ترجمات عبرية

يوسي ملمان يكتب – روسيا – ما الذي تقصده

معاريف – مقال – 24/1/2019

بقلم: يوسي ملمان

بعد ثلاثة ايام من الصمت الصاخب وغير المفسر ردت روسيا على النشاط الاخير لاسرائيل في سوريا.

ليس في هذا البيان أي تناول لحقيقة أن ايران اطلقت صاروخ أرض – أرض نحو شمال الجولان في منطقة جبل الشيخ، لحسن الحظ اعترضته القبة الحديدية. ظاهرا يعد هذا بيانا احادي الجانب، يلقي مرة اخرى بالمسؤولية على اسرائيل بسبب هجماتها المتواصلة في سوريا.

واضح بالتالي بان البيان لم يرق للاذان الاسرائيلية. ويحتمل أن يكون ايضا حق لدى الناطقين بلسان المعارضة، ممن يدعون بان حرية عمل اسرائيل في سماء سوريا، والتي تقلصت على اي حال منذ اسقاط طائرة الاستطلاع الروسية في ايلول 2018، تقلصت أكثر فأكثر.

واضح أيضا ان فائض الثرثرة التي المت في الشهر الماضي بالناطقين الرسميين لاسرائيل – رئيس الوزراء، وزراء ورئيس الاركان المعتزل غادي آيزنكوت – ممن قاموا بعملية تصدير الى الخارج لسياسة الغموض، لا يخفف الامر على روسيا.

ولكن حقيقة أن روسيا صمتت ثلاثة ايام، ورد فعلها الذي يوجه اصبع اتهام لاسرائيل فقط لم يأتي بمبادرتها بل كان ردا على سؤال، مما يمكن أن يشير الى عملية انعدام يقين بالكرملين بشأن المواجهة الاسرائيلية – الايرانية الجارية في الاراضي السورية. واضح أن المصلحة الروسية بقيت كما هي: استقرار نظام الرئيس بشار الاسد وتثبيت مكانتها العسكرية، السياسية والاقتصادية في سوريا.كل عمل من شأنه ان يخرب على تحقيق هذه الاهداف يفسر كتعريض للمصالح الروسية للخطر.

ومع ذلك، يحتمل أن يكون الكرملين يوجد في ذروة اعادة نظر في المسار. يحتمل أن يكون اصبح غير مبال لتبادل الضربات بين اسرائيل وايران، طالما لا تعرض نظام الاسد للخطر.

وربما يحتمل العكس – ربما توجد لروسيا الان مصلحة في أن يصعد الطرفان المناوشات فيما بينهما وذلك على امل ان تحث هذه المناوشات فقط تحقيق هدفهم: الوصول الى انسحاب كل القوات الاجنبية من سوريا (الولايات المتحدة، دون صلة بذلك، قررت في كل الاحوال البدء بالانسحاب)، ايران بالتحديد، وابقاء روسيا كالقوة الاجنبية الوحيدة في الدولة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى