ترجمات عبرية

يوسي يهوشع يكتب – استعراض عضلات

يديعوت – بقلم  يوسي يهوشع – 17/7/2018

من يتابع عن كثب الخطوات الاخيرة التي تتخذها اسرائيل في جبهة الجنوب يمكنه أن يلاحظ تطورا واضحا: اسرائيل تشدد الضغط على قطاع غزة وفي واقع الامر تشير الى حماس لان السياسة تغيرت. بمعنى ان اسرائيل جاهزة الان لكل سيناريو، واذا لم تضع حماس حدا للطائرات الورقية الارهابية – وفورا – فان الجيش الاسرائيلي لن يتردد في الرد بقوة، حتى بثمن مواجهة اوسع.

في اعقاب تواصل اطلاق الطائرات الورقية والبالونات الحارقة، قرر وزير الدفاع افيغدور ليبرمان أمس بالتنسيق مع رئيس الاركان غادي آيزنكوت، اغلاق معبر كرم سالم في وجه ادخال الوقود والغاز حتى يوم الاحد القادم. وهذا تشديد للحصار على القطاع بعد أن تقرر في الاسبوع الماضي منع دخول البضائع اليه. وفضلا  عن ادخال الدواء والغذاء – الذي يقر بشكل تفصيلي – فان معبر كرم سالم مغلق عمليا. وبالتوازي، اعلنت السلطات في القاهرة بان معبر رفح سيبقى مغلقا غدا ايضا امام حركة السكان من القطاع. واذا لم يكن هذا بكاف، فقد تقرر ايضا تقليص اضافي لمجال الصيد في القطاع من مدى 6 اميال بحرية الى 3 اميال بحرية، “في ضوء استمرار محاولات الارهاب من جانب حماس”. معنى القرارات واضح: غزة مغلقة تماما من كل الجوانب.

تضاف الخطوات الاخيرة الى سلسلة اجراءات اتخذتها اسرائيل في الاسبوع الاخير وتتضمن ضمن امور اخرى انتشار بطاريات القبة الحديدة في غوش دان (الذي وسع في الايام الاخيرة الى مناطق اخرى في منطقة الوسط) وكذا المناورة الكبرى لفرقة 162 في جنوب البلاد للتدرب على احتلال غزة. ليس صدفة ان الجيش الاسرائيلي يحرص على خلق صدى اعلامي واسع حول المناورة: هذه رسالة واضحة لحماس. “4 سنوات بعد الجرف الصامد حين شاركت قوات الفرقة مشاركة فاعلة، فانها تتدرب الان على الجاهزية لالحاق الهزيمة بمنظمة الارهاب حماس”، كما جاء على لسان الناطق العسكري. في اطار المناورة توجد قوات الفرقة “في جاهزية قصوى” وتتدرب على “حمل الفرقة الى مستوى الجاهزية للحرب”.

ان تشديد الضغط على حماس واستعراض العضلات الاسرائيلية هي نتيجة لانه رغم وقف النار في نهاية السبت، فان ارهاب الطائرات الورقية والبالونات الحارقة مستمر: اذا كانت أول أمس 6 حرائق لحقول في الغلاف، فقد سجل أمس اكثر من 15 تضمنت محاولة اولى لاستخدام  “باز مشتعل”.
وردا على ذلك اطلق الجيش الاسرائيلي النار نحو الخلايا المطلقة، ولكن بنية عدم القتل – بل فقط التحذير والردع لحماس التي من جهتها اطلقت صاروخا اول نحو اسرائيل منذ وقف النار. وشغل الصاروخ صافرة الانذار ولكنه سقط في الجانب الفلسطيني. “لن نقبل واقعا يركض فيه المواطنون الى الغرف الامنية او الى الملاجيء، هذا ايضا واقع لا يحتمل ونحن لا نعتزم التسليم به”، اوضح وزير الدفاع ليبرمان. “آمل ان تستخلص حماس الاستنتاجات واذا لم تستخلص، فستدفع ثمنا باهظا”.

اما حماس فسارعت امس الى اطلاق تهديد من جانبها الى اسرائيل: العقوبات الاسرائيلية تعكس النوايا الاسرائيلية لتشديد الحصار على غزة وارتكاب المزيد من الجرائم ضد سكان غزة. على العالم أن يتوقف عن صمته على الجرائم ضد الانسانية التي ترتكبها اسرائيل. ان الاجراءات الانتقامية التي تقوم بها اسرائيل تعكس حجم الظلم والجريمة التي يعيشها قطاع غزة. وستكون لهذا آثار خطيرة وتتحمل اسرائيل المسؤولية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى