ترجمات عبرية

يوسي ملمان يكتب – الهدف : منع الحرب

معاريف – بقلم  يوسي ملمان  – 16/1/2019

حين تصمت طبول المهرجانات والاحتفالات، بعضها رسمية ملزمة وبعضها علاقات عامة – تتضح صورة الواقع التي تنتظر رئيس الاركان الـ 22 للجيش الاسرائيلي،  الفريق افيف كوخافي، الذي  تسلم امس مهام منصبه. شروط البدء له قاسية اكثر من شروط سلفه، الفريق غادي آيزنكوت. حين صعد آيزنكوت الى مكتبه في  الطابق الـ 14 للبرج في الكريا، في  كانون الثاني 2015، كان الافق  الشرق اوسطي واعدا اكثر لاسرائيل ولمصالحها: فقد كانت حماس ضربت في حملة الجرف الصامد ووافقت على وقف النار، وكانت سوريا غارقة في الحرب الاهلية التي لم تكن نهايتها تبدو في الافق، الايرانيون وحزب الله ينزفون في  الحرب والروس لم يكونوا دخلوا اليها، الضفة الغربية كانت هادئة نسبيا، وايران وافقت على اجراء مفاوضات على تقليص برنامجها النووي.

اما الواقع اليوم فيختلف تماما. الحرب الاهلية في سوريا في مراحلها النهائية، روسيا تتدخل في الدفاع والتثبيت لنظام الاسد،  الايرانيون مصممون اكثر من اي وقت مضى على تثبيت وجودهم في سوريا ولا يبدو انهم مستعدون لان يتراجعوا امام هجمات اسرائيل. كما ان التصريحات الاخيرة لايزنكوت ولرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، اللذين حطما سياسة الغموض الاسرائيلية في الهجمات في سوريا، من المتوقع أن  تجعل الامور اصعب على الجيش الاسرائيلي وعلى رئيس الاركان كوخافي لمواصلة ادارة المعركة. لا شك أن روسيا تشعر بعدم ارتياح من فائض الثرثرة المتبجحة لزعماء اسرائيل.  

ولكن فوق كل شيء، فان الفريق كوخافي يجد نفسه في مضائق ساحة غزة. قد اضطر الجيش الاسرائيلي الى تنفيذ انعدام السياسة لحكومة نتنياهو. هذه سياسة لا تعرض حلا بعيد المدى للمشكلة، ولكنها تطالب الجيش الاسرائيلي بان يخرج لها الكستناء من النار. غزة توشك على أن تكون التحدي الاكبر لكوخافي. بغياب مبادرة سياسية، سيتعين على الجيش الاسرائيلي ان يكون مقاولا فرعيا لعجز الحكومة وان يخرج الى حرب لا احد يريدها ولا يمكن تحقيق حسم او انتصار فيها.

كل هذا يشير الى ان المستقبل القريب والبعيد الذي ينتظر رئيس الاركان الجديد ملفوف بالضباب. معظم الامور ليست متعلقة به. فثمة قدر اكبر مما ينبغي من المتغيرات غير المتوقعة التي ليس هو، لا الجيش الاسرائيلي ولا حكومة اسرائيل بوسعها أن تقرر اتجاه تطورها. يختلف كوخافي في طبيعته عن آيزنكوت. فهو بعلاقات عامة اكثر، ذو نزعة قوة اكبر وله ميل لصياغات فلسفية – ثقافية. وهذه تسمع جميلة ولكنها لن تساعده اذا ما وجدت اسرائيل نفسها في اثناء سنوات ولايته في حرب. مثل آيزنكوت، فان الهدف الاهم للفريق كوخافي سيكون منع الحرب، واذا ما نشبت – الانتصار فيها. مهامة غير سهلة، تكاد تكون متعذرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى