ترجمات عبرية

يوعز هندل – مساعي التسوية : دعوا الجيش ينتصر

يديعوت – مقال – 12/11/2018

بقلم: يوعز هندل

قبل لحظة من النار التي نشبت امس كان من الصعب التصديق، ولكن التاريخ لعب في صالحنا: حركة السلام الان ولدت من جديد في داخل الليكود. وبقيت النداءات متشابهة: “السلام يصنع مع الاعداء”، “خير الاحتواء على الحرب”، “ينبغي استنفاد كل الامكانيات”، وربما الحجة الاكثر مفاجئة هي انه “لا معنى للقتال لانه في كل حال سنعود الى النقطة ذاتها”.

بالمقابل، فان اليسار الاسرائيلي مع انفصام للشخصية شديد بقدر لا يقل: مؤيدو السلام والحل الوسط يؤيدون فجأة اليد الحديدية والحملة العسكرية مع مئات القتلى في الطرف الفلسطيني، باستثناء ان نتنياهو هو الان مثابة ما كانوا هم عليه. بشكل نظري بالطبع. وقد حصل هذا ليلة أمس. إذ ان الواقع هنا بات يخلط الجميع.

“دعوا الجيش الاسرائيلي ينتصر”، كان هو الشعار الذي اخترعه اوري ارئيل الذي كان في حينه في مجلس يشع للمستوطنين في وجه قرار القيادة السياسية احتواء الارهاب في الانتفاضة الثانية. كانت هذه معركة ايديولوجية – فلسفية يقف خلفها مختبر تجارب كامل في الدم. قبل عشر سنوات نشر مع البروفيسور زكي شالوم كتابا بهذا العنوان، بحثا اكاديميا جافا ومليئا بالمعطيات والاقتباسات. من جهة، كانت تصريحات السياسيين، الصحافيين والادباء من اليسار ممن ادعوا بانه  يمكن الانتصار على الارهاب. النماذج كلها ضدنا. هكذا ادعوا في كل مكان في العالم تراجعت الدول القوية في مواجهة منظمات الارهاب والعصابات. الامريكيون في فيتنام، السوفيات في افغانستان، الفرنسيون في الجزائر، وحتى نحن انسحبنا من لبنان إذ لم يكن مفر.

في الجانب الاخر كان هناك من دعوا الى الدخول عسكريا والحاق الهزيمة بالارهاب. الاخيرون مع شعار اوري ارئيل كانوا محقين. الجيش الاسرائيلي دخل، حسم وانتصر على ارهاب الانتحاريين. في تلك الايام الغريبة كان اليسار هو الذي ادعى بانه لا معنى للدخول عسكريا الى غزة، جنين ونابلس، لاننا في نهاية المطاف سنصل الى الوضع ذاته. اما اليمين فاراد الحسم. واليوم: عالم مقلوب.

تجدني واعيا لحقيقة أنه لم يعد شعبيا تبني الاراء الشخصية، فالايديولوجيا اليوم هي نتنياهو – هل انت معه ام ضده. ومع ذلك، أجد صعوبة في ان أتحرر من المفاهيم التي كانت في حينه. من لم يرغب في الحسم العسكري ومن لم يرغب في اي شيء آخر، سيجد نفسه في حملة عسكرية دون حسم. لا الان، إذن غدا.

امام حكومة اسرائيل كان خياران فقط منذ انتهت الجرف الصامد: خطة مارشل دولية في القطاع مع تجريد القطاع من السلاح، مثلما تعهد نتنياهو في اليوم التالي للحملة، او حملة عسكرية مخططة جوهرها الحسم. ضرب مراكز ثقل حماس، لغة عسكرية كان ذات مرة يفهمها الجميع. لا حلا انتقاليا بمبلغ 15 مليون دولار. هذا وهم. دولة العدو التي توجد الى جانبنا في الجنوب يجب لجمها بالردع. أحد الطرق هو أن يكون لهم ما يخسروه. والثاني هو تصفية النظام- او الضربة الشديدة له – كي يتضح الثمن.

لقد كان ادخال قطر الى الصورة هو لغزا ايديولوجيا لا يقل غرابة. فمنذ زمن غير بعيد انضممت الى رفاقي من المعسكر الوطني في انتقاد بناء استاد من اموال قطر. دولة تعطي رعاية في الدولة لقيادة حماس مع خالد مشعل لقادة حركة الاخوان المسلمين ممن فروا من مصر، دولة مع علاقات مع داعش ومنظمات جهادية اخر قاتلت في سوريا. إذن احتجينا على ادخال مالهم الى الاستاد، اما الان فنحن المشجعون.

أمس تحدث عن ذلك نتنياهو لاول مرة بصوته. في الدولة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة مع اعلام حر فان معظم الانباء عن التسوية الغريبة هذه تأتي من حماس. في الكابنت تملصوا من القول انهم صادقوا على شيء ما حتى الان. بينيت وليبرمان يدعيان بانهما عارضا، كل واحدة بكلماته. نتنياهو يدعي أنهم جميعهم صادقوا. ولا يوجد حتى ولا واحد مستعد لان يقول ما هي الغاية الاستراتيجية؟ ما الذي يريدون تحقيقه.

دعكم من المقترعين، الذين يبدو انهم لا يهمهم ما قالوه امس وما يقولونه الان، اذا كان محظورا امن مسموحا الحديث مع منظمة  ارهاب، محظورا ام مسموحا احتواء المس بسيادة اسرائيل. ولكن ماذا بالنسبة لسكان غلاف غزة، الجنود، المواطنين الذي سيستدعون الى خدمة الاحتياط. ماذا تريد دولة اسرائيل؟ فليغفر لي اولئك الذين قرروا الهدف بكلمات نتنياهو، العودة الى الوراء في الزمن الى شهر آذار هو هدف ليس له أي تفسير أو احتمال: في شهر اذار وقفنا امام حملة مثلما هو اليوم. فقط موضوع حظ وصاروخ يسقط في المكان غير الصحيح. في شهر اذا كانت المشاكل الانسانية مشابهة. باستثناء انها كانت اقل قليلا. شهر اذار مر، 15 مليون دولار لن تعيده. دور الجيش الاسرائيلي ان ينتصر – هذا ممكن رغم الاقوال الانهزامية – أم ان تشرح ما هي الاستراتيجية البديلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى