ترجمات عبرية

يوسي يهوشع / الأزمة مع روسيا

يديعوتبقلم  يوسي يهوشع  – 21/9/2018

على خلفية التوتر مع روسيا في أعقاب اسقاط طائرة استخبارات قرب اللاذقية، يتعاظم الخوف في اسرائيل من أن يكون “ثمن” الحادثة محاولة ايرانية لاستغلال الشرخ الاسرائيلي – الروسي من أجل تسريع ارساليات الصواريخ المتطورة الى حزب الله في الايام القريبة القادمة. والتقدير هو ان الايرانيين يعتقدون بان اسرائيل لن تهاجم سوريا في الزمن المنظور كي لا ترفع مستوى اللهيب مع موسكو. غير ان محافل اسرائيلية تؤكد بانه اذا كانت ارسالية كهذه – فان اسرائيل ستهاجمها.

“ليست لنا امكانية الا نعمل امام مثل هذا التهديد”، قال أمس مسؤولون اسرائيليون كبار. فرغم التصريحات الاسرائيلية التي تفيد بان حرية العمل في سوريا ستحفظ – ينبغي ان نأخذ ذلك على نحو محدود الضمان، ونتذكر بانه في المدى الزمني الفوري وفي ضوء رد الفعل المعادي في روسيا، سيكون من الصعب تحقيق ذلك.    

هذا وكان وصل الى موسكو أمس قائد سلاح الجو، اللواء عميكام نوركين على رأس وفد امني كي يعرض على نظرائه الروس نتائج التحقيق العسكري الاسرائيلي. وفي اثناء ميراتون اللقاءات التي عقدها، عرض نوركين أدلة، صور جوية ومعلومات استخبارية اخرى تثبت ان نار مضادات الطائرات التي اطلقها السوريون نحو الطائرة الروسية كانت في الوقت الذي صارت فيه طائرات سلاح الجو في الاراضي الاسرائيلية. والمعنى هو ان السوريين هم الذين يتحملون الذنب. يعرف نوركين جيدا العمل المشترك مع الروس من عهد ولايته كرئيس لشعبة التخطيط.  لا يبدو أن هذا ارضى الجميع في الكرملين. ففي اثناء زيارته نشرت وزارة الخارجية الروسية بيانا حادا جاء فيه ان على اسرائيل ان تواصل التحقيق في الحادثة. وقالوا ان “اعمالا عديمة المسؤولية وغير وديه من جانب سلاح الجو الاسرائيلي عرضت فريق الطائرة الروسية للخطر وهكذا أدت الى موت 15 من جنودنا”.

وفي تغريدة على التويتر هاجمت السفارة الروسية في اسرائيل نشاط الجيش الاسرائيلي وادعت بان “روسيا ستتخذ كل الخطوات اللازمة كي ترفع التهديد عن حياة وأمن رجال جيشنا، الذي يقاتل ضد الارهاب”.

وبعد بضع ساعات من ذلك  تناولت الناطقة بلسان وزارة الخارجية الروسية الازمة. وبعد أن اشارت الى أن لروسيا علاقات تاريخية قوية مع اسرائيل، طالبت بتحقيق اضافي وادعت: “اعتقد انه كنتيجة لاعمال الطيارين الاسرائيليين نشأ تهديد على الطائرة ادى الى اسقاطها، وبالتالي فهم لم يعملوا بشكل مهني. من العار الاختباء خلف ظهر اولئك الذين يوفرون لهم ايضا الامن ويؤدون واجبهم، ولا يمكنهم ان يتفادوا رصالة موجهة لهم”.

الى جانب الاقوال القاسية توجد ايضا افعال: فروسيا تعزز نشاطها العسكري في شرق البحر المتوسط، وامس بدأت على نحو مفاجيء بمناورة بحرية واسعة تستغرق اسبوعا في منطقة قبرص وقرب الشواطيء السورية. وكنتيجة لذلك سيقيد الطيران في المناطق لجوية لقبرص وفي المنطقة المجاورة لشواطيء سوريا في صالح النشاطات العسكرية، بما فيها اغلب الظن المساعي للعثور على بقايا طائرة الاستخبارات الروسية التي اسقطت يوم الاثنين وكانت تقل 15 من رجال الطاقم وعتاد استخباري سري ايضا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى