فوق مدن حيفا وتل ابيب وسقطت في البحر المتوسط، دون ان يسمع دوي صافرات انذار.
وكشفت وسائل الاعلام عن ان حديثا يدور داخل قيادة القوات الجوية الحربية الاسرائيلية ان سقوط المقاتلة الاسرائيلية كان فشلا، حيث ان المقاتلة من طراز f16 حديثة متطورة ذكية اسقطها صاروخ سوري قديم “غبي” عفا عليه الزمن.
من جهته قال المحلل السياسي الإسرائيلي أليكس فيشمان في صحيفة يديعوت أحرونوت “مساء السبت إسرائيل خسرت في الحرب على الوعي بسبب صاروخ سوري قديم وغبي نجح في إسقاط طائرة حربية متطورة”.
وأضاف “خسارة طائرة ذكية بصاروخٍ قديم وأعمى.. إسرائيل وجدت نفسها تخسر في معركة الوعي ليس بسبب عدو (صاروخ) ذكي، بل بسبب حجر رُمي وحطّم حاسوباً فائقاً”.
وكانت الدفاعات السورية تصدّت في 10 شباط/ فبراير الجاري لاعتداءين إسرائيليين نُفّذ الأول فجراً على إحدى القواعد العسكرية في المنطقة الوسطى والآخر في ريف دمشق، وأكدت مراسلة الميادين أنّ منظومة دفاعات جوية سورية في جنوب البلاد هي التي تصدّت للطائرة الإسرائيلية بأكثر من 10 صواريخ من طراز سام 5 تملكها سوريا منذ زمن طويل.
وأعلن الجيش السوري عن إسقاط طائرة إسرائيلية وإصابة أخرى اخترقتا الأجواء السورية، بعد إعلان الناطق باسم الجيش الإسرائيلي مهاجمة مواقع في سوريا، كاشفاً أن المضادات الأرضية السورية أطلقت عدة صواريخ باتجاه المقاتلات الإسرائيلية، ووسائل إعلام إسرائيلية تعتبر أن الحادث “خطير جداً” و”غير عادي”.
وتصدّت الأربعاء الدفاعات السورية لطائرات استطلاع إسرائيلية فوق منطقة القنيطرة جنوب سوريا.
المصدر / قمة اقتصادية إسرائيلية – فلسطينية في الإليزيه
التقى وزير الاقتصاد الإسرائيلي ووزير الاقتصاد الفلسطينية في قصر الإليزيه في قمة اقتصادية دعا إليها الرئيس الفرنسي، واتفقا على توسيع نطاق التجارة بينهما وزيادة عدد الفلسطينيين العاملين في إسرائيل.
المصدر – 16/2/2018
استضاف الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أمس الخميس، في قصر الإليزيه قمة سلام اقتصادية إسرائيلية – فلسطينية بمشاركة رئيس الاقتصاد الإسرائيلي، إيلي كوهين، ووزيرة الاقتصاد الوطني الفلسطينية، عبير عودة، بهدف تعزيز التعاون الاقتصادي بين إسرائيل والسلطة والحفاظ على الاستقرار في المنطقة.
وناقش الطرفان خلال اللقاء إزالة العراقيل البيروقراطية التي تحد من الحركة الاقتصادية بينهما، واتفقا على توسيع نطاق التجارة، ودفع الاستثمارات في التكنولوجيات المشتركة، وإضافة عدد الفلسطينيين العاملين في إسرائيل، وإقامة مخازن للفلسطينيين في الضفة، ودعم السلطة في استيراد المنتجات الاستهلاكية.
وقال الرئيس الفرنسي إنه سعيد باستضافة الطرفين في القصر الملكي، مشيرا إلى أنه يرى أهمية كبرى في دفع القضايا الاقتصادية قدما، وتحسين مستوى المعيشة لدى الطرفين. وأعرب الرئيس الفرنسي عن رضاه من اللقاء وقال إنه مستعد لجمع الطرفين في المستقبل.
وشكر وزير الاقتصاد والصناعة الإسرائيلي، إيلي كوهين، الرئيس الفرنسي على مساهمته قائلا: “دفع المشاريع الاقتصادية المشتركة هو مصلحة لكلا الطرفين. هذه المشاريع تحمل في طياتها أهمية أمنية وسياسية عدا عن البعد الاقتصادي”. وأضاف أن المشاريع المشتركة ستعود بالنفع على الطرفين، فمن ناحية إسرائيل هي تسد النقص للأيادي العاملة في إسرائيل.
يذكر أن إسرائيل والسلطة تعملان في إطار ضريبي مشترك بموجب اتفاقية باريس منذ عام 1994، والتي تحدد العلاقات التجارية بين إسرائيل والسلطة وبين السلطة ودول أخرى.
إسرائيل اليوم / لعبة أبو مازن المزدوجة
إسرائيل اليوم – بقلم مايكل اورن – 16/2/2018
محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية، مستعد لان يقاتل ضد حماس حتى آخر جندي اسرائيلي. ومع كل الكراهية الشديدة التي يشعر بها تجاه اسرائيل وزعمائها، يخاف من حماس أكثر لأنه بينما الاولى تعارض سياسته، الاخيرة تهدد حياته. واضح إذن انه سيفعل كل ما في وسعه كي يصفي زعماء حماس. والنتيجة المثالية التي يتطلع اليها هي أن يدفع اسرائيل لان تقوم بالمهامة نيابة عنه. فيما تتهم بجرائم الحرب.
وبشكل يشبه مراقب الدولة وجنرالات الجيش الاسرائيلي، فان ابو مازن يفهم بان الوضع الانساني في غزة آخذ في التدهور. فقرابة نصف الشباب هناك لا يعملون. هناك عدد قليل من ساعات الكهرباء في اليوم فقط. ويكاد لا يكون هناك ماء صالح للشرب. ويذكر اليأس المتعاظم في 2014، حين شعرت حماس بانها تدفع مع الظهر الى الحائط، ففتحت النار. يعرف ابو مازن بانه لن يكون مطالبا بالكثير كي يعود مرة مرة الى نقطة الانكسار اياها. وهو يجتهد لان يدفعها الى هناك. في الفترة الاخيرة قلص ابو مازن 30 في المئة من رواتب موظفي السلطة في القطاع، نحو 50 الف شخص، وأقال الاف آخرين. وهو يوقف دفع المخصصات للعائلات الفقيرة ويقلص جدا مخصصات الميزانية لغزة بشكل عام. اضافة الى ذلك فهو يضغط على اسرائيل ويحصر أكثر فأكثر توريد الكهرباء الى القطاع كي يتسبب بمزيد من المعاناة لسكان غزة في أشهر الشتاء القاسية، بل ويتسبب بارتفاع لاسعار السولار. والاكثر وحشية من كل شيء توقف عن نقل الادوية الحيوية الى غزة، بما في ذلك للرضع، ويقلص جدا تمويل العلاج الطبي للغزيين في المستشفيات الاسرائيلية.
هذه الاجراءات غير الانسانية تستهدف زيادة المعاناة. واذا ما فتحت حماس النار مرة اخرى، لن يتبقى أمام اسرائيل مفر غير الدفاع عن نفسها. وهذه حرب تختلف جوهريا عن المعارك السابقة، التي انتهت بلا حسم لان الجمهور في اسرائيل ليست مستعدا لان يعاني جولة اخرى كهذه. ومعظم الاحتمالات الا يكتفي الجيش الاسرائيلي هذه المرة بهجوم جوي وبدخول بري جزئي، بل مثلما طالب وزراء كبار في اثناء الجرف الصامد، سيعمل على الحاق الهزيمة بحماس واسقاطها. هذه حملة أكبر بكثير من شأنها أن تجبي ثمنا دمويا ليس فقط من جنودنا بل ومن سكان غزة ايضا. وستتهم اسرائيل بجرائم الحرب ومن سيتصدر الاتهامات سيكون أبو مازن نفسه، أي انه سيربح مرتين – اولا كمن القى بضربة نهائية على حماس، وثانيا كبطل يدافع عن الفلسطينيين ضد الصهاينة.
ان رؤيا ابو مازن هي العودة ليكون الحاكم الحصري للضفة وغزة على الحراب الاسرائيلية المضرجة بالدماء الفلسطينية. فكيف يمكن منع مثل هذا السيناريو؟ الاجوبة ليست بسيطة. الامكانية الاكثر منطقية هي توسيع نقل البضائع الحيوية الى غزة، بما في ذلك الطعام والادوية، والتفكير بفتح معبر آخر للبضائع في شمال القطاع وربطه بقطار الى ميناء اسدود. وبالتوازي ينبغي زيادة توريد الكهرباء.
لاسفنا، في الشرق الاوسط لا يسود المنطق دوما، بحيث أن حماس حفرت نفقا هجوميا تحت معبر البضائع الوحيد الى القطاع، كرم سالم. وفي الوقت الذي يرتعد فيه السكان من البرد في الظلام، في الانفاق وفي منازل زعماء حماس توجد كهرباء 7/24. وبالمقابل، على اسرائيل أن تعمل على الفور بمعالجة الازمة الانسانية، ان لم يكن من أجل منع الحرب على الاقل من أجل توفير سور واق دبلوماسي وقانوني لنا عند الحاجة.
هذا الفصل سبق أن رأيناه في الماضي. ابو مازن يدفع اسرائيل نحو الحرب وبعد ذلك يستدعي تقرير غولدستون، ولكن هذه المرة من شأن السيناريو أن يصبح فيلم رعب وعلينا أن نمنع بثه. إذا اضطررنا الى الدفاع عن انفسنا ضد حماس سنفعل ذلك ليس كي نشبع شهية ابو مازن بل فقط من أجل الدفاع عن مصالح اسرائيل الحيوية.
صحافة عبرية / النائب العام يؤكد أنه سيعمل بكل استقلالية في قضية نتنياهو
صحافة عبرية – 16/2/2018
قال ما يسمى بالنائب العام “الإسرائيلي” أفيخاي مندلبليت الخميس انه سيتخذ قراره بكل استقلالية بشأن اتهام او عدم اتهام رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالفساد، مشيدا بعمل الشرطة.
وكانت شرطة الاحتلال “الإسرائيلية” أوصت الثلاثاء باتهام نتنياهو رسميا بالفساد والاحتيال واستغلال الثقة في قضيتين حققت بشأنهما لأكثر من سنة.
وقال افيخاي مندلبليت “لا اعرف بالتأكيد ما سيكون عليه قراري النهائي، لكني اعرف انه سيتخذ وفق الادلة والقانون فقط”، مؤكدا ان “لا أحد فوق القانون”.
ومندلبليت كان مدير مكتب نتنياهو الذي عينه بعد ذلك في منصب النائب العام في شباط/فبراير 2016.
وكان نتنياهو دان عمل الشرطة التي اتهمها بالانحياز ضده. لكن مندلبليت اشاد بعمل الشرطة، وقال ان “التحقيق اجري في إطار القانون بشكل مهني ومعمق ومبتكر”. ودان محاولات “زرع الخلاف بين مكتب النائب العام والشرطة”.
وبموجب الاجراءات الاسرائيلية، أصبح القرار بشأن توجيه الاتهام رسميا الى نتنياهو مرتبطا بالنائب العام. وفي تصريحاته، لم يحدد مندلبليت مهلة لانتهاء العملية. وقال خبراء قانونيون ان قراره قد يستغرق أشهرا.
واستجوبت الشرطة نتنياهو سبع مرات بعدما جمعت ادلة كافية لاتهامه في ملفين.
وفي القضية الاولى ضده، يشتبه بان نتنياهو وكذلك افرادا من عائلته تلقوا هدايا من بينها مثلا كميات من سيجار فاخر من أثرياء مثل جيمس باكر الملياردير الاسترالي. كما قبلت العائلة هدايا من ارنون ميلتشان، المنتج الإسرائيلي الهوليوودي تقدر قيمتها بنحو مليون شيكل (230 ألف يورو) من سيجار فاخر بالاضافة الى زجاجات شمبانيا ومجوهرات.
ومقابل هذه الهدايا حاول نتنياهو تمرير قانون ضريبي كان سيؤمن عائدات كبيرة لميلتشان او سيسمح بحصوله على تأشيرة دخول الى الولايات المتحدة.
وفي القضية الثانية يشتبه بان نتنياهو حاول إبرام اتفاق مع صاحب “يديعوت احرونوت” ارنون موزيس، لضمان تغطية ايجابية في الصحيفة الاوسع انتشارا في اسرائيل.
ورفض نتنياهو الاربعاء دعوات الى استقالته بعد صدور توصية الشرطة باتهامه رسميا.
المصدر / نتنياهو للأمين العام للأمم المتحدة: هضبة الجولان ستبقى إسرائيلية للأبد
اجتمع رئيس الحكومة الإسرائيلي على هامش مؤتمر ميونخ للأمن بأنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، وتحدث معه عن الخطر الإيراني في سوريا وعن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة
المصدر – 16/2/2018
قال رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اليوم الجمعة، لأمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في لقاء قصير على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن، إن إسرائيل لن تسمح لإيران في أن تعزز وجودها العسكري في سوريا، محذرًا “من الأفضل أن لا يبنوا هناك قواعد عسكرية- سنعمل ضد ذلك بحزم”.
وشكر نتنياهو الأمين العام على جهوده لعقد نقاش في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن جثث الجنود الإسرائيليين والمواطنين الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس في قطاع غزة، مناشدا الأمن العام أن يواصل الضغط على المجتمع الدولي بهذا الشأن.
وفي تصريح ملفت، قال نتنياهو لغوتيريش إن هضبة الجولان ستبقى تحت سيادة إسرائيل إلى الأبد.
والتقى رئيس الحكومة بعد لقاء الأمين العام مدراء ورؤساء شرك عالمية على مائدة الغداء. وعرض نتنياهو أمام رجال الأعمال نجاح إسرائيل في مجال السايبر مشيرا إلى التطويرات الأخيرة في مجال الطب. وقال نتنياهو للمشاركين: “إذا زرتم إسرائيل، سيكون مكتبي مفتوحا أمامكم وسأكون سعيدا بلقائكم”.
وفي نفس الشأن، من المتوقع أن يلقي رئيس الحكومة يوم الأحد كلمة أمام حضور المؤتمر ويليه وزير الخارجية محمد ظريف.
يديعوت / كلانا معا تحت عنوان واحد
يديعوت – بقلم ناحوم برنياع – 16/2/2018
في 29 ايار 1996 جرت في اسرائيل لاول مرة انتخابات شخصية لرئاسة الوزراء. بيرس، رئيس وزراء قائم، مقابل نتنياهو، رئيس الليكود. لقد كانت هذه هي الانتخابات الاكثر شحنا في تاريخ الدولة: صدمة اغتيال رابين من جهة، واهانة القطاع الذي اتهم بالاغتيال من جهة اخرى. وكانت الفرضية العامة ان بيرس سينتصر. هذا ما قالته الاستطلاعات ايضا. وجرت بين الرجلين مواجهة كانت مخصصة للبث في التلفزيون، مثلما في أمريكا تقريبا.
سجلت المواجهة في صباح يوم الاحد 26 ايار قبل ثلاثة ايام من الانتخابات. وبثت مثلما هي في ذاك المساء. جرت في استديو تلفزيون العمل، في تل أبيب. ودعيت حفنة من الصحافيين لمشاهدتها من خلف الزجاج الكتيم في الاستديو. والى جانب الصحافيين جلس في الغرفة بعض من العاملين في حملتي الانتخابات للحزبين. وقد هتفوا لاجوبة مرشحهم وردوا باحتقار لاجوبة المرشح الخصم. وكانت الاجواء تشبه مباراة كرة قدم في بلومفيلد.
بعد انتهاء التسجيل طلبت مشاهدتها مرة اخرى. اجلسوني امام جهاز تلفزيون بيتي ورفعوا التسجيل الى الشاشة. وكان الانطباع مختلفا تماما عما كان في الاستديو. وعندما انتهى البث اعتذرت عن الحاحي وطلبت ان اشاهده مرة اخرى، للمرة الثالثة. وكانت النتيجة مذهلة: رغم أن التسجيل كان هو ذات التسجيل، فمن بث الى بث بدا بيرس وسمع على نحو اسوأ، فيما بدا نتنياهو وسمع على نحو أفضل.
ركضت الى مقر الصحيفة وعلى لساني بشرى: نتنياهو انتصر في المواجهة. كان نوني موزيس في حينه محرر الصحيفة الفعلي، في فترة انتقالية بين محررين. وكان رئيس دائرة الاخبار ميكي روزنتال، وهو نائب بارز اليوم في المعسكر الصهيوني. طلبت الصحيفة من د. مينا تسيمح، التي كانت في حينه رئيسة معهد داحف، اجراء استطلاع هاتفي فور بث المواجهة في ذاك المساء. وكانت نتيجة الاستطلاع هي العنوان الرئيس للعدد الذي سيصدر في الغداة. العنوان، على عرض كل الصفحة، صيغ على النحو التالي: “الاستطلاع: بيبي أقنع أكثر”. 45 في المئة من المستطلعين اقتنعوا باقوال بيبي، 41 في المئة باقوال بيرس.
بعد يومين فتحت صناديق الاقتراع. فاز نتنياهو بفارق اقل من 30 الف صوت. 15 الف صوت انتقلت من جهة الى جهة اخرى حسمت المعركة. علق بيرس الذنب على العنوان الرئيس وعلى المقال الذي كتبته في هامش الصفحة، تحت عنوان “انتصار الخوف”. كلمتان، انتصار وخوف، خدمتا نتنياهو. وقد كرر حجته حتى نهاية حياته. قصة غرام نتنياهو مع “يديعوت احرونوت” كانت أقصر بكثير.
حضرت الحدث اياه بعد أن نشرت الشرطة التوصية في ملف 2000. نتنياهو ونوني موزيس يلتقيان مرة اخرى معا، تحت عنوان واحد. غير أن العنوان في “يديعوت” هذه المرة كان “رشوة”. في المقال الذي نشرته في الصحيفة في ذاك اليوم، دعوت نتنياهو وموزيس الى تجميد نفسيهما حتى قرار المستشار القانوني للحكومة. لاسفي، لم اقنعهما.
ها هي المؤامرة
بيان الشرطة الذي يجمل تحقيقاتها في ملف 1000 و 2000 صاغه الناطق بلسان قسم التحقيقات والمباحث، باشراف المسؤولين عنه. وكان القرار هو معاملة نتنياهو بادب اقصى. وفي الشرطة تذكروا الصياغات الحماسية لاوري كورب، محامي الادعاء في محكمة اولمرت، وطلبوا الامتناع عنها. وعلى طول البيان لا يذكر نتنياهو باسمه بل بلقبه فقط: رئيس الوزراء. والحرص على اللقب يعظم انطباع الاتهامات. ليس المواطن نتنياهو يوصم بالاعمال الجنائية – بل المؤسسة ايضا.
صعد نتنياهو الى البث في التلفزيون فور نشر البيان. شاهدت الخطاب مرتين وثلاث مرات. كان مذهبه مرتبا. ولكن من بث الى بث سمع هشا اكثر، مريرا اكثر، منشغلا بنفسه أكثر. لقد اختص نتنياهو على مدى حياته المهنية بتشويه صورة الخصوم، الحقيقيين او الوهميين. وهو مقتنع بان كل نقد عليه هو مؤامرة يسارية، كل ذكر غير مثن على زوجته هو خيانة للوطن. ولكن ماذا يقول عن مفتش عام هو الذي عينه، مفتش عام تزين رأسه كيباه، عاش في الماضي في مستوطنة، جاء من المخابرات، أراؤه السياسية مغروسة عميقا في اليمين.
هو بحاجة ماسة لنظرية مؤامرة، لحبكة سرية، ظلامية تسحب دفعة واحدة الارض من تحت اقدام خصومه وتضمن له النصر. وفي ضيقه، تمسك بجملة قالها المفتش العام لايلانا دايان عن جهات لاحقت ضباط شرطة مشاركين في تحقيقات نتنياهو. النظرية هي أن الملاحقة اغاظت المحققين، والغيظ ترجم الى رأي مسبق من الشرطة ضد نتنياهو. أردتم مؤامرة؟ ها هي المؤامرة.
في الشرطة يدعون انه كانت ملاحقة. شخص هويته معروفة، وصلته بنتنياهو ايضا معروفة، شغل محققين عرضوا على جيران ومعارف ضابط الشرطة أسئلة على سلوكهم الشخصي بما في ذلك احداث قبل سنوات جيل. والاسئلة أصبحت استجوابات من صحافيين مقربين من المملكة. لقد كانت المحاولة غير لطيفة بل وربما مزعجة ومهددة ولكنها ليست جنائية.
توقع نتنياهو من ألشيخ ان يدافع عنه. ليس لانه وعد بتعيينه لاحقا رئيسا للمخابرات – ليس معقولا ان من قاد 30 الف شرطي ويكاد يكون مشاركا في كل حدث في الدولة سيغريه العودة لان يتقلص في الزاوية شبه السرية التي تعمل فيها المخابرات، بل وان يرى بذلك رفعا لمستواه. توقع ان يدافع ألشيخ عنه لانه رجل المعسكر، واحد منا. ماذا يظنني، تساءل ألشيخ. أنا جئت من المخابرات. في المخابرات يربوننا على الرسمية، ليس لحماية مصالح أحد ما، مهما كانت أهميتها.
حصل لـ ألشيخ ما حصل لمئير داغان الراحل ولخريجين آخرين من مكتب نتنياهو ومن القيادة الامنية، بمن فهم وزراء في الحكومة: لقد التقوا الملك وهو في ملابسه الداخلية، نظروا وشعروا بالاهانة. ولكن مشكوك ان يكون شعور ألشيخ بالاهانة أثر على توصيات الشرطة.
خطأ في توجيه الدفة
بزعم المحققين، فان قيمة الخيرات التي تلقاها نتنياهو من أرون ميلتشن وجيمس باكر وصلت الى مليون شيكل. الحجم، واكثر من هذا المطالبات بتجديد المخزون والتي طرحت المرة تلو الاخرى، تجعل تيار الهدايا خط توريد ثابت للكحول، السيجار، المجوهرات. سطحيا، هذا عمل جنائي، يبرر لائحة اتهام على الغش وخرق الثقة.
الفصول التي يتحدث فيها المحققون عن المقابل مقنعة أقل. وعدت، درج ليفي اشكول على أن يقول. لم أعد بالايفاء. اشكول قال الجملة في دعابة ذاتية؛ اما نتنياهو فجعلها ايديولوجيا. هو عنيد كبير في تحقيق الوعود التي اعطاها لنفسه. اما للاخرين فهو يعد بالكثير ويفي بالقليل. طلب نتنياهو التمديد لعشر سنوات للترتيب المشكوك فيه الذي يسمى قانون ميلتشن كان مدحوضا. وهو لم يصر عليه.
ان فشل محاولاته لتحقيق أماني ميلتشن تأثر أيضا بالطريقة المتعثرة التي يتميز بها عمله كمدير. ما هو واجب في جدول الاعمال والا تنهار الدولة، ينسى في الغداة. قرارات كثيرة تولد على عجل: مع وضد البث العام مثلا؛ مع وضد تصدير القنب. الرجل الاخير الذي يهمس في اذنه، هو الذي يقرر، على الاقل في تلك اللحظة.
المفاوضات مع موزيس وصفها في تحقيقه كعرض عابث، كمناورة خداع. واثار الوصف العجب: الجمهور يقبل رئيس وزراء يكذب من أجل بلاد اسرائيل. ولكن يجد صعوبة في أن يقبل رئيس وزراء يكذب حول كمية نسخ النشرة الاعلامية. وعليه فقد استدعي يعقوب فينروت، المحامي لكل حين، بتقديم المساعدة. وشرح هذا يقول: “هو بالاجمال فحص الخيارات”.
وكانت النتيجة ان نتنياهو وموزيس على حد سواء وعدا بما كان محظورا عليهما أن يعدا به، ما لم يكن بوسعهما ولم يكونا ينويا الايفاء به. وهما لم يكبدا نفسيهما شرح دوافعهما حتى اليوم.
جلب افراد الشرطة الى التحقيق عالم مفاهيمهم. هذا العالم مبني على الاخذ والعطاء: شخص ما يعطي شيئا ما ويتلقى شيئا ما في المقابل. في عالم المفاهيم الذي يعمل فيه نتنياهو يوجد فصل تام بين العطاء والتلقي. فهو يتلقى الاشياء لانه يستحقها؛ لا يدور الحديث عن رشوة بل عن احقاق العدل؛ وهو يتدخل من أجل احد ما لانه مسموح له. احيانا يسمي نتنياهو هذا قدرة الحكم. ما ورت نتنياهو كان هوسه في كل ما يتعلق بوسائل الاعلام. عندما عين نتنياهو نفسه وزيرا للاتصالات، حذرت هنا بان هذا سينتهي بتحقيقات شرطية: ما كان لهذا ان ينتهي بشكل مختلف. وزارة الاتصالات زائدة مثلما عادت واوصت اللجان على انواعها، يجب أن تقام بدلا منها سلطة نظامية، فنية في أساسها، تحرص على أن توفر لنا اتصالات الكترونية بسعر وجودة معقولين. اما نتنياهو ففكر في الاتصالات بتعابير اخرى. هو سيفتح سوق التلفزيون لعشرات القنوات، مالكوها يكونون متعلقين بارادته؛ وهو سيغير وجه مواقع الاخبار في الانترنت ووجه الصحافة المطبوعة. فكره كان قديما: فقد توقف هذا الفكر في العقد الماضي؛ جوهره كان فاسدا. واستعارة من وثيقة الشرطة في قضية ملف 1000، فان الخليط بين ما يمكن للمدير الاداري ان يقره، وزير الاتصالات، وبين ما يتوقع رئيس وزراء ان يتلقاه، خلق شبكة علاقات رشوية. لشدة الحظ، هو فشل، على طول كل الطريق.
صلة المغامرة الاعلامية لنتنياهو تعود الى نتائج تحقيقات الشرطة في ملف 1000 و 2000. تدخله في فتح واغلاق قنوات تلفزيونية تجارية؛ محاولاته لنقل ملكية القنوات الى أيدي ارباب المال الذين يرى فيهم مقربين؛ الهدية الاكبر، اقامة نشرة دعائية تسمى “اسرائيل اليوم”؛ المحاولة للتوسط في بيع “يديعوت احرونوت”. قضية بيزك التي لم تنضج بعد الى تحقيق شرطي رسمي، تجسد عمق السقطة. نتنياهو ربما لن يتضرر بنا ولكن الوفيتش، رب المال الصديق، حرمته من أهم أملاكه.
ملياردير يهودي أمريكي من مؤيدي الحزب الجمهور، التقى نتنياهو ذات مرة، وسأله نتنياهو: لماذا لا تشتري “نيويورك تايمز”. فأجابه الرجل: ولماذا أحتاج الـ “نيويورك تايمز”. فقال نتنياهو، “كي يكون لك تأثير”.
يؤمن نتنياهو بان الطريق الى السيطرة على الاعلام هو السيطرة على المالكين. وهو مخطيء. في الدولة الحرة ليس المالكون هم المسيطرون على المضامين بل المهنيون – الصحافيون، المحررون، المدراء. اما الانترنت فهي قصة اخرى، ولكن هناك ايضا ليس المالكون هم المسيطرون. كان له خطأ جسيم في توجيه الدفة.
ماذا لديه ليعرضه
لكل هذه الاسباب، وغيرها، يفترض بانه الى أن يصل المستشار القانوني للحكومة مندلبليت الى القرار، ستختفي مادة الرشوة. وسيكتفي المستشار بالغش وخرق الثقة. اما نتنياهو فكفيل بان يفكك الحكومة في موعد ما في اشهر شتاء او ربيع 2019، بين قرار المستشار رفع لوائح اتهام وبين الاستماع الذي سيعطى لمحاميه. وهو سيتوجه الى الانتخابات كي يعود منها مع تفويض من الجمهور لمواصلة منصبه. هذا ما يتوقع أن يحصل، ولكن في الشرق الاوسط لا تحصل الامور بشكل عام وفق التوقعات. والنسغ الذي يجمع الائتلاف معا يظهر مؤشرات التراخي. ودوما توجد امكانية للحرب. صيغة التوصيات تجعل من الصعب جدا على مندلبليت اغلاق الملف، ولكن يصعب علي أن اصدق بانه سيتبناها كما نصت عليه.
لبيد هو شاهد هام في قضية ميلتشن. نتنياهو اراد تمديد القانون. اما لبيد، كوزير للمالية فعارض وعرقل. في هذه الحالة كان لبيد في الطرف الصحيح من الجدال. ومع ذلك فان الصداقة القريبة بينه وبين ميلتشن خلقت تضاربا للمصالح. نتنياهو وهو خرجا عن المسموح به. والان أسمى النائب دافيد امسلم لبيد “الواشي” و “الفتان” ويكرر نحوه لعنة “لن يكون أمل للواشين”. وهي لعنة قيلت ليهود سلموا يهودا آخرين للاغيار، توجه الان تجاه من يشهد قانونيا امام شرطة اسرائيل. هذا سلم قيم رئيس الائتلاف، هذا هو وجهه.
لبيد سيخرج كاسبا من تعزز قوة الاصوليين وتحقيقات نتنياهو. هذا يلزمنا جميعنا لان نعود ونفحص ما الذي لديه ليعرضه. فهو عارض ممتاز، أخ فقط لنتنياهو. ويسأل السؤال، ما الذي يمكنه أن يعرضه أكثر من ذلك.
هآرتس / الجنود أطلقوا الكلب على مبروك جرار واعتقلوه وهو ينزف
هآرتس – بقلم جدعون ليفي واليكس ليبك – 16/2/2018
المنظر كان قاسيا، زوجته ترينا صوره في هاتفها المحمول: ذراعه المجروحة وآثار الجرح تظهر على طولها، وايضا ساقه. هذه هي نتيجة الليلة المخيفة التي مرت عليهم: تفجير مدخل البيت الرئيسي في منتصف الليل واقتحام الجنود العنيف الى الداخل، الانبطاح على الارض تحت الكلب الذي ثبته ورفض اطلاق سراحه مدة ربع ساعة؛ صراخه وصراخ زوجته واولاده المرعب، تكبيله وهو ينزف، الاعتقال وحرمانه من العلاج الطبي مدة ساعة الى حين نقله الى المستشفى، وهناك التقينا معه ومع زوجته هذا الاسبوع، كان يجلس وهو مكبل.
هذا ما حدث لمعلم اللغة العربية مبروك جرار في بيته في قرية برقين قرب جنين اثناء البحث عن قاتل الحاخام رزئيل شيفح من حباد جلعاد.
الامر لم ينته عند ذلك. بعد بضعة ايام عاد الجنود مرة اخرى في منتصف الليل، وفي هذه المرة للتفتيش. وقاموا بتعرية كل النساء في البيت بمن فيهن والدته العجوز والمريضة وأخته المعاقة وبحثوا عن المال. المعلم جرار يرقد الآن في السرير الاوسط في غرفة في قسم العظام في مستشفى هعيمق منذ اسبوعين. في يوم الاحد الماضي كانت رجليه ما تزال مكبلة بالسرير وكان الجنود يحرسونه ومنعوا زوجته من تقديم المساعدة له. عند الظهيرة ذهبوا بعد أن امرت المحكمة العسكرية باطلاق سراحه دون قيد أو شرط. ليس واضحا لماذا اعتقل ولماذا اطلقوا عليه الكلب.
ذراعه اليسرى وساقه مضمدتان ووجهه متجهم من الألم وينقبض مع كل حركة، زوجته ايناس تجلس بجانبه. الاثنان تزوجا قبل 45 يوم فقط، وهو الزواج الثاني لهما، يوجد له ولدان من زواجه الاول، صهيب 9 سنوات ومحمد 5 سنوات. الولدان كانا شاهدين على ما فعله الجنود والكلب بوالدهم. الآن هم يعيشون عند والدتهم في جنين، لكن الكوابيس تأتيهم في الليل وهم يستيقظون كل ليلة مذهولين ويصرخون وينادون على والدهم.
مبروك معلم للغة العربية في المدرسة الاساسية “هشام الكيلاني” في جنين. في يوم الجمعة قبل اسبوعين ذهب هو وزوجته ايناس للنوم في منتصف الليل تقريبا، ولداه كانا ينامان في الغرفة المجاورة، فهما يأتيان لزيارته كل نهاية اسبوع. حوالي الساعة الرابعة فجرا أيقظهم صوت تفجير قوي جاء من جهة مدخل البيت. في جهاز الامن يقولون إنهم نادوا عليه بمكبر الصوت، لكن أبناء العائلة قالوا إنهم لم يسمعوا شيئا حتى حدوث تفجير البوابة. مبروك قفز من الفراش والاولاد وزوجته استيقظوا، وهو ركض نحو غرفة الاولاد للدفاع عنهم ومحاولة تهدئتهم. عدد من نوافذ البيت تحطم من قوة التفجير.
في الخارج كانت تقف جيبات الجيش ومنذ البداية تم ادخال كلب ضخم حسب اقوالهم، الكلب انقض على مبروك جرار وقام باحتضانه من الجهة اليسرى واسقطه على الارض، بعد ذلك دخل في اعقابه على الاقل 20 جنديا حسب تقدير العائلة. لا يصعب تصور الذعر الذي اصاب اصحاب البيت. الكلب جره على الارض، زوجته قفزت باتجاهه مع بطانية في يدها في محاولة لابعاد الكلب بمساعدة البطانية وانقاذ زوجها من أنيابه. الاولاد شاهدوا المنظر وبدأوا بالبكاء. كان يصرخ ويطلب المساعدة وزوجته ايضا. البطانية لم تساعد وايناس لم تنجح في تحرير زوجها من الكلب. فقط بعد عدة دقائق، قالوا، بدأ الجنود في محاولة تخليصه، لكن الكلب لم يذعن لهم. مبروك قال إنه كان على قناعة بأنه سيموت، وزوجته اعتقدت ذلك ايضا.
الجنود مزقوا ملابسه في محاولة لتخليصه من الكلب كما يبدو. وبعد ربع ساعة تقريبا، حسب تقديرنا، نجح الجنود في تخليصه من الكلب، حسب اقواله، احدهم ضربه بقبضته على أنفه ووجهه. وقد كان مصابا ومندهشا. الجنود كبلوا يديه خلف ظهره وأنزلوه الى الطابق في مدخل البيت، عندها جاء ضابط وسأله عن اسمه، وفك قيوده وصور جراحه.
الضابط بدا مندهشا من منظر الجروح والذراع والساق المصابتان، قاموا بادخاله الى الجيب العسكري وأخذوه وهو مكبل، الى منشأة الاعتقال في سالم، هناك أبقوه ثلاث ساعات، كما قال، دون تقديم أي علاج له. فقط بعد ذلك تم نقله الى مستشفى هعيمق حيث وصل الى هناك في الساعة العاشرة والنصف صباحا تقريبا.
في تلك الاثناء كان معتقلا رغم أنهم لم يقولوا له في اي وقت لماذا تم اعتقاله وبسبب ماذا. في تلك الليلة اعتقل ايضا شقيقيه مصطفى ومبارك جرار. مبارك اطلق سراحه في حينه ومصطفى ما زال في الاعتقال. جميعهم يحملون اسم عائلة المطلوب رقم واحد بقتل الحاخام رزئيل شيفح، احمد جرار، الذي تمت تصفيته بعد ذلك.
حادثة مشابهة وقعت في نفس الليلة بين الجمعة والسبت في قرية الكفير قرب جنين. في الساعة الرابعة فجرا داهم جنود الجيش بيت سماهر ونور الدين عواد واولادهم الاربعة. ومع الجنود تم ادخال كلب الى غرفة نومهم الذي عض وجرح الوالدين.
هكذا وصفت سماهر عواد ما حدث في الافادة التي قدمتها للباحث الاجتماعي عبد الكريم السعدي: “كنت احمل ابني كرم (2 سنة) الذي كان يبكي، فتحت الباب الذي دقه الجنود وقام كلب بالهجوم علي وقفز على صدري. كرم سقط من بين يدي، وبعد ذلك رأيت زوجي قد قام برفعه. حاولت ابعاد الكلب بعد أن عضني بصدري، نجحت في ابعاده ولكنه أمسك بساقي اليسرى.
“نجحت بكل قوتي في ابعاده. الجنود كانوا يقفون وفقط نظروا الى الكلب ولم يفعلوا شيئا. طوال هذا الوقت كان زوجي يتوسل للجنود بأن يأخذوا الكلب. أحد الجنود تحدث مع الكلب بالعبرية وحينها أمسك الكلب بذراعي اليسرى بضع دقائق الى أن وصل جندي وأخذه. نزفت من يدي التي كانت تؤلمني جدا. الجنود والكلب خرجوا ووقفوا امام المدخل، زوجي طلب أن يقدموا العلاج لي لكنهم لم يأبهوا له، قمت بربط يدي بقطعة قماش لوقف النزيف”.
لقد بحثوا عن المال
بعد بضعة ايام في 8 من ذاك الشهر، مرة اخرى استيقظوا في بيت جراح في برقين مذعورين من مداهمة الجنود. في ذلك الوقت كان في البيت فقط نساء واطفال: ايناس، اولاد مبروك وأمه وأخته اللتان تعيشان في نفس البيت. الساعة كانت الثالثة والنصف فجرا. ايناس قالت إن نحو عشرين جندي دخلوا الى البيت وقالوا للنساء بأن هناك اموال لحماس في البيت وأنهم جاءوا لمصادرتها. داسوا على الفراش وايناس طلبت منهم عدم القيام بذلك لكنهم لم يستجيبوا لها. سألوا أين مبروك. مبروك كان معتقل من قبل الجيش الاسرائيلي في مستشفى هعيمق في حينه.
بعد ذلك انتقلوا للتفتيش الجسدي. حسب اقوالها قامت مجندة بادخال النساء الثلاثة الى غرفة وامرتهن بخلع ملابسهن. الجنود انتظروا في الخارج. زوجته وأمه (75 سنة) وأخته المعاقة (50 سنة)، تم اجبارهم على خلع ملابسهن، حسب اقوال ايناس المجندة امرتهن بالجلوس والوقوف قرب السرير. في التفتيش لم يعثروا على شيء، لا مال ولا حماس. عندها منحوا ايناس تصريح للدخول الى اسرائيل لزيارة زوجها. وحسب اقوالها قالوا لها إنه يوجد قيد الاعتقال في سجن مجدوا، وقامت هي بالسفر الى هناك. لكن زوجها لم يكن هناك. قامت بالاتصال مع الباحث الاجتماعي لـ “بتسيلم”، السعدي، الذي قام بالفحص ووجد أن مبروك يوجد قيد العلاج في مستشفى هعيمق في العفولة. فسافرت الى هناك، زوجها كان ما يزال معتقل وحراسه سمحوا لها بزيارته مدة 45 دقيقة فقط.
حسب رد جهاز الامن على صحيفة “هآرتس” “لم يتم تجريد النساء من الملابس بالقوة”. وبشأن الاعتقال والكلب قيل إن قوات الامن وصلت الى قرية برقين “الى بيت مبروك جرار المتهم بنشاط يهدد أمن منطقة يهودا والسامرة”. كما قيل إن القوات “نادت عليه للخروج الى الخارج”، وأنه “بعد تكرار النداءات ولأنه لم يخرج واصلوا تنفيذ التعليمات وتم ارسال كلب لتنفيذ التفتيش من اجل التأكد من عدم وجود احد في البيت. المتهم أغلق على نفسه وعلى بنات عائلته الباب في غرفة في الطابق العلوي. عندما تم فتح الباب عض الكلب المتهم واصيب وتلقى علاج فوري من قبل القوات الطبية العسكرية الى حين نقله الى المستشفى”.
قابلوا يهود
كان يجلس على السرير في المستشفى، حديثه ما زال ضعيفا وحركاته ايضا. زوجته تأتي كل يوم من برقين. “ماذا تعتقد أنني شعرت؟” اجاب على سؤال ما الذي شعر به عندما كان منبطحا بين أنياب الكلب، “اعتقدت أنني سأموت”، حسب التركيبة العرقية للمستشفى، الزوار والطواقم الطبية، فان هذا المستشفى هو مستشفى ثنائي القومية، يهودي عربي، مثل معظم المستشفيات في شمال البلاد. ولكن الى غرفة جرار في قسم العظام دخل رجل صيانة يهودي وهو غاضب ويقطر كراهية تجاهنا. “لماذا تقابلون العرب؟ لماذا لا تقابلون اليهود؟” سأل وهدد بأن ينادي ضابط الامن في المستشفى لأن مبروك جرار الجريح تحدث معنا.
يديعوت أحرونوت / “إسرائيل” تستعد لتدشين قطار تهويدي يربط بين تل ابيب بالقدس المحتلة
يديعوت أحرونوت – 16/2/2018
تواصل “إسرائيل” استعداداتها لتدشين قطار تهويدي يربط مدينتي القدس المحتلة وتل أبيب، على أن يتم ربطه في مرحلة لاحقة، بحائط البراق في حرم المسجد الأقصى.
وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية أنه “تجري الاستعدادات لتدشين القطار في نيسان/ إبريل المقبل أو مطلع شهر أيار/ مايو، الذي بدأ العمل فيه قبل 9 سنوات”.
وبينت الصحيفة أن الرحلة ستستغرق 28 دقيقة ما بين مدينتي القدس المحتلة وتل أبيب، لافتة إلى أنه “في المرحلة الأولى ستكون هناك رحلتان كل ساعة، وفي مرحلة لاحقة سيتم تسيير 4-6 رحلات كل ساعة”.
وأشارت إلى أن القطار السريع يخترق أنفاقا ويمر على جسور للربط ما بين المدينتين، منوهة إلى أن وزارة المواصلات وسلطات القطارات “الإسرائيليتين” شرعتا بالعمل على المرحلة المقبلة من القطار، التي تربط محطته في القدس الغربية بالمحطة النهائية وهي حائط البراق، غربي المسجد الأقصى.
وأفادت الصحيفة أن المحطة النهائية ستحمل اسم “الرئيس الأمريكي دونالد ترامب” امتنانا على قراره الاعتراف بالقدس “عاصمة لإسرائيل”، ولم تذكر تفاصيل عن مسار الخط الجديد أو موعد افتتاح المحطة في منطقة حائط البراق.
هآرتس / على موزيس ان يتخلى عن كرسيه
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 16/2/2018
تركز الاهتمام العام هذا الاسبوع على توصيات الشرطة بشأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. ولكن موقف الشرطة والذي يقول انه تبلورت بنية تحتية من الادلة الكافية ضد الناشر والمحرر الرئيس لـ “يديعوت احرونوت” ارنون موزيس على عرض الرشوة، لا يمكنه أن يمر مرور الكرام. فالتسجيلات التي يسمع فيها نتنياهو وموزيس ينسجان صفقة تحسن لهما الاثنين – تغطية عاطفة لنتنياهو مقابل اضعاف المنافسة لـ “اسرائيل اليوم” – تدل ليس فقط على رئيس وزراء عديم الكوابح بل وايضا على ثقافة صحافة فاسدة لناشر تصم الاعلام الاسرائيلي كله.
من تلك التسجيلات يمكن لنا ان نتعرف على انعدام طيبة النية لدى موزيس: من ناحيته فان عملية تغطية الواقع – الحجر الاساس الذي تقوم عليه ثقة الجمهور – هي نتيجة تحقيق مصالح اقتصادية وحسابات سياسية، بينها وبين مصلحة الجمهور لا توجد اي صلة. وبهذا المفهوم فان نتنياهو وموزيس هما صورة مرآة: الاول فكك الائتلاف وجر دولة كاملة الى انتخابات فقط كي ينقذ قانون “اسرائيل اليوم”؛ اما الاخر فكان مستعدا لان يقدم لقراءه صورة واقع مشوه، على أن تضعف منافسته المريرة.
وبالفعل، لم يتقرر بعد رفع لوائح اتهام في ملف 2000، ولكن الصحافة لا تسير وفقا للقانون فقط. فهي ملتزمة بقواعد اخلاقية وبمقايس الاستقلالية. ومنذ الان يمكن أن نشير الى خروقات خطيرة ارتكبها موزيس بصفته محررا رئيسا تجاه انظمة الاخلاقيات في مجلس الصحافة: “الا تسيء صحيفة أو صحافي استخدام مكانتهما، دورهما او قوتهما”، “الا يطلب أن يتلقى صحافي خير متاع بشأن موضوع يتعلق بعمله”و “لا يوجه الصحيفة أو الصحافي في اداء مهامهما اي محفل خارجي ليس علنيا وبالاخص ليس من معلنين واجسام سلطوية، اقتصادية وسياسية.
كل محاولة للاتجار بالتغطية الاعلامية وتغيير مسارها لاعتبارات غير موضوعية في صالح عامل غريب هي محاولة مرفوضة. وعندما يكون العامل الغريب هو الرجل القوي في اسرائيل، فلا سبيل للامتناع عن استنتاجات بعيدة الاثر. اذا كان موزيس بالفعل يرى مصلحة الثقافة امام عينيه، وهو بالفعل يخاف على سمعة ومصداقية الصحافيين العاملين تحت إمرته، فعليه أن يتخلى عن كرسيه.