ترجمات عبرية

يوني بن مناحم يكتب – حرب نفسية

معاريف – مقال – 4/12/2018

بقلم: يوني بن مناحم

على خلفية المنشورات لصحيفة “الاندبندنت” البريطانية امس والتي كشفت النقاب ظاهرا عن تفاصيل جديدة حول العملية السرية التي قام بها الجيش الاسرائيلي في خانيونس، تنشر منظمة حماس اليوم الاسم السري للعملية لكشف الشبكة الاسرائيلية: “رأس الحربة”. في اطار الحرب النفسية ضد اسرائيل، اعلنت وزارة الداخلية لحماس بان المحكمة العسكرية في غزة حكمت بالاعدام على ستة عملاء مع اسرائيل، اضافة الى عقوبات بالسجن مع الاشغال الشاقة على سبعة آخرين، تدعي حماس بانهم ساعدوا في نقل المعلومات. الهدف واحد – كشف شبكة المتعاونين مع اسرائيل في القطاع.

تواصل مواقع الانترنت المتماثلة مع حماس النشر اليومي لصور مقاتلي القوة الخاصة من الجيش الاسرائيلي، والتي انكشفت بعد الاشتباك في منطقة خانيونس. وحسب مصادر في المنظمة، ففي الايام القريبة القادمة ستنشر ايضا معلومات جديدة ستحرج اسرائيل. يحتمل أن يكون الحديث يدور عن عرض أجهزة التنصت التي تدعي المنظمة انها امسكت بها في السيارة التي فر فيها جنود القوة. وحسب مصادر في غزة، فان جهاز الامن العام “الشاباك” الاسرائيلي أجرى في الاسبوع الماضي الاف المكالمات الهاتفية مع السكان في القطاع حذرهم فيها بعدم التعاون مع حماس في تسليم المعلومات عن نشاط قوات الجيش الاسرائيلي في القطاع وعدم تشخيص صور مقاتلي الوحدة الخاصة للجيش الاسرائيلي والتي نشرتها حماس في مناشير وزعتها الشرطة في شوارع مدن القطاع.

تواصل منظمة حماس اطلاع الصحافيين العرب، ولا سيما صحيفة “الاخبار” المتماثلة مع حزب الله بتفاصيل عن التحقيق في عمل قوات الجيش الاسرائيلي الذي كاد يستكمل. واضح أن هذه استعراضات مغرضة تستهدف تعظيم قوة حماس والهزء بالاستخبارات العسكرية في اطار الحرب النفسية، ولكن ايضا من المعلومات التي نشرت يتبين أن الصورة ليست مزهرة لحماس، رغم الخلل العملياتي الاسرائيلي.  فمما بادرت المنظمة الى نشره في الصحيفة اللبنانية، يمكن الاستنتاج بان قطاع غزة سائب من ناحية أمنية امام القوات الخاصة الاسرائيلية، وهم يفعلون به ما يشاءون، رغم المساعي التي تتخذها اجهزة أمن حماس.

يخيل أنه رغم قرار المحكمة الذي نشرته حماس اليوم، بالنسبة للاعتقالات والاعدامات للمتعاونين مع اسرائيل فان الكثير من سكان القطاع لا يخافون من التعاون مع المخابرات الاسرائيلية ضد الحكم الدكتاتوري لحماس. فالمعلومات الاستخبارية لدى اسرائيل عما يجري في الذراع العسكري لحماس دقيقة جدا. فالاستخبارات الاسرائيلية تعرف اين تقام اجهزة الاتصالات الداخلية لحماس، وهي تصل اليها وتنجح في زرع أجهزة تنصت فيها دون أن تكتشف أو يمسك بها. هكذا، فانه رغم كشف المقاتلين وجزء من اساليب العمل، فان الجيش الاسرائيلي ملزم بمواصلة استخدام وحداته الخاصة خلف خطوط العدو كي يحصل على معلومات نوعية منقذة للحياة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى