ترجمات عبرية

يوعز هندل / تصريحات مقابل أفعال في غزة – بالون استعراضي

يديعوت – بقلم  يوعز هندل – 7/8/2018

ليس للموقف الاشكالي من عائلتي غولدن وشاؤول صلة بالتشوش الذي يخيم على حكومة اسرائيل بشأن قطاع غزة. فالموقف المهين ليس استراتيجيا؛ هو مجرد مشكلة زعامية. اما التحدي الاكبر لنتنياهو وليبرمان فهو الواقع، هو على ما يبدو المسؤول عن أن حكومة اليمين تصرف كحكومة يسار، او للدقة: تقول شيئا ما وتفعل العكس بالضبط. يمكن أن نسمي هذا “سياسة مسؤولة”، ولكن من اجل هذا هناك حاجة قبل كل شيء الى الاعلان بان هذه سياسة وشرحها للجمهور.

من يسكت على التصريحات القاطعة ويراجع افعال الحكومة – دون أن يربطها بالاحزاب – سيكون على قناعة بانهم من خريجي السلام الان: خطة تفتح فيها المعابر، وصالح العاروري، كبير المخربين يتجول بحرية في القطاع برعاية اسرائيل، وحكم حماس يحظى بالامتيازات، وكل هذا مقابل ماذا؟ الهدوء.

يمكن فقط أن نتصور سيناريو في بلاد بعيدة تكون منظمة ارهابية تسيطر على اقليم صغير وتجعل سكانه رهائن. وتفرض المنظمة ارهابا دينيا، تقمع حقوق السكان، واضافة الى ذلك توظف معظم مقدراتها في تطوير وسائل قتالية ضد الدولة الكبيرة الى جانبها.المعطيات في غير صالح المنظمة الارهابية، ولكن مثل الانتحاري المواظب يهاجم المرة تلك الاخرى تلك الدولة. وهذه تقاتله بين الحين والاخر، تجبي ثمنا، تدفع ثمنا بحياة جنودها، وهلمجرا.

هكذا الى أن يتبين ذات يوم بان الدولة الكبيرة وافقت على التفاوض مع منظمة الارهاب. فتفتح المعابر وتطلق البضائع وترفع الحصار وتترك القادة العسكريين يدخلون من مصر الى القطاع وتتخلى عن افكار التجريد من السلاح، كله على أن يتوقفوا عن اطلاق البالونات مع الجمرات نحوهم.

فهل تعرفون ماذا يسمون هذا في اسرائيل؟ الاستسلام.

في الماضي كتبت بحثا عن دول تفضل الهدوء على الحرب. وكان الاستنتاج ان هذه تعتقد انه لا يمكن الانتصار على الارهاب فتدفع دوما ثمنا أعلى. أعرف ان هناك نظريات اخرى. نظريتي كانت تقوم على اساس “مكان تحت الشمس” لكاتب ما يسمى بنيامين نتنياهو.

يمكن للمرء أن يغير رأيه. فالحمار وحده لا يغير رأيه. يمكن ايضا ان نرى الامور من هناك أو من هنا، ولكن ما لا يمكن هو تغيير الرأي ولكن تبرير الرأي السابق.

بعد الجرف الصامد أعلنت حكومة اسرائيل عن تجريد قطاع غزة كهدف استراتيجي. كانت أيضا افكار عن جزر مثل اقامة ميناء على نمط اسرائيل كاتس، وعصي مثل سحب الامتيازات من سجناء حماس. شيء من هذا لم يحصل.

عائلتا غولدن واورون تفعلان بالضبط ما هو متوقع من عائلات ثكلى لا تزال جثامين ابنائها محتجزة في القطاع. فهي تطلب جلبها للدفن في اسرائيل بل وتضع سقفا جديدا ليس فيه مطالبة بتنازل اسرائيلي. بل العكس.

حجج اليسار ضد العائلتين هاذية، وكذا ايضا حجج جهات مجهولة وجبانة في الحكومة. فمن حقهما التام وواجبهما ممارسة الضغط. ومن واجب حكومة اسرائيل أن تقرر استراتيجية عن قطاع  غزة. العائلتان لا تجران اسرائيل الى الحرب وان كان فقط لانهما ليستا الجهة التي تتخذ القرارات. يمكن لرئيس الوزراء في كل لحظة أن يلقي خطابا للامة ويقول: “قررنا احتواء ارهاب الطائرات الورقية، الحقول المحترقة، قررت الا أرد على استفزاز حماس وأن ابحث عن الهدوء في كل ثمن. اريد أن تعود السلطة الفلسطينية الى قطاع غزة”.

يمكنه أن يقول وعندها لا يمكن الجدال. في نظري الربط بين رام الله وغزة خطأ. قطاع غزة هو دولة عدو (حماستان)، ورام الله هي عاصمة السلطة الفلسطينية. من يربط بينهما يعيد فكرة الدولتين على نمط اوسلو من  الباب الخلفي، فكرة الطريق الفلسطيني الذي يقطع النقب ويقسم اسرائيل.

كان يمكن لرئيس الوزراء ان يشرح بان جثماني غولدن وشاؤول هما باولوية ثانية، لان الجبهة في الشمال ساخنة والعائق لا يزال لم يقم بعد. كان يمكن أن يتحدث، ولكنه لا يفعل.

لا يمكن خداع كل الناس كل الوقت والامل الا يشعر بذلك أحد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى