يوسي يهوشع يكتب – ثمن التجلد
يديعوت – بقلم يوسي يهوشع – 18/10/2018
حتى لو لم يكن واضحا كيف بالضبط سيوجه الكابنت الجيش للعمل اليوم حيال التصعيد المبادر اليه من حماس، فان شيئا واحدا واضح بالفعل: محظور على اسرائيل ان تصل الى تسوية تحت النار دون اعادة الردع.
في نصف السنة الاخيرة فهمت حماس بان الاسرائيليين لا يفهمون سوى لغة القوة وهي تعمل على نحو جيد وفقا لهذا النهج. اذا لم يتغير الرد الاسرائيلي على حدث خطير مثل أمس – فان الوضع سيتدهور فقط. لثلاث سنوات وثمانية اشهر صمد الردع من “الجرف الصامد”. لم تستغل القيادة السياسية هذا الهدوء لتحقيق تسوية مريحة مع حماس وهذا هو الخطأ المركزي. في 29 اذار قرروا في حماس تغيير المعادلة، ومنذئذ نجحوا ايضا: بداية في “مسيرات العودة” نحو الجدار، وفي اعمال الشغب العنيفة، في اطلاق البالونات الحارقة والبالونات المتفجرة، في جولات القتال المبادر اليها، ومؤخرا ايضا في التسللات الجماعية عبر الجدار.
في تلك الحالات لم يعالج الجيش والحكومة على نحو صحيح – لا البالونات، التي لم تحبط الخلايا التي تطلقها في البداية، ولا في جولات القتال التي انهاها الجيش الاسرائيلي دون انجازات عملياتية. رغم التسللات عبر الجدار، لم يعد الجيش الاسرائيلي ايضا المعيار الامني لذاك المجال من 300 متر غربي الحدود، حيث لا يسمح للفلسطينيين بالدخول. في نصف السنة الاخيرة كان رئيس الوزراء، وكذا وزير الدفاع، مشغولين اساسا بالتهديدات التي اتضحت كعديمة التغطية وعمليا سمحا بهذا التدهور.
وجاءت نار صباح امس لتفاجيء الجيش الاسرائيلي والقيادة السياسية. فقد استعد الجميع لوصول وزير المخابرات المصرية كامل عباس الى القطاع، الى رام الله والى القدس كي يحيك التسوية بشكل نهائي. نائب وزير الدفاع ايلي بن دهان المح ربما بمستوى التأهب حين قال في المداولات في الكنيست انه “قريبا ستنصب منظومة قبة حديدية في بئر السبع”. يمكن الافتراض بان منظومة الدفاع الجوي ستتعزز ايضا في مناطق اخرى في البلاد. تدعي حماس بان ليست هي من اطلق النار على بئر السبع وغوش دان. وبالتالي فان لمنظمتين فقط هذا النوع من الصواريخ التي اطلقت امس. حماس والجهاد الاسلامي. لقد كان الضرر اللاحق شديدا وشاذا اذ كان هذا هذه المرة صاروخا مع كمية لاكثر من 20 كيلوغرام من المواد المتفجرة. من اطلق النار قد فعل ذلك بشكل مخطط: لا بد أن هذا لم يكن بسبب صعقة برق، كما تدعي حماس، لان احدا ما اراد ان يحقق صورة انتصار قبل التسوية التي أمل بان يحققها ولهذا فقد كان مريحا له ان يعرض نفسه كمن يسعى الى وقف النار.
نشرت المنظمتان بيانا شاذا بانهما ليستا هما من اطلقتا النار. محظور على اسرائيل أن توافق على هذا الوضع ولهذا فواجب الرد – قبل ان تدخل اسرائيل في خطوة التسوية. لم تكن هجمات صباح امس ذات مغزى رغم الاشرطة المصورة التي نشرها الجيش الاسرائيلي. فالمخرب القتيل الوحيد كان نتيجة احباط خلية اطلاق صواريخ نحو شاطيء عسقلان.
في هذه الاثناء نزل بعض من قادة حماس تحت الارض، واخلت المنظمة قيادات بحيث أن اهداف الجيش الاسرائيلي للاحباطات المركزة محدودة. والامكانيات التي عرضها الجيش على الحكومة تتضمن متدرجات عمل مختلفة. ولكن رغم المواجهة بين وزراء الكابنت فان القرار يتخذه رئيس الوزراء وحده. في كل الاحوال واضح انه في الجهاز العسكري والسياسي تنقص خطط خداع وتمويه مثلما كانت هنا في “الرصاص المصبوب”، حين امر وزير الدفاع في حينه ايهود باراك بفتح المعابر في غزة رغم النار المستمرة وعندها في الغداة – بدأ بمهاجمة عشرات اهداف حماس. هكذا ايضا في “عمود السحاب” حين سافر باراك ونتنياهو الى التقاط الصور لهم في هضبة الجولان لتوفير عناوين رئيسة عن سوريا وبالتوازي هاجم سلاح الجو فصفى رئيس اركان حماس احمد الجعبري.
منذ اكثر من ستة اشهر لا تنجح سياسة التجلد لنتنياهو وليبرمان حيال حماس. لا يوجد ما يدعو الى التصديق بانهما اذا اختاراها اليوم ايضا فانها ستنجح.