يوسي يهوشع بكتب – النقدي مقابل الهدوء

يديعوت – مقال افتتاحي – 11/11/2018
بقلم: يوسي يهوشع
تروي صورة حقائب الدولارات التي تدخل الى قطاع غزة قصة الحل الوحيد الذي يبدو لقطاع غزة: قصة الوضع الاقتصادي الصعب مقابل الهدوء.
عمليا، تحاول اسرائيل شراء الهدوء بالاوراق النقدية الدولارية. يمكن ان نسمي هذا خاوة أو جائزة للارهاب، ولكن كل تسوية توضع على الطاولة بين اسرائيل وحماس تنطوي على هذه الصيغة بهذا الشكل او ذاك. هذه الصورة مؤلمة للكثيرين بالبطن وليس فقط بسبب المال، بل لان حكومة اليمين برئاسة بنيامين نتنياهو بالذات كانت تروج على مدى كل السنين لسياسة اخرى حيال حماس، ويبدو أنه كان يمكن الوصول الى ذات النتيجة قبل سبعة اشهر وتوفير ما وقع من تصعيد.
ان نقل المال القطري هو القسم الاول في الخطوة المتدرجة للتسوية، والتي تتضمن وقف النار وفقط بعد ذلك اعمار القطاع. يوم الجمعة سجل انخفاض معين في حجم الاحداث على الجدار – اطارات مشتعلة اقل وعبوات اقل، ولكن سجل خلل عملياتي في الجبهة الشمالية، مع تسلل الفلسطيني الى دفيئات نتيف هعسرا ونجاحه في احراقها من تحت أنف وسائل الرقابة وقوة المظليين المرابطة هناك.
يتبين من التحقيق الاولي ان الرقابة شخصت المشبوه قرب الجدار الفاصل حتى قبل ان يجتازه، وبقيت تتابعه في اثناء الحدث. وفي اعقاب التشخيص هرعت قوات عسكرية حاصرت المنطقة التي لوحظ فيها المشبوه، وبالتوازي اطلقت قوات لعزل مجال البلدة عن المجال الذي حاول الاختباء فيه. وأجرت القوات تمشيطات في المجال واعتقلت المشبوه قرب الدفيئة التي تقع في اقصى المنطقة الزراعية، على مسافة نحو كيلو متر عن البلدة. لم يرد الجيش الاسرائيلي على هذا التسلل في اطار محاولات الحفاظ على الهدوء.
الفلسطيني الذي اجتاز الجدار لم يعتقل الا على مسافة 500 – 700 متر داخل الاراضي الاسرائيلية. وذلك بخلاف حالات مشابهة اعتقل فيها المتسللون على الجدار فورا. اما سيناريو الرعب في قيادة المنطقة الجنوبية فهو تسلل مخربين الى بلدة في غلاف غزة، ومن أجل منعه في المستقبل مطلوب تحقيق معمق لهذا الحدث الخطير.
وعودة الى المال القطري. نشر يوم الجمعة أن وزير الدفاع افيغدور ليبرمان عارض نقل المال وادعى بانه سيجلب هدوء على المدى القصير فقط. وذكر وزراء في الكابنت بعد ذلك بان ليبرمان هو أول من حرك الاتصالات مع القطريين، ولا تزال القصة الهامة هنا هي أن رئيس الوزراء يدير السياسة الامنية الى جانب رئيس الاركان من فوق رأس وزير الدفاع. فقد دفع ليبرمان عدة مرات في الشهر الاخير نحو ضربة عسكرية ضد حماس، الا ان نتنياهو أخذ بموقف الجيش والان نرى هذا ايضا في الخطوة الاستراتيجية لتحقيق التسوية، والتي يعارضها وزير الدفاع بشدة.
اذا نجحت التسوية، وحتى اذا عادت تفاهمات “الجرف الصامد” فسيتبين ليبرمان كمن راهن على نحو خاطيء. اما اذا تفجرت التسوية فان هذا سيعيد له كرامته المهنية والسياسية.