ترجمات عبرية

يوسي يهوشع : أربع سنوات على حملة الجرف الصامد الحسم والفرصة الضائعة

بقلم: يوسي يهوشع، يديعوت مقال افتتاحي – 8/7/2018

حتى قبل أربعة أشهر على الاقل، كان يمكن القول بثقة انه في اختبار الردع نجح الجيش الاسرائيلي، رغم الاخفاقات في ادارة المعركة، في تحقيق انجازات ذات مغزى في حملة الجرف الصامد، وضمان فترة طويلة للغاية من الهدوء في بلدات غلاف غزة. غير أن التصعيد منذ آذار، واستئناف روتين النار التي لا تطلق على الغلاف، يدلان على انه على الرغم من النصر الذي وفره الجيش، لم تتمكن الحكومة من ترجمته الى انجاز سياسي. فقد كانت حماس عمليا جاثمة على ركبتيها مع نهاية القتال ولكن يبدو ان اسرائيل فوتت فرصة استغلال هذا لضمان الهدوء لفترة طويلة.

الاشهر الاخيرة هي الدليل على ذلك. من المهم ان نتذكر بان مدى النار في السنوات الثلاثة وثمانية الاشهر ما بعد القتال كان نحو 60 70 صاروخا وقذيفة هاون بالاجمال، وعدد تسلل خلايا الارهاب كان ضيقا. ولعل الاهم هو أن حماس لم تنجح في تهريب وسائل قتالية متطورة او بناء قدرات استثنائية في هذه السنوات، بخلاف حزب الله في لبنان الذي منذ الحرب في 2006 نجح في التعاظم بشكل شاذ ومقلق.

ولكن نافذة الفرص السياسية التي فتحت مع وقف النار مع حماس في نهاية آب 2014، انتهت في الاشهر الاخيرة: فمنذ اذار ونحن نشهد تغييرا في الميل وموازين القوى على الارض. الردع الذي تحقق في الجرف الصامد تآكل، بينما حماس هي في واقع الامر من يقرر قواعد فتح النار وانهائها، تبدأ جولات القتال وتنهيها حين يكون مريحا لها، وبالتوازي ايضا تنجح منذ اكثر من ثلاثة اشهر في حرق الحقول الزراعية في الغلاف وتوجيه ضربة اقتصادية أليمة.

الجيش الاسرائيلي هو الاخر يدفع الثمن: ففي الاشهر الاخيرة نرى انه في الجولات القتالية القصيرة مع حماس والجهاد الاسلامي، لا يحقق النتيجة المرجوة. وحتى عندما يكون له كل المبررات للعمل فانه لا ينهي القتال مع نتائج جيدة بما يكفي مثل “المس بخلايا الاطلاق او قادة ارهاب كبار. بعد أربع سنوات ينبغي السؤال: اين قادة الجرف الصامد؟ وبالفعل، وزير الدفاع السابق يعلون فقد منذ زمن بعيد مكتبه في الكريا في صالح افيغدور ليبرمان ويبحث عن مستقبله السياسي. رئيس الاركان بيني غانتس يجس النبض ويفحص امكانيات الدخول الى السياسة، قائد المنطقة الجنوبية، اللواء سامي ترجمان يوجد في معهد بحوث في واشنطن وسيعود الى البلاد بعد شهر وقائد فرقة غزة، العميد ميكي ادلشتاين، عين ملحقا عسكريا في واشنطن.

وماذا بالنسبة للقادة الميدانيين؟ قائد لواء المظليين اليعيزر طوليدانو وقائد لواء الناحل اوري غوردون رفعا، بينما قائد لواء جفعاتي عوفر فينتر وقائد لواء غولاني غسان عليان اخرجا من مسار الترفيع. والدروس؟ عشية الجرف الصامد، كان لدى حماس 32 نفق، فيما أن 15 منها اجتازت الجدار وفقط عن 11 عرفت شعبة الاستخبارات “امان”. الجيش الاسرائيلي حسن قدرات العثور على الانفاق، اقام عائقا تحت أرضيا سيكون جاهزا بعد سنة ولكنه سيوفر حلا تاما منذ الصيف التالي. اضافة الى ذلك، اقيم المختبر التكنولوجي في فرقة غزة، والذي ينجح في العثور على مسارات الانفاق الانجاز الذي جعله ينال مؤخرا جائزة أمن اسرائيل. كما ان طريقة سد جديدة للانفاق تم تطويرها. والنتيجة هي أن عشرة انفاق لحماس احبطت في السنة الاخيرة فقط. في اعقاب ذلك اتخذت المنظمة قرارا استراتيجيا بالكف عن حفر انفاق جديدة وتسريع حفر الانفاق القائمة انطلاقا من الفهم بان هذه الجبهة آخذة عمليا بالانزلاق.

في مجال الدفاع الجوي ايضا طرأ تحسن: القبة الحديدية قادرة اليوم ليس فقط على اعتراض الصواريخ بمعدل مرتفع من 90 في المئة بل وايضا اعتراض قذائف  الهاون قصيرة المدى. وبالتالي الى الخلاصة: قدرات الجيش  تحسنت بالفعل، ولكن الردع العام تآكل. هكذا بحيث أنه رغم الانجاز العسكري الكبير قبل أربع سنوات، فان السياسة العامة التي اتخذتها الحكومة حيال غزة ليس فقط لم تبعد التهديد على اسرائيل من القطاع، بل  فقط تساهم في وعاء الضغط الذي من شأنه قريبا جدا ان يتفجر لنا في الوجه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى