ترجمات عبرية

يوسي يهوشع يكتب – المناورة المفوتة

يديعوت – بقلم يوسي يهوشع 9/8/2018

لكل جولة في قطاع غزة توجد لها أسبابها. ولكن يبدو انها بدأت هذه المرة فقط وحصريا لاسباب عملياتية، استخبارية وتكتيكية اسرائيلية. أو بتعبير آخر: “لو كان الجيش الاسرائيلي وقيادة المنطقة الجنوبية علموا فقط بمناورة حماس أول أمس، في الاستعراض الذي أجرته في شمال قطاع غزة – لما كنا أغلب الظن شهدنا أمس احداث اطلاق النار الثقيلة.

يمكن أن نرى بداية الجولة الحالية في قرار قوة من الجيش الاسرائيلي فتح النار نحو موقع لحماس مما أدى الى موت اثنين من نشطائها يوم الثلاثاء. وسبقت النار الاسرائيلية نار من موقع في غزة، كانت بتقدير نقطة الرقابة العسكرية الاسرائيلية متجهة نحو القوات – الامر الذي تبين لاحقا بانه غير صحيح، وفي النهاية علم انها كانت جزءا من مناورة أجرتها حماس تماما تحت أنف الجيش الاسرائيلي. كما أن كل محافل الاستخبارات لم تعرف هي الاخرى بوجودها. واذا كان أحد ما عرف بالفعل – فانه لم يطلع القوات التكتيكية في الفرقة وفي اللواء. كان مثل هذا العمل سيمنع النار الثقيلة والدخول الى جولة القتال هذه التي من حيث المبدأ جاءت من اللامكان: فالطرفان يوجدان في ذروة المفاوضات الاكثر اهمية التي كانت هنا في السنوات الاربعة الاخيرة تمهيدا لتسوية في القطاع. حماس، وكذا الجيش الاسرائيلي، احتويا أحداث الواحد الاخر.

في صالح قيادة الجنوب يقال: منذ الحادثة وهي تستعد لامكانية رد في المنطقة ولهذا أصدرت تعليمات استثنائية للسكان في اثناء النهار، بما في ذلك قول استثنائي يفيد بان حماس تخلي مواقع في خط التماس وذلك، انطلاقا من الفهم بان الجيش الاسرائيلي يعرف بان حماس تخطط للثأر – وفي النهاية جاء هذا. وكان هذا ثأرا هاما جدا. فالصليات الثقيلة اطلقت قبل الثامنة مساء بقليل نحو سديروت وبلدات الغلاف، ولاحقا ايضا الى شاطيء عسقلان. في سديروت سقطت عدة صواريخ واوقعت عدة اصابات واضرار. وسيحقق الجيش الاسرائيلي لماذا لم تعترضها القبة الحديدية. ولا يزال من الواجب القول ان المنظومة تعمل على نحو ممتاز مع نسبة اعتراض عالية، بما في ذلك قذائف الهاون وهي لا تطلق صواريخ الاعتراض نحو الصواريخ التي يفترض أن تسقط في ارض مفتوحة.

ينتظر الطرفان الان وساطة المصريين لاحلال وقف للنار. حتى منتصف ليل أمس، لم ترغب حماس في ذلك. ومن ناحيتها: تريد مواصلة جباية الثمن. اما ردود الجيش الاسرائيلي فكانت طفيفة بالتأكيد، وهنا من الواجب القول انه حتى لو ارتكب خطأ فلا مجال لان يضاف اليه خطأ آخر. وبالتالي، من اللحظة التي كسرت فيها حماس القواعد كان ينبغي الرد بشدة وبقوة – وذلك ايضا الى جانب المباحثات على التسوية التي تتواصل بالتوازي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى