ترجمات عبرية

يوسي ملمان يكتب – مطلوب زعامة

يوسي ملمان، معاريف 12/8/2018

نهاية اسبوع هادئة نسبيا مرت على الجنوب. آلاف الفلسطينيين تظاهروا يوم  الجمعة على حدود غزة، تحدوا جنود الجيش الاسرائيلي، حاولوا المس بالجدار، اطلقوا بالونات حارقة، اشعلوا حقولا، والجيش الاسرائيلي رد بنار الدبابات وبنار الطائرات على مطلق البالونات. ولكن الصواريخ لم تطلق وسلاح الجو لم يدعَ للقصف. روتين في الطرفين يفضلون وصفه وقف  النار. ولكن هذا ليس وقفا للنار ولا بطيخ. هذه مهلة اخرى مع القليل من الاحداث نسبيا.

شيء واحد واضح – حكومة بنيامين نتنياهو لا تريد الحرب. لقد قيل هذا هنا مرات عديدة في السنة الاخيرة. يوم الخميس، يوم  المعركة الاكبر منذ حملة الجرف الصامد، تلقينا تذكيرا هو الابرز على ذلك. وقد انعقد الكابينت في سلسلة من المداولات مضمونها – رغبة نتنياهو في أن يري بانه يتشاور مع وزرائه. نفس كل الوزراء قائلين ان “لا يمكن الاستمرار هكذا”، ولكنهم لم يقترحوا اي حل.  لا للخروج الى حملة عسكرية ولا للموافقة على تسوية لا يريدونها أو لا يؤمنون باحتمالاتها.

وزيران فقط تحدثا عن الحاجة الى الضرب بقوة. وزير الدفاع افيغدور ليبرمان الذي اطلق اصوات قتالية، ربما مع علمه بان ليس لاقتراحه اي احتمال بان يقبل، ووزير التعليم نفتالي بينيت، الذي يطرح في المداولات الاخيرة خطة مشوقة، حتى وان كانت موضع خلاف جديد. فبينيت يقترح ان تخلي اسرائيل طوعا، حتى قبل ان تبدأ المعركة، معظم السكان في خط المواجهة، وتخرج الى حرب جوية بكل القوة. هو ضد الدخول البري. برأيه يمكن لسلاح الجو أن يلحق اضرارا جسيمة بحماس وبناها التحتية العسكرية.

صحيح، لدى حماس صواريخ يمكن أن تصل حتى تل أبيب وربما شمالها. ولكن التقدير هو أن معظمها غير دقيق، وان القبة الحديدية ستعرف كيف تواجهها. هكذا بحيث أنه حتى لو ردت حماس، فعلى الاقل لن تكون لاسرائيل اصابات بين السكان في الخط الاول.

في نهاية الاسبوع تحدث ضابط كبير في الجيش الاسرائيلي عن امكانية انه في حالة الحرب ستكون حاجة الى اخلاء بلدات. لقيادة المنطقة الجنوبية ولقيادة الجبهة الداخلية توجد خطة مرتبة لكيفية تنفيذ ذلك. يشعر الوزير نفتالي بان هناك رد اسناد لاقتراحه، ولكن معظم الوزراء الذين سمعوا خطته يعارضونها بل وانتقدوها بدعوى انها تتعارض و “الفكرة الصهيونية” وستمنح صورة نصر لحماس.

في كل الاحوال، كما أسلفنا، الحرب ليست الان على جدول الاعمال، لان رئيس الوزراء يفعل كل شيء كي يمتنع عنها، لعلمه انه في غضون بضعة اشهر ستجرى انتخابات. يوصي جهاز الامن بالعمل على تسوية، ولكن نتنياهو وليبرمان غير مستعدين لان يقودا خطوة غايتها اتفاق وقف نار مقابل رفع الحصار الاسرائيلي، فتح كامل لمعابر الحدود واعمار القطاع بما في ذلك بناء محطة توليد طاقة، شبكات مجاري، منشأة تحلية وغيرها.

السبب في ذلك هو أن حكومة نتنياهو قيدت نفسها، بطرحها شرطا مسبقا لكل تسوية كهذه، هي صفقة تبادل للجثامين والاسرى. اسرائيل مستعدة لان تعيد جثامين مخربين، وكذا بضعة مخربين احياء “بلا دم على الايدي” كما اوضح يرون بلوم، مندوب رئيس الوزراء في موضوع الاسرى والمفقودين، في اتصالاته مع الاستخبارات المصرية، مع قطر ووسطاء آخرين.

على نتنياهو ان يبدي زعامة وان يقول بشجاعة للجمهور ولعائلات الشهداء والمدنيين الذين كما يذكر اجتازوا الحدود طوعا، بان قدسية حياة عشرات الاف سكان الجنوب الذين يعانون منذ اربعة اشهر اهم من كل بقايا الجثامين ومدنيين منهكي النفس.

ينعقد الكابينت اليوم مرة اخرى، ولكن الاحتمال لتحقيق تسوية ليس كبيرا. وفي ظل غياب استراتيجية واضحة لدى حكومة متهكمة وعديمة المشورة، من المتوقع لنا مزيد من الشيء نفسه. مزيد من التصعيد ومزيد من جولات الضربات، فيما هو واضح شيء واحد – الردع الاسرائيلي تآكل. ثلاث سنوات ونصف السنة من الهدوء في الجنوب ضيغة، وحماس  تملي قوانين اللعب الجديدة ووتيرة الاحداث. ومع ذلك، حتى نتنياهو الذي ينخفض التأييد له في  الاستطلاعات بسبب خطواته في غزة، يفهم بانه اذا واصل على هذا النحو، فان مكانته قد تتضرر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى